إيمان همام
إيمان همام


اغتصاب فلسطين بين الوعدين الأول والثانى

إيمان همام

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:34 م

عندما حدث الاغتصاب الأول لدولة فلسطين وأطبقت عليها قبائل بنى إسرائيل من الشرق والجنوب، وارتكب فيها من الفظائع الوحشية ما تقشعر لهوله الأبدان، وتشهد على ذلك أسفار التوراة بصور من هذه المجازر الدموية، ونكمل فى سرد التاريخ الأسود لليهود، عندما تهافتت قبائل بنى إسرائيل على فلسطين «أرض كنعان» لتلعق اللبن والعسل لم تدرك موقعها على خارطة العالم القديم ولا عرفت إلى أين تتجه لمواكبة مسيرة التاريخ التى يحددها صانعو ذلك التاريخ.
لقد ظنت قبائل بنى إسرائيل انها استأثرت بالجنة «أرض كنعان» وأوصدت أبوابها عليها، ولم تجد ما تفعله فيما بينهم باقتسام الغنائم التى سلبتها من أصحاب البلاد الأصليين «الفلسطينيين» بعد إبادتهم بوحشية تضج بها أسفار التوراة، مع أن منطقة شرق البحر المتوسط من مهاد الحضارة إلا انه لم تقم فى هذه المنطقة دولة قوية فى العصور القديمة، فقد كانت هذه المنطقة «ممرا» للغزاة الذين تحركوا بين الشرق والغرب، وظلت تتداولها امبراطوريات شرقية وغربية، فعندما اغتصبت قبائل بنى إسرائيل فلسطين واستوطنتها، أقامت فيها دولة صغيرة سرعان ما تهالكت فى أقل من مائة عام، لأنها لم تساير منهج التاريخ، حيث ورط اليهود أنفسهم فى صراع انتحارى مع قوى لا قِبَلَ لهم بها، فأسرهم البابليون، وشتتهم الرومان فعادوا إلى الشتات الذى جاءوا منه، والتاريخ يعيد نفسه، فاليهود يعيشون حاليا أزهى عصور حياتهم منذ أن كانوا قبائل تضرب فى الأرض هائمة على وجهها.
لقد كررت نائبة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «شيرى نورمان» الموقف الأمريكى بشأن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، قائلة إنها لا تتعارض فى حد ذاتها مع القانون الدولي، وهذا التحول أعطى الضوء الأخضر لبناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية المحتلة «المغتصبة»، ومازال نزيف الدم مستمرا يوميا من أجل عيون إسرائيل، فهذا هو العلو الثانى، لأن الوعد الأول حينما بعث الله عليهم «بختنصر» فأذلهم وقهرهم، وهم الآن عادوا إلى الإفساد، وسيكون جزاؤهم بإذن الله، فى صورة «إسرائيل» التى أذاقت العرب أصحاب الأرض الويلات، ليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب، تصديقا لوعد الله القاطع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة