طاهر قابيل
طاهر قابيل


اول سطر

أهلًا بالشباب

طاهر قابيل

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:07 م

منذ سنوات سأل صديق لى وهو فى منتصف الأربعينيات رئيس تحرير إحدى الصحف القومية عن كفاءته فى العمل الصحفى وقدرته على تولى أحد المناصب القيادية.. فأشاد رئيس التحرير بخبرة صديقى التى تكونت عبر السنوات التى قضاها فى عالم الصحافة.. وأثنى على موهبته ومجهوده الذى لا ينقطع داخل وخارج الصحيفة وأدائه للمهام التى يكلف بها بكفاءة.. وتطرق حديث رئيس التحرير إلى أنه يريد ترقية بعض المحررين الذين تجاوزوا الخمسين أو اقتربوا من الستين إلى مناصب قيادية.. فسأله صديقى: متى سأنال منصب نائب رئيس التحرير؟ فصمت.
هذا هو الحال والواقع الذى كنا نعيشه قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم.. فلم يكن الشباب يشعر بوجوده أو أن أحدا يهتم بتأهيله ويصاب بالإحباط عندما يشاهد توزيع المناصب القيادية فى الحكومة والمؤسسات على من اقتربوا من الستين أو تجاوزوها وأن كل دورهم فى الحياة الجلوس على مقاعد المتفرجين.. وكنت كلما سافرت للخارج اضرب «كفا على كف» عندما أجلس مع وزير أو مسئول شاب وأجده مثقفا ومتمكنا من منصبه.. وأدرك أن اختياره لم يكن صدفة أو لأنه ابن فلان أو علان" ولكنه بدأ الانخراط فى العمل الاجتماعى والسياسى أثناء وبعد دراسته الجامعية وتربى وتدرب وشرب الخبرة على أيدى الكبار الذين يدين لهم بالولاء.
بعد حضورى يوم الثلاثاء الماضى إطلاق الرئيس لمنظومة التأمين الصحى الشامل ومشاهدة أنفاق 3 يوليو جنوب مدينة بورسعيد وافتتاح مشروعات عملاقة شرق وغرب قناة السويس كنت استعد لكتابة مقالى عما شاهدته من ميلاد المشروعات الجديدة وخاصة محور 30 يونيو الذى أقيم على أحدث المواصفات ويربط البحر المتوسط بمدن القناة وسيناء والبحر الأحمر والدلتا ولا يقل روعة وجمالا عما أشاهده عندما أسافر إلى البلاد المتقدمة فى مهام عمل.. ولكن الزعيم بحق عبد الفتاح السيسى فاجأنى فى صباح اليوم التالى بحركة المحافظين ونوابهم والتى تضمنت 8 من شباب البرنامج الرئاسى و5 من تنسيقية شباب الأحزاب من بين 23 شاباً.
فى قراءة سريعة لقائمة القيادات التنفيذية الجديدة فى أكبر حركة لإشراك الشباب المؤهلين فى العمل التنفيذى وجدتهم من مواليد ثمانينات القرن الماضى وبداية التسعينيات ويمرون حاليا بالعقد الرابع من عمرهم تم تأهيلهم فى الأعوام الماضية بدراسة الاستراتيجية والأمن القومى وكيفية مواجهة الأزمات والكوارث وغيرها.. وهم جميعا من الحاصلين على المؤهلات العليا والماجيستير وفاعلون بالمجتمع وقدموا مقترحات لتحسين أداء الحكومة فى الكثير من الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأفكارهم وثقافتهم واتجاهاتهم متنوعة ولكن كلها وطنية.. وأعلم أن اختيارهم تم بعناية والمرور باختبارات كثيرة.. فمصر السيسى فتحت وتفتح الأبواب المغلقة أمام الشباب الجاد والمجتهد فهم المستقبل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة