الأحد، 01 ديسمبر 2019 - 12:16 ص

◄| 18 محطة بالمرحلة الأولى تربط أبو قير بمحطة الإسكندرية بتكلفة 1.5 مليار يورو

◄| مناقصة عالمية لاختيار الشركات مطلع العام المقبل والتنفيذ يستغرق عامين

◄| المواطنون: توجيهات الرئيس حركت المياه الراكدة لتنفيذ المشروع

◄| وزير النقل: الدراسات أثبتت جدوى المشروع ونفاوض مؤسسات التمويل الدولية

◄| لجنة النقل والمواصلات: سرعته التصميمية 120 كم/ س.. يسير سطحيا عدا 6 كم على كباري

50 عاماً ظل أهالي عروس البحر المتوسط يحلمون بتنفيذ مترو الإسكندرية، ليكون وسيلة نقل حضارية تليق بجمال ورونق عاصمة مصر الثانية.

لكن ظل الحلم حبيس الأدراج يواجه التحديات والعقبات التي حالت دون تنفيذه، ثم جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى كضوء أخضر لإحياء فكرة تحويل قطار أبو قير إلى مترو حضري، وسط انجازات كبيرة تحققها الدولة في قطاع النقل، وتزامنا مع انعقاد المؤتمر الرابع للشباب الذي استضافته مكتبة الإسكندرية وفى يوليو 2017. 

ومع تجاوز عدد سكانها حاجز الـ 5 ملايين نسمة، أصبحت منظومة النقل الحالية لا تليق بالإسكندرية، عروس البحر المتوسط ودرة المدن المصرية، فكان لابد من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره نحو 50 عاما وهو إنشاء "مترو الإسكندرية".

مترو الإسكندرية.. مشروع قومي جديد يقوم على تحويل قطار أبو قير إلى مترو حضري بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 1.5 مليار يورو، بما يمثل حل جذريًا لتهالك القطارات والاستفادة من كثافات الركاب العالية.

وينفذ المشروع الحلم على 3 مراحل، الأولي على المسار الحالي لخط قطار أبو قير من محطة مصر وسط الإسكندرية وحتى منطقة أبو قير شرقا، وذلك بطول 22 كيلو مترا، وبعدد 18 محطة.

وفقا للخطة المستقبلة سيتم استحداث خط مترو جديد في المرحلة الثانية بدءا من محطة مصر إلى منطقة المكس بطول 8 كيلو متر وبعدد 6 محطات، والمرحلة الثالثة من المكس وحتى الكيلو 21 غرب الإسكندرية بطول 15.5 كيلو متر وبعدد 9 محطات.

قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة بقطار أبوقير لرصد الحالة المتهالكة التى وصل إليها ومعاناة 20 مليون مواطن سنوياً ينقلهم القطار من الموظفين ومحدودى الدخل وطلاب المدارس، وعلى مدار سنوات، تعددت مشكلات قطار أبو قير والذى يعرف بـ»قطار الغلابة»، ما بين عربات ومحطات متهالكة ومزلقانات تحولت إلى أسواق للخضروات والفاكهة ومواقف عشوائية لـ»التوك توك»، ونظرا لأهمية خط القطار، تعددت خطط التطوير والتحديث إلا أنها سرعان ما تذهب أدراج الرياح ويصبح الوضع كأنك تحاول أنعاش مريض فارق الحياة، ليصبح هناك ضرورة للتحول الكامل إلى منظومة حديثة تواكب التقدم.

قطار الغلابة
على مدار سنوات، تعددت مشكلات قطار أبو قير والذي يعرف في الإسكندرية بـ"قطار الغلابة"، ما بين عربات ومحطات متهالكة ومزلقانات تحولت إلى أسواق للخضروات والفاكهة ومواقف عشوائية لـ"التوك توك".

ونظرا لأهمية خط القطار الذي ينقل في الوقت الحالي نحو20 مليون مواطن سنويا، معظمهم من الموظفين ومحدودي الدخل وطلاب المدارس، تعددت خطط التطوير والتحديث للمرفق الهام إلا أنها سرعان ما تذهب أدراج الرياح ليبقى الحال كما هو عليه.

كان آخر تلك الخطط، الدراسات التصميمية والتفصيلية التي أعدتها هيئة الأنفاق قبل نحو 10 سنوات وتحديدا في عام 2000 تتضمن تحويله إلى مترو، إلا أن المشروع لم يرى النور لعدم توافر التمويل المالي المطلوب.

الضوء الأخضر
وفي يوليو من العام 2017، وتزامنا مع انعقاد المؤتمر الرابع للشباب الذي استضافته مكتبة الإسكندرية، جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي كضوء أخضر لإحياء فكرة المشروع وتحويل قطار أبو قير إلى مترو حضري.

وشهدت الأيام الماضية خطوات حقيقية ومتسارعة لتنفيذ مشروع تحويل قطار أبو قير إلى مترو من خلال التعاقد  مع الاستشاري العالمي "سيسترا" لإعداد التصميمات ومستندات الطرح  الخاصة بالمشروع الذي سيغير وجه الإسكندرية.
وتستعد وزارة النقل لطرح مناقصة عالمية لتلقي عروض الشركات والكيانات الراغبة في تنفيذ مشروع مترو الإسكندرية، بداية العام المقبل، عقب اقتراب المكتب الاستشاري من إنهاء مستندات الطرح.

بداية الحلم
ووفقا لمصادر مطلعة بوزارة النقل، من المقرر أن يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع منتصف عام 2020، على أن تستغرق الفترة الزمنية للانتهاء من كافة الأعمال والإنشاءات عامان- بحسب الدراسات التصميمية.
ولتوفير التمويل اللازم للمشروع، تجري وزارة النقل حاليا مفاوضات مع عدد من مؤسسات التمويل الدولية وتضم القائمة "البنك الدولي، الاستثمار الأوروبي، الأوروبي لإعادة الإعمار، وبنك الصادرات المجري، والصادرات الروسي، بنك الصادرات الكندي".

الجدوى الاقتصادية 
ومن جانبه، أكد وزير النقل أنه بمجرد ترسيه المشروع على تحالف من المتنافسين في المناقصة، سيتم تسليم البيانات النهائية للبنوك لصرف التمويل وفقا لنسب الأعمال المنفذة فعليًا.

وأشار الوزير إلى أن هناك تكليفات وتوجيهات من الرئيس السيسي بضرورة التسريع من خطة تطوير مرافق النقل بشكل عام، موضحا أن جميع الدراسات الاقتصادية والبيئة التي تمت علي المشروع، أكدت جدواه وضرورة تحويل قطار أبو قير  إلي مترو.

وأضاف وزير النقل أنه سيتم دراسة ربط المترو مستقبلاً بمشروع القطار السريع "العلمين ـ العين السخنة" في منطقة برج العرب، لتكوين شبكة نقل متكاملة بين محافظتي القاهرة والإسكندرية.

لجنة النقل والمواصلات
ومن جانبه، قال النائب سامح السايح، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن الدولة جادة هذه المرة تنفيذ مشروع المترو نظرا لأن الإسكندرية أصبحت في حاجة ماسة لمثل هذه الوسيلة بسبب الأعداد الكبيرة التي تتردد عليها.

وأضاف "السايح"  أن المشروع يشمل تحويل خط سكة حديد أبو قير إلى مترو أنفاق يضاهي مترو أنفاق القاهرة الكبرى بسرعة تصميمية 120 كم/ س، مؤكدا أنه لن يتم نزع ملكية أراضي لتنفيذ المشروع، قائلا:"15 متر عرض كافية لتنفيذه.. ولن يسبب ضررا بالعقارات المجاورة".

وأشار إلى المترو سيكون منعزلا عن التقاطعات المرورية بطول مساره حيث سيتم تنفيذه سطحيًا بالكامل باستثناء مسافة 6 كيلو متر يسير المترو خلالها على كوبري علوي، وفقا للمخطط.
وأوضح عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن المشروع سيتضمن تجديد نظم الإشارات بالكامل وكهربتها وتجديد نظم الاتصالات والتحكم والقضبان الحديدية، ما يقضي تماما على الاختناقات المرورية التي تعاني منها الإسكندرية.