أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

تجربة شخصية مع الشائعات

د. أسامة السعيد

الإثنين، 02 ديسمبر 2019 - 07:51 م

«ليس من رأى كمن سمع» مقولة صحيحة جدا، والأسبوع الماضى حمل تجربة شخصية لى مع هذه المقولة ومع موضوع الشائعات، ففى مساء الإثنين الماضى، فوجئت باتصالات عديدة من بعض أفراد العائلة يطمئنون علينا، والسبب أن أخبارا كثيرة منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى تشير إلى وجود سيارة مفخخة بالقرب من منزل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، فى الشيخ زايد، وكلام آخر عن إطلاق نار على الكمين الأمنى المسئول عن تأمين المنطقة، بينما أحاديث أخرى تشير إلى إغلاق مداخل ومخارج المدينة كلها، وتواجد قيادات أمنية كبيرة لإدارة الموقف.
ورغم أننى - وللمصادفة - كنت عائدا من ذلك المكان تحديدا قبل دقائق، ولم ألحظ أى شيء غريب، لكننى افترضت أن كل ذلك وقع بعد عودتى، فهرعت كأى صحفى يلبى نداء واجبه المهنى، ونزلت فورا إلى موقع الحدث، لكن المفاجأة أن المشهد كان هادئا تماما، والحركة فى بعض المحال التجارية المواجهة للمجمع السكنى الذى يقيم به رئيس الوزراء طبيعية جدا، ولا إغلاق للطرق أو تواجد غير عادى لقوات أمنية.
لم يهدأ فضولى الصحفى رغم كل ما رأيته بعينى، فتوجهت لأحد محال السوبر ماركت التى لا تبعد سوى خطوات عن موقع الحدث المزعوم، وسألت العاملين هناك مباشرة عن حقيقة ما حدث، فكانت كل إجاباتهم تحسم الأمر، مجرد سيارة تحركت من مكانها بسبب انزلاق فرامل اليد، وأن كل «هرى» مواقع التواصل كذب فى كذب.
المفاجأة أننى عندما عدت إلى بيتى، كان «الهرى» على السوشيال ميديا متواصلا، والتحذيرات من جانب «جنرالات الفيس بوك» تتوالى وتنصح الناس بألا يتوجه أحد من سكان المدينة إلى منطقة الحدث، لأن الأمر خطير، ويزداد تصاعدا، بل ووصلت الكذبة لمواقع صحفية غير مصرية، فبدأ البعض ينشر ما كتبته لإضفاء الصدق على أكاذيبه!!
والكارثة الأكبر أننى عندما حاولت توضيح الحقيقة، كانت كل الردود ترفض التصديق، عندها أدركت فعلا أن ما يقال عن حمى الشائعات على «السرايا الزرقاء» ليس سوى جزء بسيط من حقيقة مؤلمة تهدد حياتنا كلها.. وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة