علما البلدين
علما البلدين


«مباراة كرة قدم» تؤشر على ترسيخ السلام بين «إثيوبيا» و«إريتريا»

أحمد نزيه

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 01:40 م

 

في الحياة تعلمنا أنه لا يوجد عداءٌ مطلقٌ أو وئامٌ على الدوام، فكثيرٌ ما تنقلب الصداقات إلى عدوات، والعكس كذلك أحيانًا ما يحدث، فلا هناك شيٌ ثابتٌ لا يتغير من حالٍ إلى حالٍ.

تلك هي قصة دولتي إثيوبيا وإريتريا، اللتين أصبحتا بين عشيةٍ وضحاها في حالةٍ من السلام، حلت محل النزاع والصراع والعداء، الذي استمر لما يناهز نصف قرنٍ من الزمن.

مباراة تاريخية

وندخل في صلب الموضوع مباشرةً، فقد أوقعت قرعة كأس سيكافا لكرة القدم، وهي بطولة إقليمة لدول شرق ووسط قارة أفريقيا ستنظمها أوغندا في شهر ديسمبر المقبل، منتخبي إثيوبيا وإريتريا في مجموعةٍ واحدةٍ، هي المجموعة الأولى، إلى جانب منتخبي أوغندا "المستضيف" وبوروندي.

وعلى ضوء هذا، حتمًا سيتواجه المنتخبان سويًا في الدور الأول للبطولة، لتكون بذلك هذه المواجهة الأولى كرويًا بين البلدين، منذ انفصال إريتريا عن إثيوبيا عام 1993.

وقبل عام 1993، كانت إريتريا جزءًا من دولة إثيوبيا، وقد عاشت البلدان في الفترة ما بين عامي 1961 و1991، واحدة من أسوأ حروب القارة السمراء، لمدة ثلاثة عقود بين قوات الحكومة الإثيوبية والانفصاليين في إريتريا، واستمرت الحرب إلى أن انفصلت إريتريا عن التبعية لبلاد الحبشة في عام 1993.

ولكن مع ذلك، ظلت المشاكل السياسي والعداء بين البلدين بصورةٍ مطردةٍ، ولم يسهم اتفاق الجزائر، الذي وُقع في ديسمبر عام 2000، والذي نصّ على إعادة ترسيم الحدود بين البلدين، وحظي برعاية الأمم المتحدة، في حل النزاع والمشاكل الحدودية العالقة بين البلدين.

اتفاق سلام

لكن الأمور بدأت تأخذ منحنى السلام في العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا في العام الماضي، والذي تأصل في مدينة جدة السعودية، حينما وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في منتصف سبتمبر عام 2018 اتفاقًا تاريخيًا للسلام بينهما برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقبل ذلك بشهرين، تبادل البلدان فتح سفارة كل بلدٍ لدى الآخر في العاصمتين أديس أبابا وأسمرة، لتكون هذه نبتة السلام، التي أخذت في النمو، مستأصلة جذور العداء والكراهية بين البلدين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة