التقرير الختامي لاجتماع لجنة التراث في العالم الإسلامي بمقر الإيسيسكو
التقرير الختامي لاجتماع لجنة التراث في العالم الإسلامي بمقر الإيسيسكو


ننشر نص التقرير الختامي لاجتماع لجنة التراث في العالم الإسلامي بمقر الإيسيسكو

حسام عبدالعليم

الأربعاء، 04 ديسمبر 2019 - 12:04 م

شهدت أعمال الاجتماع الاستثنائي للجنة التراث في العالم الإسلامي، والذي عقد بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) فى الرباط، نقاشات عميقة حول التراث الحضاري بدول العالم الإسلامي، وكيفية صونه والحفاظ عليه، وترميم ما تعرض منه لأضرار.

واتخذت اللجنة قرارات مهمة خلال يومي الاجتماع، في مقدمتها تسجيل 120 موقعا تاريخيا على لائحة التراث الحضاري فى العالم الإسلامي، بينها ثلاثة على لائحة الآثار المهددة بالخطر.

كما كان من القرارات المهمة إحداث القائمة الحصرية للمواقع الإسلامية المقدسة في العالم الإسلامي، والتى تتضمن الكعبة المشرفة والحرم المكي، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى الشريف.

وفيما يلي نص التقرير الختامي للاجتماع: 

في إطار جهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- من أجل صون التراث الحضاري الإسلامي في العالم الإسلامي، وتعزيزًا لجهودها الرامية إلى حماية عناصر التراث المادي في الدول الأعضاء وتوثيقها، وفي إطار تنفيذ رؤيتها الجديدة ذات الصلة، عقدت الإيسيسكو دورة استثنائية لاجتماع للجنة التراث في العالم الإسلامي، في مقرها الدائم ، في الرباط، المملكة المغربية، يومي 02 و03 ديسمبر 2019م. وقد شارك في هذا الاجتماع ممثلو الدول الأعضاء في اللجنة: دولة الكويت، وجمهورية العراق، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية الكاميرون، وجمهورية كوت ديفوار، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، بالإضافة إلى ممثلين عن اللجنة العلمية (من المملكة المغربية) في اللجنة، وتعذر حضور ممثلي جمهورية إندونيسيا، وجمهورية أوزبكستان.

خلال الجلسة الافتتاحية ألقى السيد نجيب الغياتي، مدير الثقافة في الإيسيسكو، كلمة رحب في مستهلها بأعضاء اللجنة وشكرهم على تلبية الدعوة، وأبلغهم تحيات معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، وتمنياته بنجاح أعمال الاجتماع، مبرزا أهمية دور لجنة التراث في العالم الإسلامي في حماية المعالم التاريخية والحضارية والطبيعية في العالم الإسلامي. كما استعرض الرؤية الجديدة التي تعمل عليها الإيسيسكو في هذا المجال.

ثم تحدث الدكتور وليد السيف، رئيس اللجنة، معبرا عن شكره للإيسيسكو والأمانة العامة للجنة، على الحرص على عقد هذا الاجتماع الاستثنائي، في أحسن الظروف، وخاصة عزمها تسجيل مائة موقع تراثي جديد على "قائمة التراث في العالم الإسلامي".

وخلال هذه الجلسة الافتتاحية استمعت اللجنة إلى عرض حول "التراث والمحميات في الجمهورية اليمنية: الواقع والتحديات"، الذي قدمه سعادة السيد عز الدين سعيد الأصبحي، سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المغربية، ضيف شرف الاجتماع، تناول فيه وضعية التراث المادي والمحميات الطبيعية في اليمن وما يتعرض إليه منذ سنوات من تخريب ونهب، مشيدا بما تقوم به الإيسيسكو من جهود لإنقاذ هذا التراث الثقافي والمحافظة عليه، داعيا لجنة التراث في العالم الإسلامي إلى اتخاذ ما يلزم من اجراءات عملية لحماية التراث الثقافي في الجمهورية اليمنية.

كما حضر الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، جلسة العمل الأولى، وأكد في كلمة وجهها إلى الحاضرين على أهمية تعزيز عمل لجنة التراث في العالم الإسلامي، وبذل المزيد من الجهود بهدف المحافظة على تراث العالم الإسلامي في الدول الأعضاء.

وقد انتظمت أعمال هذا الاجتماع على مدار يومين، تم خلالهما دراسة المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع بما في ذلك قضايا التراث الصناعي حيث قدم بشأنها سعادة السيد عبد الرحمن الحسين مدير مشروع التراث الصناعي في المملكة العربية السعودية عرضا تضمن تجربة المملكة في هذا المجال، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذه المواقع وأهمية تسجيلها على قائمة التراث في العالم الإسلامي.

 وبعد المناقشات اعتمدت اللجنة ما يلي:

* إحداث القائمة الحصرية للمواقع الإسلامية المقدسة في العالم الإسلامي التى تتضمن الكعبة المشرفة والحرم المكي، والمسجد النبوي في المدينة المنورة ، والمسجد الأقصى.

* تسجيل 53 من المواقع التراثية الجديدة على القائمة النهائية للتراث في العالم الإسلامي، وحث جهات الاختصاص على تقديم المزيد من الملفات الخاصة بالمواقع التراثية لتسجيلها على هذه القائمة، خلال الاجتماع التاسع للجنة المزمع عقده خلال الربع الأول لعام 2020.

* تسجيل 59 مواقع تراثية جديدة على القائمة التمهيدية للتراث في العالم الإسلامي، وحث جهات الاختصاص في الدول المعنية بتزويد الإيسيسكو بالملفات التقنية واستكمال استمارة التسجيل بشأنها.

* إحداث قائمة للتراث الثقافي والطبيعي المهدد بالخطر في العالم الإسلامي.

* تسجيل 3 مواقع في الجمهورية اليمنية عليها كتراث ثقافي وطبيعي مهدد بالخطر، والدعوة إلى توحيد الجهود لإعادة هذه المواقع إلى القائمة النهائية للتراث العالمي.

* كما اعتمدت اللجنة استمارة تسجيل عناصر التراث غير المادي على قائمة التراث في العالم الإسلامي، ودعت الإدارة العامة إلى تعميمها على الدول الأعضاء، وحثها على إعداد ملفات التسجيل ذات الصلة.

* اعتماد مقترح "أسبوع المتاحف في العالم الإسلامي"، على أن تصادف بدايته يوم 25 سبتمبر من كل سنة أي يوم التراث في العالم الإسلامي، الذي يخلد ذكرى تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، ودعوة جهات الاختصاص إلى حصر متاحف الفن الاسلامي لديها، حكومية أو خاصة، وتزويد الايسيسكو بالبيانات ذات الصلة.

* كما رحبت اللجنة بمقترح وزارة الثقافة والصناعة التقليدية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بشأن تسجيل المحظرة على قائمة التراث في العالم الإسلامي، ودعت الإدارة العامة للإيسيسكو لتنسيق الجهود بشأن ذلك مع الجهات المتخصصة الموريتانية.


كما دعت اللجنة الإدارة العامة للإيسيسكو إلى:

* إيفاد لجنة فنية من الخبراء إلى الجمهورية اليمنية، لمساعدة جهة الاختصاص فيها على إعادة تأهيل مواقع التراث الثقافي والمحميات الطبيعية المهددة بالخطر، وتسجيل المزيد من معالمها التاريخية على قائمة التراث في العالم الإسلامي؛
توجيه عدد من البرامج التنفيذية لفائدة الدول الأعضاء بهدف تسجيل مواقع التراث الصناعي على قائمتي التراث العالمي والتراث في العالم الإسلامي.

* تنظيم دورات تدريبية مكثفة لأطر الدول الأعضاء لتمكينهم من إعداد ملفات ترشيح المواقع التراثية وعناصر التراث غير المادي لتسجيلها على قائمة التراث في العالم الإسلامي.

* تنظيم اجتماع الخبراء والمتخصصين في مجالات التراث المادي وغير المادي والطبيعي والتراث الصناعي لمراجعة وتحديد المعايير المتعلقة بالتسجيل على قائمة التراث في العالم الاسلامي.

* حث جهات الاختصاص في الدول الأعضاء على إعداد قوائم حصر لعناصر التراث الثقافي المادي وغير المادي وتوفير المعطيات اللازمة بشأنها لوضعها على "البوابة الإلكترونية للمعالم والمواقع التاريخية والأثرية في العالم الإسلامي"، التي أنشأتها الإيسيسكو لتضم قائمة المعالم والمواقع التاريخية والأثرية ذات الأهمية الحضارية والإنسانية، التي تزخر بها الدول الأعضاء، ووضع قاعدة بيانات ببليوغرافية ورقميّة تفاعليّة لمختلف عناصر التّراث المعماري والعمراني، في العالم الإسلامي.

* التنسيق مع جهات الاختصاص في الدول الاعضاء للاشراف على التسجيل المشترك على لائحة التراث في العالم الاسلامي لمجموعة من المسارات التاريخية والحضارية النموذجية ( طريق الحج، طرق التجارة، طرق الرحالة والعلماء والطلبة والمخطوطات...)، وتعزيز دور اللجنة العلمية المساعدة للجنة التراث في العالم الإسلامي في تقديم مقترحات بشأنها.

وفي نهاية الاجتماع توجهت اللجنة بعبارات الشكر والتقدير إلى معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، على الجهود المتواصلة لتعزيز برامج المنظمة لحماية التراث الثقافي والطبيعي في العالم الإسلامي وتكوين الكفاءات ذات الصلة وتسجيل المزيد من المواقع التراثية وعناصر التراث الثقافي على قائمة التراث في العالم الاسلامي وفق رؤية جديدة، وحرصه على تطوير عمل لجنة التراث في العالم الإسلامي، والمحافظة على دورية اجتماعاتها.   

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة