جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أن يعود الوطن.. هذه هى القضية

جلال عارف

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:01 م

للأسف الشديد.. تسير الأمور نحو الأسوأ فى لبنان والعراق. وإذا كان العنف فى لبنان مازال محدودا، والجيش قادر على ضبط الشارع ومنع الصدام المدمر، فإن ذلك ليس رهانا أبديا وإنما هو فرصة للجهود الصادقة لحل الأزمة بدلا من اللجوء لإضاعة الوقت أو التهديد بنزول الميليشيات خاصة مع أوضاع اقتصادية تهدد بأفدح المخاطر، ومع البعض فى الدفاع عن امتيازاتهم الخاصة أو خضوعهم لحسابات طائفية ضيقة أو استمرار الرهان على أن يأتى الحل من الخارج.
فى العراق يبدو الصراع مفتوحا على مخاطر أكبر. كم الفساد الذى عانت منه العراق منذ الغزو الأمريكى المشئوم غير مسبوق، والجهود التى بذلت لإعادة بناء الدولة بعد تدميرها تصطدم بما تم زرعه من ميليشيات طائفية وولاءات لغير الوطن حولت العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الاقليمية والدولية، وتركت مراكز القوة فى يد ميليشيات أغرقت البلاد فى حروب بالوكالة، وقادت العراق الى هذا الوضع الصعب.
فى لبنان يضيعون الوقت فى «حرق» أسماء يرشحونها للحكم لتبقى الأمور فى النهاية على ما هى عليه كما يتصورون. وفى العراق تتجاوز «الحرائق» الأسماء أو التنظيمات لتصل الى «النجف» بكل رمزيتها، صحيح ان الرسالة قد تكون موجهة الى إيران من خلال حرق قنصليتها هناك،  لكن الرسالة أيضا تكشف عن حجم المخاطر وعن صراعات لقوى قد تقود البلاد  لكارثة إذا لم يتم التعامل بجدية ومسئولية مع الموقف.
الوضع ينزلق نحو الأخطر، هناك من يخيفه أن يتحرك الشعب عابرا للطائفية،  وواقفا فى وجه الفساد، ومستعيدا قيمة الوطن، وهؤلاء سيقاتلون حتى النهاية للإبقاء على أوضاع لم يعد فى الإمكان ان تستمر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة