يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

نداء لمؤتمر الشباب

يوسف القعيد

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:09 م

 

فى منتصف ديسمبر يقام المؤتمر الوطنى للشباب بشرم الشيخ. تحت نفس العنوان الذى عنونت به مصر كل مؤتمرات الشباب السابقة. العنوان من كلمتين: إبدع إنطلق. والإبداع والانطلاق يلخصان المطلوب لشباب مصر، بل وللشباب فى كل زمان ومكان. إنها مرحلة الإبداع وأيضاً مرحلة الانطلاق. وبدونهما لا يمكن أن يطلق على إنسان - كائنا من كان - أنه شاب.
المؤتمرات نشاط لم تعرفه مصر قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى. ارتبط بمشروعه لحكم مصر. وأصبح علامة عليه. وإن كانت فى أيام الرئيس جمال عبد الناصر منظمة الشباب. فنحن نرى مؤتمرات الشباب التى تقام فى مواعيد ثابتة. وتتناول موضوعات وقضايا متغيرة. فلكل مؤتمر قضيته الأساسية. شكل آخر لوضع شبابنا على أول الطريق.
هذه المؤتمرات مهدت لجيل جديد من شباب مصر. لا يمكن حضور كل الشباب. الاختيار ضرورة. مع أن الاختيار قد لا يمكننا من أن يحضر كل شباب مصر. ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله. فأن يحضر بعض الشباب ـ لا بأس ـ بشرط أن يكون الاختيار دقيقاً يقوم على أسس موضوعية. ويراعى الظروف الجغرافية والبيئات المختلفة الموجودة فى مصر. وهذا يحدث منذ المؤتمر الأول وحتى المؤتمر القادم.
أعرف أنه يقف خلف المؤتمرات إبداع شبابى. فالدولة المصرية تقدم ما يمكنها تقديمه من الخدمات. لكن المؤتمرات إبداعاً شبابياً خالصاً. فمن يختارون الضيوف ويتصلون بهم ويسهلون لهم رحلتهم إلى مكان المؤتمر وإقامتهم خلاله من الشباب. والشابات يسبقن الشباب فى القيام بأعمال تتم على أكمل وجه. وهذا ما لم نجده من شبابنا قبل هذه المؤتمرات.
حتى الآن لم يُعلن برنامج المؤتمر القادم. وما سيناقش فيه من قضايا. تركيز صحفنا على الضيوف الأجانب من شباب العالم الذين سيحضرون المؤتمر بعدد كبير لم يسبق أن حدث من قبل. مع التركيز على شباب إفريقيا. وهى أمور مهمة. فاستعادة دور مصر عربياً وإسلامياً وإفريقياً وعالمياً مسألة مهمة يجب ألا تتأجل أو تُرحل أكثر من هذا.
أتمنى وأحلم أن يكون للثقافة والإعلام والآثار المكان الذى يتناسب مع أهمية هذا الثلاثى فى حياتنا فى مناقشات وجلسات وتوصيات المؤتمر. أعرف أنهم شباب. ربما لا يوجد لديهم جلد على الغوص فى التفاصيل حتى أعماقها البعيدة. ولكنى لن أيأس من الحلم أن يتم تدارس ميزانية هذه الوزارات الثلاث جيداً بمعرفة الشباب.
ميزانية الحكومة المصرية تظلم كثيراً جداً ثقافتنا وإعلامنا وآثارنا. وتقدم لهم الحد الأدنى من الاعتمادات المالية. فلو خصمنا من الاعتمادات المرتبات والأجور والمكافآت ـ ولن أصدع القارئ بمتاهة الأرقام ـ لاكتشفنا أن ما يبقى للعمل الثقافى أو الإعلامى أو الأثرى قروش قليلة. لا أطلب توصية الآن. ولكنى أعتقد أن طرح الموضوع فى مؤتمر الشباب، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، سيدفع من يضعون الآن ميزانية العام القادم لأن يعتبروا أن قضايا الثقافة والإعلام والآثار هى قضايا أمن قومى من الدرجة الأولى.
كتبت وأكتب وسأكتب أن ما ينقص هذه المؤتمرات هو التوثيق. سواء بالصوت والصورة أو بالطباعة لمن لا يتعاملون مع الإنترنت. توثيق من أجل التاريخ والزمن الآتى والأجيال القادمة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة