جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

الهروب من الحقيقة لن يحل الأزمة!!

جلال عارف

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2019 - 06:35 م

استقال رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدى، كما سبق ان استقال منذ أسابيع رئيس وزراء لبنان  سعد الحريرى، الشارع المحتج فى البلدين رحب بالاستقالتين على أساس ان  ذلك يمثل الخطوة الأولى فى إصلاح جذرى لابد منه للخروج من الأزمة. لكن المشكلة أن ذلك يواجه عقبات هائلة من طبقة سياسية مازالت تتصور ان تجاوز الأزمة يمكن أن يتم بالسير فى نفس الطريق الذى أوصل الاوضاع فى البلدين الشقيقين إلى حافة الانهيار!!.
مازال رهان هذه الطبقة السياسية على أن استبدال حكومة بأخرى سوف يكون الحل الشافى الذى يقنع الناس بأن مطالبهم قد تحققت وان الاوضاع التى دفعتهم للاحتجاج سوف تتغير. تتجاهل هذه الطبقة السياسية أن الناس لم تخرج للشوارع إلا بعد ان فاض بها الكيل وقاست من الجوع والبطالة ومن سنوات طويلة تحولت فيها الدولة الى اقطاعيات طائفية يحكمها الفساد الذى تحميه الميليشيات التى يمتد ولاؤها لخارج الوطن.
مؤسف جدا ان تستمر مناورات الطبقة السياسية لإبقاء الوضع كما هو عليه رغم نهر الدماء الذى يسيل فى العراق، ورغم اقتراب شبح الانهيار الاقتصادى فى لبنان، لابد ان تدرك هذه الطبقة السياسية معنى أن يتحرك الناس رافضين للطائفية وعابرين لها ومصرين على فتح كل ملفات الفساد والإفساد. ولابد من فهم صحيح لقيمة ان يكون العرب الشيعة فى مقدمة المتظاهرين ضد التدخل الإيرانى، وان يعود الناس للربط الوثيق بين لقمة العيش وكرامة الوطن استقلاله الحقيقى.
الاوضاع صعبة وسوف تزداد صعوبة إذا بقيت الطبقة السياسية تراهن على أن استقالة حكومة أو  تغيير مسئول كاف لعبور الازمة، أو اذا توهمت ان الاوضاع يمكن ان تعود إلى ما كانت عليه قبل ان ينتفض الناس لاسترجاع الوطن من أيدى الطائفية والفساد!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة