السبت، 30 نوفمبر 2019 - 06:06 م

صدق الله العلى العظيم ، فى قوله: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الآية41/ سورة الروم )، البَر هنا الأمصار، والبحر القرى والريف المطلة على الماء الجارى وأيضا القرصنة فى البحار ، أما قوله تعالى (بِمَا كَسَبَتْ أيْدِى النَّاسِ) أى بذنوبهم وانتشار الظلم ، وقوله: (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا) ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التى عملوا، ومعصيتهم. الآية الكريمة وغيرها من الآيات عن الفساد يسرت على علماء الإدارة تعريف مفهومه وهو إساءة استعمال السلطة الموكلة لتحقيق مكاسب خاصة ، وفيه أذى للناس ، ويضر الفقراء أكثر من غيرهم ، وله آثار مدمرة واضحة على الاقتصاد والمجتمع .
لهذا أستطيع أن أؤكد أننا فى مصر بدأنا بجدية العصر الذهبى لمكافحة الفساد ، عصر النزاهة والشفافية ، عصر المحاسبة والمساءلة ، ولا أحد كبير عليها مهما علا شأنه وارتفع منصبه ، لدينا الآن سبعة أجهزة رقابية ، تعمل بشفافية ونزاهة ، تأتى على رأسها هيئة الرقابة الإدارية ، وهى جهاز رقابة مستقل يتبع رئيس الجمهورية مباشرة ، والتى تقوم بدور فعال فى مكافحة الفساد ، تكشف عن الجرائم التى ترتكب من الموظف العام، والرئيس عبد الفتاح السيسى لا يتهاون فى أى وقائع فساد ، وهذا لم يكن موجودا فى العهود السابقة ، بل إن الرقابة الإدارية أنشأت الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد ، كيان مستحدث يضم كليتين ومركزا لمكافحة الفساد ومنعه من المنبع، كما استحدثت مجموعة من الإجراءات جعلتها متواجدة وتعمل فى اختصاصات جرائم المال العام المتعلقة بالوظيفة العامة .
ورغم هذا فإن مصر تتعرض لحملة إعلامية شرسة تستهدف زعزعة استقرارها وفقد الثقة فى القيادة السياسية من خلال الشائعات. ولابد أن نعترف أن المنظومة الإلكترونية الإرهابية مازالت تتفوق على منظومة الحق الإلكترونية المعبرة عن الوطن ، مع ضعف المنظومة الإعلامية وعدم قدرتها على تنفيذ إستراتيجية مواجهة الشائعات ووأدها فى مهدها ، بل نمثل رد الفعل فقط ، حتى الآن. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية .
دعاء: اللهم اغفر ذنوبى وارحمنى وتقبل منى يا كريم .