صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

نحو إعلام محترم

صالح الصالحي

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019 - 07:45 م

الإعلام قاسم مشترك فى جميع أمور الحياة.. فهو ناقل للأخبار والمعلومات والبيانات بشفافية ومصداقية.. وفى نفس الوقت يقوم بدور تثقيفى وتنويرى تجاه المتلقي.. ويلعب دورا كبيرا فى رفع الوعى الجمعى لدى الجمهور.. بل يؤثر فى تشكيل الوعى واتجاهات الرأى العام.. ويلعب أيضا دورا مهما فى ترسيخ القيم النبيلة، وتبادل المعارف والثقافات.
وأصبح للإعلام دور بالغ الخطورة فى مواجهة انعدام الوزن وفقدان الاتجاه لدى البعض الناتج عن عمليات التضليل التى نشهدها الآن.
كما أن الإعلام هو السلاح الأهم فى عصر حرب الأفكار والعقول، فهو من يحمل الأفكار بكل سهولة ويسر فى ظل التقدم التكنولوجى الرهيب. فالإعلام يلعب دورا خطيرا فى حياة الناس، باعتباره بما يملكه من أدوات قادرا على الوصول إلى العقول والقلوب.. فالناس يتلقون من خلال الإعلام ما يرسخ فى عقولهم ولا يبرح أذهانهم.
وأتحدث هنا عن إعلام مهنى مسئول.. قائم على كوادر تستطيع التخطيط لتحقيق غايات وأهداف الإعلام النبيلة.
عقب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ضربت الفوضى مناحى كثيرة فى مصر.. واصبحت العشوائية هى المسيطرة على الحياة وتصدر الإنفلات المشهد.. ونال الإعلام النصيب الأكبر من الفوضى والانفلات.. والجميع اشتكى من ذلك الإعلاميون قبل الجمهور.. وظل الوضع هكذا حتى صدور دستور ٢٠١٤ الذى نص فى مواده «٢١١ ، ٢١٢، ٢١٣» على تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتين الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام.. بهدف تحرير الإعلام بجميع أشكاله وصور ملكيته من أى قيود.. والبعد به تماما عن السلطة التنفيذية وسطوة رجال الأعمال.. ومنحه الاستقلال الكامل. والخروج بالإعلام القومى «ماسبيرو والمؤسسات الصحفية القومية»، من دوامة الروتين الحكومي.. ومنحه الحرية التامة.. ليدير نفسه بنفسه وفقا لآليات السوق.. حتى يعود الإعلام إلى رشده ويلبى متطلبات الجمهور.. ويحقق دوره فى النهوض بالمجتمع ومساندة جهود التنمية وبناء الإنسان المصرى فى ظل الدولة الحديثة.
وبعد صدور القوانين المنظمة لعمل المجلس والهيئتين.. وصدور القرار الجمهورى بتشكيلهم.. عكف المجلس الأعلى  لتنظيم الإعلام على مدار أكثر من عامين ونصف على ضبط المشهد من خلال إصدار لائحة الأكواد والمعايير المهنية التى يستوجب على الإعلام أن يطبقها ويلتزم بها.. ولائحة الجزاءات التى تواجه أى خروج على هذه الأكواد.. وتنظيم عدد من الدورات التدريبية للارتقاء بالمستوى المهنى للزملاء الإعلاميين.. وبالفعل تم ضبط المشهد إلى حد ما.. صحيح ليس هو الحد المنشود.. لكن ما فسد فى سنوات لا يمكن إصلاحه فى يوم وليلة.
الأمر يتطلب تكاتف جميع المؤسسات القائمة على الإعلام للاستمرار فى عملية الإصلاح حتى نصل بإعلامنا إلى الدرجات التى يستحقها، بما يملكه من أدوات وعقول تستطيع ان تؤهل الإعلام لاستعادة ثقة واحترام الجمهور له.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة