هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

يا شباب.. ورونا الهمة

هالة العيسوي

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:48 م

تعلقت أنظار المصريين وقلوبهم بحركة المحافظين ونوابهم الأخيرة. الكل تطلع إلى تحريك المياه الراكدة والتخلص من سوء سمعة بعض السابقين وفسادهم، وتجاوز سوء أداء البعض الآخر وفشلهم، والإبقاء على الناجحين منهم لاستكمال ما بدأوه أو الاستفادة من مهاراتهم فى مواقع أخرى مع الحفاظ على انجازاتهم والبناء عليها بواسطة من يخلفونهم الظاهرة الايجابية هذه المرة هى سيادة عنصر الشباب فى مواقع نواب المحافظين، بل إن أصغر المحافظين يبلغ عمره أربعة وثلاثين عاما، وهذا دليل على أن النظام المصرى بدأ يولى ثقته للشباب بعد أن تمكنوا من أدواتهم السياسية، وحصلوا على مهارات كافية تمكنهم من المشاركة فى قيادة البلاد. ويبقى أمامهم التدريب والممارسة الفعلية وتقلد المسئولية لاستكمال الكفاءة العملية المطلوبة نحو الترقى للأمام. الايجابية الأخرى هى تنوع الخلفية السياسية والمهنية لنواب المحافظين وكأنها توطنة لتقليد شباب المدنيين المسئولية فى المستقبل القريب، بعد أن يتدربوا عمليا وعلى أرض الواقع فى معاونة المحافظين الذين يتسم معظمهم بالخلفية العسكرية.
الحفاوة التى استقبل بها المواطنون نواب المحافظين الجدد الشباب دليل على خطأ الظن بأن المصريين لا يثقون إلا فى حكمة الكبار بحجة تراكم الخبرة، فمن الذى حرر مصر من الاستعمار سوى الشباب؟ لقد كان معظم أعضاء مجلس قيادة ثورة ١٩٥٢ من مواليد عام ١٩١٨ والآخرون كانوا أكبر بعام أو أصغر بعام أى انهم كانوا فى منتصف الثلاثينيات من أعمارهم حين قاموا بالثورة. كما أن الشباب هم من صنعوا نهضتنا الصناعية والزراعية. لقد استوزر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر المهندس عزيز صدقى ليتولى مهمة بناء نهضتنا الصناعية وكان الأخير عائدا لثورة من الولايات المتحدة  بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة هارفارد وتم تعيينه مستشارا لرئيس الوزراء ليتولى مسئولية مشروع مديرية التحرير، ولم يكن قد بلغ الخامسة  والثلاثين من عمره، وحين تولى وزارة الصناعة كان أول وزير صناعة مصرى وكان فى الرابعة والثلاثين من عمره. هذا غيض من فيض على أن ثقة الشعب المصرى فى الشباب لا حدود لها، وتفاؤلهم بتوليهم المناصب القيادية أملا فى تعديل الأعوج وتطهير المواقع من الفساد والانطلاق بها نحو الأفضل.
مع ذلك مازال البعض منا يتوجس من بقاء بعض الأسماء فى مناصبهم، والبعض أيضا لا يكتفى بنزاهة السمعة ولا بالكفاءة العلمية، ويرى انه من الضرورى اجراء فحوص نفسية وسلوكية على شخصيات المرشحين قبل تعيينهم.
نتمنى أن تحمل حركة المحافظين ونوابهم الاخيرة نهضة حقيقية فى جميع أنحاء البلاد، وممارسة تتسم بالتناغم بين المحافظين جميعا ونوابهم، وحبذا لو كان بينهم سابق أعمال مشتركة حتى لا يفنوا وقتا طويلا فى التعرف على بعضهم البعض والتواؤم مع مهامهم الجديدة والعمل بتنسيق لحل المشكلات المتراكمة فى المحافظات.
الشباب كان يحتاج منا الثقة فى قدراته، وإعطائه الفرصة حقيقية فى جميع انحاء البلاد، وممارسة تتسم بالتناغم من المحافظين جميعا ونوابهم، وحبذا لو كان بينهم سابق أعمال مشتركة حتى لا يفنوا وقتا طويلا فى التعرف على بعضهم البعض والتواؤم مع مهامهم الجديدة والعمل بتنسيق لحل المشكلات المتراكمة فى المحافظات.. الشباب كان يحتاج منا الثقة فى قدراته، وإعطائه الفرصة ليبدع ويبتكر حلولا عصرية لمشكلات قديمة متراكمة، وها هم قد أمسكوا بطرف الخيط يبقى علينا أن نرخيه لهم قليلا حتى لا يتحول نواب المحافظين إلى مجرد صورة نباهى بها الأمم.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة