عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

ترامب.. إلى متى؟

عاطف زيدان

السبت، 30 نوفمبر 2019 - 07:05 م

لم يجن العالم من اعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم فى الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات، سوى اعلاء ثقافة البلطجة و»الفتونة»، وتحقيق المصالح بالقوة او قل بـ»الذراع»، ونسف الحقائق التاريخية وقواعد القانون الدولى، بل واللغة الدبلوماسية الناعمة. وكان طبيعيا ان تصبح امريكا فى عهده سبب الفوضى وعدم الاستقرار - وفق تصريح لوزير الخارجية الصينى الاسبوع الماضى-.
المزعج ان هذا الترامب لا يؤمن جانبه. حيث تتغير مواقفه وآراؤه بين ساعة واخرى بشكل صادم. مما يثير الشكوك حول الديمقراطية الامريكية التى تضع مصير اقوى دولة فى العالم بيد شخص واحد، مع احترامى للاراء التى تضع حسابا ووزنا للكونجرس على غير الحقيقة. فالواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، ان ما يريده ترامب يتم تنفيذه بحذافيره، حتى لو كان الثمن تغيير وزراء ومستشارين اكثر من مرة، وهو ما لم نألفه فى عهود سابقيه. الافدح، ان ترامب جاهل سياسيا ويتخذ قراراته بناء على «السمع والاملاءات والهوى والعلاقات الشخصية»، بعيدا عن مؤسسات الدولة الامريكية التى تعج بالخبراء الاستراتيجيين فى مختلف المجالات. مما يضع العالم كله تحت رحمة شخص واحد، يفعل ما يحلو له. والنتيجة خصومات مع الجميع، بدءا من روسيا والصين والاتحاد الاوروبى ولا يكاد يرى سوى مصالحه الخاصة وصديق واحد ظالم مغتصب، واعنى هنا اسرائيل.
لم يعد مفاجئا بعد كل هذا ان يصدر قرارات لصالح الكيان الصهيونى تفوق احلام الصهاينة انفسهم، بدءا من نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والاعتراف بضم الجولان المحتلة للكيان الصهيونى واغلاق التمثيل الفلسطينى فى امريكا، وقطع المساعدات عن «الاونروا» وتأكيد خارجيته قانونية المستوطنات الاسرائيلية فى الضفة الغربية، والقادم اكثر سوءا.
هل يمكن ان يشعر أى انسان على وجه الارض بالامان فى عالم يحكمه مثل هذا الاخرق، الذى لا يعرف ابسط قواعد العدل والانسانية ولا يضع أى حساب للمؤسسات الدستورية وحتى الاعلامية فى بلاده، لدرجة انه اصبح معاديا لكل من يعارض سياساته المتطرفة فى الداخل والخارج. وينقلب من صديق قوى إلى عدو فاجر بين ليلة وضحاها. ربنا انقذنا وبلادنا ووطننا العربى من «دجال آخر الزمان».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة