جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

بلطجة أردوغان !!

جلال عارف

السبت، 30 نوفمبر 2019 - 05:58 م

الرئيس التركى اردوغان مستمر فى طريق البلطجة ينطلق من جريمة غزو  سوريا ليحاول تثبيت وجود غير مشروع على ارض ليبيا. وينطلق من محاولة يائسة لادعاء حقوق لاوجود لها فى غاز شرق المتوسط إلى محاولة أشد يأسا للتواجد فى المياه الاقليمية الليبية. الاتفاقات او مذكرات التفاهم التى أعلن أخيرا عن توقيعها مع السراج المسئول الليبى فى طرابلس الواقعة ـ حتى الآن ـ تحت سطوةالميليشيات الارهابية.. لاقيمة لها، لكنها تكشف أننا أمام رجل فقد صوابه السياسى، وقاد تركيا من منطقة الاستقرار والازدهار التى كانت فيها الى حافة الانهيار الاقتصادى والافلاس السياسى بعد أن وقعت فى قبضة من رهن مصيره بمصير الإرهاب الأخوانى  الداعشى، وتوهم أنه الطريق ولأن يكون سلطانا  للمسلمين يعيد امجاد  العثمانيين فى الاستبداد والتخلف والمذابح التى لن يغفرها التاريخ !!
الوضع فى ليبيا يختلف.. لن يسمح لرجل الذى نصب نفسه راعيا رسميا لارهاب الاخوان والدواعش أن يجعل من «طرابلس» معسكرا كبيرا للارهاب يمنع استعادة الدولة الليبية لكامل سيطرتها على البلاد ومنع محاولات تقسيمها أو استمرار إخضاعها لحروب الميليشيات.
ولن تفلح بلطجة أردوغان فى تعطيل مشروعات استغلال الغاز فى البحر المتوسط، أو فى سلب حقوق دول المنطقة فى ثرواتها. ربما كان تأخر دول الاتحاد الأوروبى فى التصدى للعدوان التركى على مياه قبرص واليونان أعضاء الاتحاد، وراء أزدياد البلطجة من جانب اردوغان.. لكن تأخر الردع هنا لايعنى الخضوع للابتزاز أو التهديد بتصدير الارهاب. فلا أوروبا ولا العالم  كله يمكن أن يتحمل عواقب البلطجة ولا أن يتحمل تبعاتها.
مصر رفضت على الفور ما تم اعلانه من توافقات بين أردوغان والسراج، واعلنت ـ مع اليونان وقبرص ـ أنه لامساس بالاتفاقيات الموقعة بين الدول الثلاث بشأن المياه الاقليمية فى المتوسط. ويبقى الأساس فى الموقف الشامل من ليبيا التى هى قضية أمن قومى بالنسبة لمصر كما بالنسبة لدول الجوار العربى والافريقي. سيستمر الجهد من اجل الحل السياسى الذى يحفظ وحدة ليبيا ويحرر أرضها من الميلشيات الارهابية ويمنع التدخل الأجنبى بكل صوره، ويترك مصير ليبيا بيد أبنائها وفى حراسة جيشها الوطنى.
أردوغان ـ رغم البلطجة والأوهامـ يعرف ذلك ويفهمه جيدا!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة