خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«رجالنا» هذا الطلب ما أعظمه!

خالد رزق

السبت، 30 نوفمبر 2019 - 06:57 م

 

صك تنازل مبدئى عن الحق بالحياة يمنحه للوطن الأرض والمجتمع كل عسكرى جندي، صف وضابط، هو «صك» مفتوح بلا قيد ولا شرط يفعل لحظة الالتحاق بالعسكرية المصرية وحتى انتهاء الخدمة..
البعض وهم الذكور فى سن الشباب يلتحقون بالخدمة الإلزامية وهى شرط استحقاق المواطنة لكل ذكر، لا يعفيه القانون منها، كضريبة عن العيش بوطن مستقر يضمن الممارسة الكاملة الآمنة لحقوق المواطنة «له» ولأسرته ولعائلته كنواة وكوحدات اجتماعية شبكية متفقة على التعايش تمثل مع غيرها الإرث الوطنى المشترك للمجتمع الواحد كله.
ورغم قيمة الجندية الإلزامية بحد ذاتها وهى تشكل القوام الرئيسى للقوات المسلحة، فإن مدتها الموقوتة بما بين الأشهر وسنوات محدودة تشمل فترة الاحتياط، إضافة إلى طبيعة التكوين الهيكلى لمؤسستنا العسكرية الوطنية العريقة الذى يعتمد على قوة هرمية دائمة من الصف والضباط معاييرها هى اللياقة والعلم والكفاءة والخبرة فى تسلسل لا يعرف الأهواء ـ تضع ـ على عاتق البعض من صدر شبابهم وحتى التقاعد المسئولية الأكبر وتطالبهم ليس فقط بصك التنازل عن الأرواح فى لحظات نداء قائم وأعظم سوف يأتى لا محالة وإنما بالتنازل عن الحق فى حياة المدنية اللينة وأبسط وأهم متعها الإنسانية وهى التواجد الطبيعى وسط الأهل والأبناء.
حياة قاسية صعبة هى تلك التى يعيشها رجال الأوطان، لكنى لم أكتب لأشرح كم يكابد عسكر مصر، فأنا من هؤلاء الذين يباهون بهم وبعسكريتهم الدنيا كلها ومن هؤلاء الذين نالوا شرف الجندية وخدموا علمنا الوطني، ولكنى كتبت لأوضح بعضا من قيمة عطاء وطنى مفترض أنه معلوم يقينا لكنه صار ربما بحكم الاعتياد عند البعض هيناً.
وإليهم، إلى رجال مصر، لا شيء يوازى السهر على حدود الوطن وحماية ترابه وتأمين المجتمع، وفى مصر، حتى وإن علت أصوات أسافل تبقى «مجلجلة» أصوات ناسنا كلهم أهاليكم، الجيران، الأصحاب وقبلها قلوبهم تلهج بالدعاء لكم، وتبقوا عندنا أعز الرجال..
ما أعظم أن يطلب منك ذات يوم أن تقاتل فتنصر أو تموت.. رجالنا سيطلب منهم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة