أسامة حمدي

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2019 - 05:05 م

- مقابر كوكب الشرق والعندليب وأشهر أب بالسينما وشادية.. تحظى بشهرة كأصحابها 

- مقابر إسماعيل يس وشكري سرحان ونعيمة عاكف «دار عليها الزمان»

- مقبرتا الشيخان محمد رفعت و«الحصري» آيلة للسقوط وتحيطها القمامة

- مقبرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قِبلة محبي الشيخ من مختلف دول العالم

- الشيخ محمد رفعت أول قارئ بالإذاعة المصرية واختار أن يدفن بجوار السيدة نفيسة

 

ربما تعود شهرة مقابر «التونسي» الواقعة بمنطقة البساتين بالقاهرة، إلى أنها تحوي مقابر الكثير من رموز الدين والفن والغناء والموسيقى، وقامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة فيها لرصد واقع مقابر المشاهير والفنانين ونجوم المجتمع وما آلت إليه الآن.

وتتفاوت درجات الاهتمام بهذه المقابر فمنها ما أخذ بناءه طراز القصور كقبر كوكب الشرق أم كلثوم، أو ما يلقى اهتماماً كبيراً كقبر العندليب عبد الحليم حافظ، وقبر فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وقبر الفنان حسين رياض أشهر «أب» في تاريخ السينما المصرية، وقبر الفنانة الغالية شادية.

والبعض الآخر بات مهملاً وآيلاً للسقوط وتغزوه القمامة والإهمال وذبلت الأشجار المزروعة أمامه، كقبر نجم الكوميديا العربية إسماعيل ياسين، وقبر الفنان الكبير شكري سرحان، والفنانة نعيمة عاكف إحدى نجوم زمن الفن الجميل، وقبر قيثارة السماء والصوت الملائكي للمقرئ الشيخ محمد رفعت، والذي لم يُدفن بمقابر البساتين، واختار أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة، وقبر العلامة الشيخ محمود خليل الحصري، وقبر الموسيقار الكبير محمد فوزي.

 

كوكب الشرق أم كلثوم

وبمجرد سؤالك عن مقبرة كوكب الشرق أو«الست» كما كان يلقبها المصريون، تجدها معروفة للجميع، فيبدو أنها تناسب الشهرة التي كانت تحظى بها سيدة الغناء العربي، فالمقبرة خصص لها مساحة كبيرة ويغلق عليها سور وباب من الخارج بخلاف باب المقبرة، وعليها ترابية يقومون برعاية المقبرة وتنظيفها وري الأشجار المحيطة بها، وتشبه المقبرة في بنائها طراز القصور لما لها من بناء ضخم وزخارف وارتفاع كبير.

غير أنك تجدها مغلقة على الدوام، وذلك ما برره أيمن عبد الله، 49 عامًا، أحد الترابية القائمين على رعايتها وحراستها بأنها: «أوامر أسرة أم كلثوم إننا نقفل المقبرة ولا تُفتح إلا عند زيارات الأسرة في ذكرى وفاتها».

كما تحظى المقبرة بزيارات المحبين لكوكب الشرق من مصر ومختلف الدول العربية، حسبما أكد الترابية القائمين على المقبرة.

 

 

العندليب عبد الحليم حافظ

وتحظى مقبرة العندليب عبد الحليم حافظ، بذات الشهرة التي كان يحظى بها أثناء حياته، حيث أنها معروفة للجميع، فتجدها ذات مساحة واسعة زُينت جدرانها بالنقوش وبُنيت على أحدث طراز معماري والقبر مرتفع عن الأرض وأمامه حوش متسع به زروع، وحُفر على بابها «مدفن الفنان المرحوم عبد الحليم حافظ» وبجواره دُفنت أخته «الحاجة علية شبانة»، لكن القبر مغلقا لا يُفتح إلا في المناسبات وفي ذكرى وفاة العندليب، وذلك حسبما ذكر أيوب سلامة، 44 عامًا، أحد الترابية القائمين على المقبرة.

ولفت سلامة التربي، إلى تعرض مقبرة العندليب للغرق من المياه الجوفية مع مقابر عدة بالبساتين، بسبب ارتفاع نسبة المياه الجوفية في المنطقة، لكن تدخل أسرة العندليب أنقذ المقبرة وقاموا بتجديدها وإعادة بنائها.
 

ويحظى حارس المقبرة، بمبالغ مالية كثيرة، يدفعها له زائري قبر العندليب من مختلف الدول العربية وهم كُثر، حسبما أكد أحد الترابية الحاقدين عليه.

 

عبد الباسط عبد الصمد

وتجدها مقبرة واسعة بُنيت على طراز حديث، يحيطها من الخارج أشجار خضراء، وتحظى بعناية واهتمام التُرابية القائمين على المقابر، خاصة وأنها قِبلة لزيارة محبي ومريدي الشيخ من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما أن الزوار يدفعون «القهوة» للتربي القائم عليها لذلك يهتم بها.

 

 «أشهر أب في تاريخ السينما»

في مواجهة مقبرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، تجد مقبرة أشهر «أب» في تاريخ السينما المصرية، وهو الفنان حسين رياض، والذي ظهر في الفيلم الديني الشهير «وا إسلاماه»، وقد حظيت المقبرة باهتمام كبير ودُفن إلى جواره أفراد عائلته، وتنتشر بها الأشجار الخضراء من الداخل، وذات بناء حديث.

 

 الشيخ محمد رفعت

نخلة صغيرة مازلت على قيد الحياة، تميل ناحية المقبرة ترثي حالها بعدما عانت العطش والإهمال، وآية قرآنية حُفرت على باب المقبرة: «إن المتقين في جنات ونَهر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر»، تلك آخر ما تبقى بالمقبرة لاستقبال محبي وزائري الشيخ العلامة محمد رفعت الملقب بـ«قيثارة السماء»، والمعجزة والصوت الملائكي.

وكان الشيخ أول قارئ تحفل ميكروفونات الإذاعة المصرية بعذوبة صوته، مع نشأتها عام 1934، لكن لم يبق في رصيد الشيخ لدى الإذاعة سوى 20 ساعة فقط، بعد تعرض معظم التسجيلات للتلف.

لكن المقبرة تشققت جدرانها وتهدمت أجزاء منها، وذبلت الأشجار المزروعة حول المدفن، وانتشرت حولها القمامة وأكوام مخلفات البناء التي تعتليها الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط.

وربما كانت حياة الشيخ الذي عاش زاهداً في الحياة وترفها، ورافضا للشهرة وجمع المال، وراضيا بقضاء الله في مرضه، كل ذلك يشبه الى حد بعيد مقبرته التي يسودها التواضع ودارعليها الزمان، لتصبح آيلة للسقوط في ظل إهمال من وزارات الأوقاف والآثار.

وكان يوم ميلاده 9 مايو هو يوم وفاته 1950 المتمم لعامه الـ68، لتشيعه الجموع الغفيرة في جنازة مهيبة، ليرقد الشيخ بالقرب من مسجد السيدة نفيسة وكأنه يرفض الابتعاد عن القرآن الكريم والصلاة بعد مماته، كما تشبه مقبرته من الداخل والخارج تصميم وبناء المساجد.

أما المقبرة من الداخل تجدها مقسمه إلى ثلاث غرف يرقد الشيخ في إحداها، وفي الغرفتين المجاورتين ترقد عائلة الشيخ إحداها للرجال والأخرى للنساء، وأمام الغرف الثلاث توجد ساحة واسعة أرضيتها من الرمل تنتشر بها القمامة بكثافة.
 

وقال رأفت سليمان، تربي: «أهالي الشيخ رافضين أي تبرعات لترميم المقبرة، وفاعلين الخير اتبرعوا بترميمها لكن أهل الشيخ رفضوا، ومحبي الشيخ يأتون لزيارته وقراءة الفاتحة».

 

نجم الكوميديا العربية إسماعيل ياسين

ما يثير الدهشة أننا بحثنا طويلاً عن قبر الفنان الراحل إسماعيل يس لنجده دُفن في مقابر الصدقة، نظراً لحالة الفقر الشديد التي ألمت به قبل وفاته، فيرقد نجم الكوميديا العربية داخل مقبرة متواضعة ذات بناء قديم، وأمامها بعض الأشجار، ولا تحمل المقبرة اسمه نظرا لكونه لا يمتلكها، لكن أكد كثير من الترابية بمقابر البساتين، أنه لايزال ابنه وحفيده يأتون لهذه المقبرة لزياراتها في الأعياد وذكرى الوفاة.

 

الموسيقار محمد فوزي

داخل مقبرة قديمة ومتواضعة يرقد الموسيقار محمد فوزي، الذي وافته المنية في 20 أكتوبر 1966، ودُفن إلى جواره ابنه، والمقبرة من الداخل قديمة تساقط الدهان من على حوائطها.

 

فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري

أما مقبرة الشيخ محمود خليل الحصري، فهي قديمة أيضاً ومتواضعة ولا تحظى بعناية واهتمام يليق بمكانة وشهرة الشيخ العلامة، الذي كان ولايزال ملء السمع والبصر، وتجدها مغلقة على الدوام.

 

الفنان الكبير شكري سرحان

أما مقبرة الفنان الكبير شكري سرحان، فهي ذات بناء قديم متسع يحمل اسم عائلة سرحان، حيث دُفن إلى جواره أفراد عائلته، ولا تلقى المقبرة اهتمام ورعاية من الترابية أو أفراد العائلة، حيث ذَبُلَ الصبار المزروع بها.

نعيمة عاكف

 

أما مقبرة نجمة الاستعراض وأحد نجوم الفن الجميل نعيمة عاكف، فترثي حالها نظراً لحالة الإهمال التي تسودها حيث لا تلقى أي رعاية أو اهتمام، ودُفنت النجمة الشابة مع والدتها سعدية عاكف بذات المقبرة، حسبما أكد الترابية القائمين على المقابر.

ورحلت الفنانة في سن مبكرة عن عمر يناهز 36 عامًا، بعد صراع مع مرض سرطان القولون، حيث توفيت في 23 أبريل عام 1966.

وأشهر أعمالها الفنية «تمرحنة ولهاليبو وأمير الدهاء» وغيرها.

 

الغالية شادية

وتبدو مقبرة الفنانة شادية التي رحلت عن عالمنا مؤخراً في 28 نوفمبر 2017 بحالة جيدة، وذات بناء حديث، وينتشر بها الصبار الأخضر، حيث دُفنت في مقبرة والدها أحمد كمال الدين شاكر، واسم الفنانة شادية الحقيقي هو «فاطمة»، ودُون هذا الاسم على المقبرة بتاريخ الوفاة، وكتب محبيها على المقبرة من الخارج «لن ننساكي.. الفنانة الغالية».