ذكرى والفنانة كوثر إبراهيم
ذكرى والفنانة كوثر إبراهيم


حكايات| «ذكرى» أصبحت ذكرى «3».. خطاب الموت يحسم القضية 

د.محمد كمال

الإثنين، 02 ديسمبر 2019 - 09:21 م

تكلمنا في الحلقة الثانية من سلسلة حلقات أسرار مصرع المطربة التونسية ذكرى عن تفاصيل وكواليس الساعات الأخيرة في حياتها، وحتى لحظة إطلاق النار عليها من قبل زوجها رجل الأعمال ايمن السويدي وذكرنا ما جاء في التحقيقات على لسان خادمتي  ذكرى واللتين شاهدتا الجريمة بكامل تفاصيلها دون أن يعلم السويدي بوجودهما أو بمعنى أدق نسي أن الخادمتين نائمتين في غرفتيهما.

لقراءة الحلقتين الأولى والثانية :

«ذكرى» أصبحت ذكرى.. أسرار الكلاشينكوف ورصاصات الفجر بشقة المطربة التونسية

«ذكرى» أصبحت ذكرى «2».. الناجيات من المذبحة يروين تفاصيل اللحظات الأخيرة

وكشفت التحريات عن اقتراض أيمن السويدي من البنوك أموالًا طائلة قبل وفاته بعدة أشهر وعجز عن سدادها، ما شكّل عليه عبء نفسي آخر، والسؤال الذي طرح نفسه بقوة هو هل خطط أيمن السويدي لارتكاب الجريمة ليتخلص من الديون خصوصًا بعد وضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر؟، أم أن الجريمة برمتها وقعت بالصدفة؟، خصوصًا وأن رجال البحث الجنائي عثروا على خطاب في غرفة نوم أيمن السويدي مكتوب بخط يده موجه إلى شقيقه الأصغر يحذره فيه من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي «المجني عليه» لأنه هو سبب الديون والمشاكل التي ألمت بأيمن، وتوقف بنا الكلام عند طرح مجموعه من الأسئلة كان أبرزها: 


الخطاب المفاجأة!
طبقاً لكلام الشهود وخصوصًا الخادمتين فإن الملامح الأولي للجريمة كانت تسير في اتجاه أنها مجرد مشادة كلامية عنيفة تطورت لمشاجرة ما أفقد الزوج أعصابه وجعله يقوم بقتل الجميع ثم انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه، لكن مفاجأة مذهلة كشفتها تحقيقات النيابة غيرت مجرى القضية من مجرد جريمة قتل وقعت أحداثها بالصدفة إلى  جريمة انتحار كان مخطط لها مسبقًا، وتبين ذلك أثناء معاينة رجال النيابة العامة لشقة رجل الأعمال أيمن السويدي وزوجته ذكرى «مسرح الجريمة» حيث عثر رجال النيابة على خطاب بخط يد أيمن السويدي هذا الخطاب كان موجها إلى محمد الشقيق الأصغر للسويدي.

نص خطاب السويدي لشقيقه الأصغر
حمل نص الخطاب تحذيرات واضحة من أيمن السويدي لشقيقه محمد يحذره من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي، كما نصحه بالابتعاد عنه لأنه شخص غير مخلص، واستغل علاقاته بالبنوك وساعد أيمن علي اقتراض مبلغ مالي ضخم يقدر بـ150 مليون جنيه من عدة بنوك، كما حذره من الاقتراض من البنوك، وأكد السويدي لشقيقه أنه ترك له أموالًا في خزينة الشركة، وترك له الرقم السري في خطابه، كما ترك أيضًا الرقم السري الخاص بحقيبته والتي تضم بعض الأوراق الهامة ودفتر الشيكات وأسرار تعاملاته المالية، وأشار السويدي في خطابه أنه ترك قطعه أرض بالإسكندرية وقطع أراضي أخرى لا يعلم أحد عنها شيئًا، كما أوصى السويدي بضرورة الاهتمام بزوجته السابقة  ناديه «زوجه أيمن السويدي وهي مغربيه الجنسية وشهرتها لبني»، كما أوصى بحسن معاملة نجلها وأمها ومنحها أي مبالغ ماليه تطلبها.


الديون دفعت السويدي للجنون!
استمر أيمن السويدي في توجيه النصح لشقيقه محذرًا إياه من الاقتراض من البنوك، كما أكد في خطابه أنه يشعر بقرب نهايته وأنه سيموت، نظرًا لمروره بأزمة نفسيه كبيرة بسبب تراكم الديون وعجزه عن سدادها، وختامًا طلب السويدي من شقيقه بيع قطع الأراضي التي لا يعلم البنك عنها شيئًا ومن ثم تهريب الأموال إلى خارج البلاد وذيل السويدي الخطاب بتوقيعه. 


غير هذا الخطاب من مجري القضية تمامًا ودفع الجميع للحيرة وتوقف الجميع أمام السؤال المهم إذا كان أيمن قد خطط للانتحار فهل يوم ارتكاب الجريمة كان مخطط له أيضًا؟ آم أن ما حدث كان بمحض الصدفة؟ كما أن الخطاب يتضح منه أن السويدي لم يكن ينوي قتل أي شخص وإنما اقتصر خطابه علي انتحاره فقط، لكن الأمر المؤكد أن هذا الخطاب أزاح الستار عن السبب الحقيقي وراء ارتكاب الجريمة وهو تراكم الديون علي أيمن السويدي، ما جعله يمر بحاله نفسيه سيئة دفعته لاتخاذ قرار الانتحار، لكن وفقًا لما جاء بالخطاب لم يحدد السويدي وقت التنفيذ، كما لم يوضح السويدي التاريخ الذي كُتب فيه الخطاب، لكن اتضح من تحقيقات النيابة أن الغيرة لم تكن السبب الأساسي وراء ارتكاب الجريمة، ما أضفى علي الجريمة بعض الغموض حيث مات السويدي ومات السر معه.


مفاجآت المعمل الجنائي
جاء تقرير مصلحه الطب الشرعي بعد أيام من وقوع الجريمة، وحمل التقرير تفاصيل ما حدث بكل دقة، أوضح التقرير أن الشقة رغم اتساع مساحتها إلا أن حوائط الشقة مزودة بمواد عازله للصوت وهو ما يفسر وجود هذا العدد الكبير من الطلقات دون أن يسمعه أحد بشكل واضح، كما كشف التقرير أن ذكرى قُتلت بـ25 رصاصه منها 22 رصاصه بالصدر والبطن ورصاصه واحده في الذراع اليسرى وأخرى بالذراع اليمني والثالثة بالفك الأسفل، ما أدى إلي حدوث تهتك بأحشاء البطن وتجمع دموي متجلط بالبطن.

أشار أيضًا التقرير أن ذكري لم تمت فور إطلاق النار عليها وإنما ظلت أكثر من ربع ساعة على قيد الحياة بعد أن أطلق عليها زوجها رصاصتين في البداية ثم أجهز عليها بباقي الطلقات في أنحاء متفرقة من الجسم، وأوضح التقرير أن الطلقات المستخدمة في الجريمة كانت من عيار 45 وهي 9 مللي.

أما عمرو الخولي مدير أعمال أيمن السويدي فأوضح التقرير أنه تلقي 29 طلقه بأنحاء متفرقة من الجسم وتحديدًا بمنطقه الصدر والبطن والرئتين والذراعيين وتهتك بالأحشاء، أما أيمن السويدي نفسه فأثبت التقرير أنه قام بالانتحار بعد أن تلقى رصاصه واحده واستخدم مسدس مختلف عن المسدس والمدفع الرشاش الذي استخدمه في قتل ضحاياه الثلاثة.


خلاف حول مكان دفن ذكر ما بين مصر وتونس
كان الفنان هاني مهني الصديق المقرب لذكري وزوجها اتفق مع بعض الفنانين على دفن ذكرى بمصر، إلا أن أسرتها في تونس رفضت هذا الكلام وأصروا أن تدفن بتونس وعلى هذا الأساس تم ترتيب كل شئ مع القنصل التونسي لنقل جثمانها إلى تونس، رافق الجثمان عدد من الفنانين المصريين مثل المطربة أنغام والمطرب إيهاب توفيق وصابر الرباعي وحميد الشاعري ولطيفه والملحن حلمي بكر إلى غير ذلك من الفنانين من أصدقاء ذكرى، لتدفن ذكرى في مدافن أسرتها بتونس وتنتهي قصتها المُثيرة للجدل، حتى الآن فان البعض لا يصدق كل ما حدث ويكاد يجزم بأن هناك أمر خفي دفن مع الضحايا الأربعة.


عفاريت شقة ذكري ؟!
ظن الجميع أن ملف القضية أغلق تمامًا بعد ورود تقرير المعمل الجنائي ودفن جثث الضحايا، لكن الغريب فعلًا أن قضيه ذكرى تأبى أن تنتهي بسهوله فكلما هدأت الأمور تعود بعض الأحداث لتتصدر بؤرة الاهتمام مرة أخرى لتعيد للأذهان تفاصيل الجريمة بكل تفاصيلها، ما حدث بعد ما يقرب من عاميين على الحادث كان أمر يستحق التوقف أمامه، حيث تقدم محمد شقيق أيمن السويدي ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بإعادة معاينه مسرح الجريمة مره أخرى وذلك لأن العفاريت والأشباح بدأت تظهر في شقه ذكرى وقام سكان العقار بالشكوى من هذا الأمر!.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة