فرقة المصريين أسسها هاني شنودة بنصيحة من الأديب العالمي نجيب محفوظ
فرقة المصريين أسسها هاني شنودة بنصيحة من الأديب العالمي نجيب محفوظ


حكايات| نصيحة نجيب محفوظ التي ألهمت هاني شنودة بتأسيس فرقة المصريين

مصطفى حمدي

الأحد، 01 ديسمبر 2019 - 03:08 م

كل التجارب التي رسمت ملامح الموسيقى المصرية الحديثة وُلدت من رحم فرقة Les Petits chats أو «لي بيتي شاه»، التي أسسها وجدي فرانسيس سنة 1967 وضمت عزت أبو عوف، وعمر خيرت، وفريدي رزق، وبيرج أندرسيان، ثم انضم لها هاني شنودة، وعمر خورشيد، وجورج لوكاس، وصادق قلليني وآخرون.


كيف كانت هذه الفرقة رحمًا لكل التجارب الموسيقية الحديثة ؟


ببساطة لأن أعضائها ساهموا فيما بعد منفردين في تأسيس تجارب موسيقية أخرى بمثابة أعمدة تأسيس الأغنية المصرية الحديثة في سبعينات القرن الماضي.


مثلًا .. يعترف الموسيقار هاني شنودة بأن نجاح الفرقة المدوي - والتي كان عضوًا فيها-  أضاء في ذهنه فكرة تأسيس فرقة «المصريين»، والسبب قصة كان بطلها الأديب الكبير نجيب محفوظ !

 

اقرأ حكاية أخرى| نصف قرن «ع اللي جرى».. 48 مطربًا في سباق «النفس الطويل»

 


يحكي هاني شنودة: «بعد تخرجي من كلية التربية الموسيقية، انضممت لفرقة Les Petits chats ، كنا نعزف خلال فصل الشتاء في فندق "عمر الخيام" الذي أصبح ماريوت الزمالك فيما بعد، أما شهور الصيف فكنا نقضيها في الإسكندرية، نقدم فقرتنا يوميًا في فندق فلسطين».


ويكمل: «معهم وجدت مساحات كبيرة من الحرية لتنفيذ أفكاري، مثلًا الاثنين كان يوم الإجازة الاسبوعية للراقصة، مما يعني أن هناك فقرة فارغة في جدول الفندق، فاقترحت فكرة "نادي الاثنين" أو monday club، أحضرنا عازفي آلات النفخ من فرقة موسيقى الشرطة، وأعدت توزيع الأغاني الغربية بمشاركة هذه الأصوات، وحققت الفكرة شعبية كبيرة حتى أن عدد حجوزات الحضور في هذا اليوم تضاعف عن أيام آخر الأسبوع». 


"نجحنا نجاحًا مدويًا، كان الشباب والفتيات يطاردون حفلاتنا في كل مكان، حتى إن نجلي الرئيس عبد الناصر خالد وعبد الحكيم أصبحا من جمهورنا، بل إن خالد كان يحضر لنا أسطوانات الفرق الأجنبية من الخارج كي نسمعها ونغنيها لأن الرقابة وقتها كانت تمنع دخول الأسطوانات الأجنبية إلى مصر دون تصريح خاص».


وهنا خطر السؤال المهم للجمهور، إذ قال «شنودة»: «كان الشباب يرقصون على موسيقى وأغنيات الفرق الأجنبية التي نعزفها، ويسألوننا: الإنجليز لديهم البيتلز، والأمريكان لديهم الإيجلز، لماذا لا نمتلك فرقة مصرية تغني مصري ؟!».

 

اقرأ حكاية أخرى| حين لقّن فاروق الفيشاوي أهالي المالديف أغنية «ذهب الليل»


ذاع صيت الفرقة لدرجة دفعت نجيب محفوظ للسفر إلى الإسكندرية خصيصًا لسماع الفرقة وأجراء حوار صحفي معهم في الأهرام، يتذكر هاني شنودة أول جملة طرحها عليهم نجيب محفوظ قبل بدء الحوار :

«قال محفوظ: انتو زوبعة في فنجان


استفزني الوصف وغضبت، كنت شابا متهورًا في الحقيقة، فرددت بعنف: وحضرتك جاي من القاهرة إلى الإسكندرية عشان تشوف زوبعة في فنجان ؟


ابتسم نجيب محفوظ وقال : «في الحقيقة اكتشفت إن الناس بتتجنى عليكم لأن الشباب فعلا بيطلعوا طاقتهم معاكم بشكل عادي عكس الشائعات الكتير اللي بتطلع عليكم». 


ثم دار الحوار بين أخذ وعطاء وسؤال وجواب حتى توقف نجيب محفوظ وسأل هاني شنودة: «ليه ياهاني مبتلعبوش أغاني عربي من تأليفكم؟».


رد شنودة: «الأغنية بتاعتنا مقدمتها تساوي ثلاث أغاني من الأغنية الغربية، أغنياتنا الكلاسيكية تبدأ بتانجو أو فالص ثم تتحول غلى المقسوم الشرقي، والرقص الشرقي عيبة عند الشباب والرجال أم الرقص الغربي فهو موضة».


ويصف هاني شنودة رد فعل نجيب محفوظ قائلًا: «في هذه اللحظة نظر لي بابتسامة ساخرة وقال: لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام، أعمل الأغنية اللي انت شايفها صح بدون حجج أو اعذار».


لم أتوقف أمام الكلام طويلًا، كنت سعيدًا بما أفعل وأكسب جيدًا، ووصل الأمر أن طلب مني عبد الحليم حافظ أن أكون له فرقة حديثة يضمها إلى الفرقة التي تعزف أغنياته، وأحضر لي أحدث «أورج» في العالم كي أعزف عليه، تحمست للمشروع خاصة وأن حليم كان مستعدًا لتقديم أغنيات جديدة بروح العصر مدتها أقصر وتعتمد على التوزيع الموسيقي الحديث، ولكن القدر لم يمهله ورحل، تذكرت نصيحة نجيب محفوظ وقتها فاتخذت اول خطوة في تأسيس فرقة المصريين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة