ذكرى أصبحت ذكرى «4».. عفاريت وأشباح تطارد سكان عقار الجريمة
ذكرى أصبحت ذكرى «4».. عفاريت وأشباح تطارد سكان عقار الجريمة


حكايات| ذكرى أصبحت ذكرى «4».. عفاريت وأشباح تطارد سكان عقار الجريمة

د.محمد كمال

الأربعاء، 04 ديسمبر 2019 - 06:00 م

صرخات لا تتوقف من الرعب وأصوات استغاثة ظل حراس العقار رقم «23 أ» بشارع محمد مظهر في الزمالك يطلقونها يومًا بعد الآخر، منذ طلقات الرصاص التي أنهت حياة الفنانة التونسية ذكرى وزوجها رجل الأعمال أيمن السويدي.

 

3 حلقات سابقة أزاحت كثيرًا من الغموض الذي أحاط بمقتل المطربة ذكرى، بداية من اكتشاف الجريمة مرورا بسير التحقيقات وكلام الشهود وحتى سفر جثمانها ودفنه في تونس، وانتهاء بكثير من الروايات الغريبة التي وقعت في شقتها بعد عامين.

 

ظهور عفاريت وأشباح في شقه أيمن السويدي وذكرى بالزمالك، أي موقع جريمة القتل، جميعها قصص دفعت «محمد» الشقيق الأصغر لرجل الأعمال المنتحر أيمن السويدي للتقدم ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بإعادة معاينة مسرح الجريمة مرة أخرى بدعوى أن العفاريت والأشباح بدأت تظهر في الشقة وتزايدت شكاوى سكان العقار.

 

توقف المصعد!

 

مر عامان على مذبحة الزمالك لكن أحداثًا جديدة وقعت على مسرح الجريمة أعادت للأذهان تفاصيل الجريمة مرة أخرى؛ إذ أن تلك الشقة كانت موجودة بالطابق الثاني من العقار وهي الوحيدة التي تواجدت فيه.

 

 

لاحظ حراس عقار سراي السلطان وجود أشياء غريبة وعجيبة تحدث في «شقة المذبحة»، كان أولها توقف «المصعد» فجأة أمام الشقة فجرًا أي في نفس وقت ارتكاب الجريمة تقريبًا دون أن يستدعيه أي شخص.

 

وبمرور الوقت بدأ الحراس يسمعون أصوات جرس الباب تدق بشدة أكثر من مرة دون سبب واضح، خصوصًا أن هذا الطابق ومنذ وقوع الجريمة لا يقترب منه أي شخص خوفًا وهلعًا.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «ذكرى» أصبحت ذكرى.. أسرار الكلاشينكوف ورصاصات الفجر بشقة المطربة التونسية

 

في البداية ظن الحراس أن ما يحدث مجرد أوهام لكن ما حدث بعد ذلك جعل القلوب ترتجف وأيقن الجميع بأن ما يحدث ليس بمحض الصدفة وإنما هناك شيء غامض ومريب يدعو للقلق والرعب.

 

غناء في شقة ذكرى

 

لم تكد تمر أيام قليلة حتى عادت الأشياء الغريبة تلقي بظلالها في الشقة مرة أخرى، لكن هذه المرة انتبه الحراس إلى أن النوافذ تفتح وتغلق وحدها أيضًا دون وجود أسباب واضحة ولم يكن هذا كل شيء؛ بل يسمعون صوت السويدي ويقوم بالنداء على الحراس ويطلب منهم فتح الجراج الخاص به.

 


ومع كل هذه الأمور بدأت أنوار الشقة تضاء بشكل لافت للنظر ثم تنطفئ وحدها وكل هذه الأمور الغريبة تحدث عادة في توقيت واحد وهو منتصف الليل «غالبًا في نفس توقيت ارتكاب الجريمة».

 

حراس العقار تحدثوا عن أنهم عادة ما يسمعون أصوات مشادات كلامية وعتاب قبل أن تتحول إلى صرخات واستغاثات أشبه بصراخ القطط، وقطع حجارة متطايرة من الشقة كل ليلة.

 

بلاغ ضد والأشباح

 

كل ما حدث في شقة ذكري لم يهتم به بعض الحراس لكن مع تكرار المشاهد، خصوصًا في ظل تبادل ورديات الحراسة وإجماع الجميع على ما يحدث فقد اضطر أحد الحراس إلى إبلاغ محمد السويدي شقيق رجل الأعمال المنتحر بالأمر ويرجوه إعادة فتح الشقة مرة أخرى وتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «ذكرى» أصبحت ذكرى «2».. الناجيات من المذبحة يروين تفاصيل اللحظات الأخيرة

 

سارع السويدي «الصغير» إلى التقدم ببلاغ إلى نيابة قصر النيل مطالبًا بمنحه الإذن في فتح شقة أخيه مرة أخرى، خاصة أنها ومنذ ارتكاب الجريمة مغلقه بالشمع الأحمر بأمر منها.

 


كان البلاغ غريبًا واهتم به رجال النيابة الذين أصدروا قرارا بإعادة فتح الشقة مرة أخرى للتأكد من حقيقة الأمر، ورافقت قوة من رجال المباحث محمد شقيق أيمن السويدي إلى الشقة, وبدأ الحراس في رواية ما يشاهدونه ويسمعونه كل ليلة كان الجميع يملأهم الفضول في معرفة ما يدور في هذه الشقة المثيرة للجدل.

 

لكن الفضول ظل يغلفه الخوف والقلق من مجهول لا أحد يعمل عنه شيء، فعندما دخل رجال المباحث إلى مكان ارتكاب الجريمة مرة أخرى كان كل شيء هادئًا، لكن رائحة الموت تفوح من المكان خصوصًا أنه فور انتهاء النيابة من القيام بالمعاينة الأولى بعد ارتكاب الحادث وقرارها الذي قضي بإغلاق الشقة بالشمع الأحمر، ظل الوقع على حاله، ولم يتم تنظيفها فأثار الدماء كما هي والحوائط ملطخة بالدماء وكذلك الأثاث، كل شيء كما هو وكأن الجريمة حدثت أمس.

 

صراخ القطط 


بدأ رجال المباحث يتحركون في جميع أرجاء الشقة وتحديداً غرفه نوم ذكرى التي شهدت فتح الشباك فجأة وبلا سبب وفعلًا أثبتت المعاينة أن الشباك قد تم فتحه من الداخل وليس من الخارج ولا تظهر عليه أي أثار للعنف، فأخذوا يحصرون جميع مقتنيات الشقة.

 


وجد رجال البحث الجنائي جميع المقتنيات سليمة ما جعلهم يستبعدون وجود شبهة حول محاولة سرقة الشقة، واحتار الضباط في هذا الأمر ولم يعثروا على أي إجابة شافية تجيب عن أسئلتهم من إذن الذي قام بفتح الشباك؟

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «ذكرى» أصبحت ذكرى «3».. خطاب الموت يحسم القضية 


وقبل أن يغادر رجال البحث الجنائي المكان شرعوا في سؤال الحراس عما يشاهدوه ويسمعوه وجاءت إجاباتهم محيرة وغريبة.. «أحد الحراس أكد سماع أصوات صراخ قطط في منتصف الليل ووجود استغاثات وأصوات غريبة تصدر من الشقة دون سبب واضح».


الحارس الثاني بدوره تحدث عن أن المصعد يعمل بمفرده قبل الفجر ودون أن يستدعيه أي شخص ثم يتوقف في الطابق الثاني أمام شقه ذكرى، ما سبب حالة من الخوف والقلق، كما أوضح الحارس أن العقار معظم سكانه من الأجانب غير المقيمين وهو ما أضفى هدوء الحركة داخله وزاد من الغموض.

 


رغم هذا الهدوء فإن بعض سكان العقار اشتكوا من حدوث ضوضاء وانبعاث أصوات غريبة من الشقة الموجودة بالطابق الثاني وهو ما دفع العديد من شاغلي العقار لإغلاق الشقق وتركها، ولم يستدل رجال النيابة والبحث الجنائي بعد المعاينة للمرة الثانية على أي شيء، لكن هذا لا يمنع وجود أمرًا غريبًا وخفيًا في هذه الشقة التي أصبحت في وجهة نظر الكثيرين مسكونة بالأشباح والعفاريت.

 

فشل مزادات البيع 

 

بالعودة للوراء فإن رجل الأعمال أيمن السويدي كان قد اقترض من البنوك أموالًا طائلة عجز معها عن السداد لذا بدأ البنك في اتخاذ إجراءات بيع ممتلكاته لسداد بعض الديون المستحقة والتي كان من ضمنها «الشقة المسكونة التي شهدت مذبحة منتصف الليل»، لكن إجراءات البيع كانت عاده ما تتوقف عندما يعلم الجميع ما يحدث في الشقة للدرجة التي جعلت سعر الشقة يهبط من 8 ملايين جنيه كما ثمنها المثمن القضائي إلى 5 ملايين فقط.

 

بالفعل فشلت 4 مزادات متتالية في بيع الشقة حتى تم بيع الشقة أخيرًا في عام 2009 أي بعد ارتكاب الجريمة بخمس سنوات كاملة لأحد رجال الأعمال المصريين والذي اشتراها بمبلغ 6 ملايين جنيهًا في المزاد الخامس لبيع الشقة بعد أن أكد أنه اشترى الشقة لحاجته لها لعمل مشروع تجاري كما أنه لا يهتم ولا يقتنع بوجود الأشباح أصلاً.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة