عصام حشيش
عصام حشيش


حق ربنا

كيف نعمر الأرض؟

عصام حشيش

الخميس، 05 ديسمبر 2019 - 07:14 م

قال لي: الله خلقنا لنعمر الأرض.. قلت: نعمرها بماذا؟
لو انه خلقنا لنعمر الارض بالعمارات الشاهقة والبساتين المثمرة والمصانع والمتاجر المزدهرة والمدن والبلدان العامرة فلماذا يدمرها الله فى النهاية طالما ان هذا التعمير هو المقصود؟..قال: يعنى لا نبنى ولا نعمر ونقعد فى المسجد؟ قلت: بل نبنى ونعمر ولو كان فى يد أحد منا فسيلة زرع قبل القيامة بمقدوره ان يزرعها فليزرعها.. قال: هل تناقض نفسك؟..قلت: أرجوك افهم ان الله خلق الانسان لتحقيق مقصد وغاية وهى ان يتعرف عليه وعلى قدرته فيعبده حق عبادته بوعى ويلزم طاعته وطاعة رسوله بإيمان وما المصانع والمزارع والمتاجر وغيرها الا وسائل يستخدمها ليحقق بها المقصد والغاية.. فالانسان لن يتمكن من التعرف على الله الا وهو يعيش الحياة بكل ابعادها ويرى قدرة الله وحكمته فيها.. ثم يستخدمها بالطريقة الصحيحة.. يعنى يصنع ولكن لا يغش ويتاجر ولكن بأمانة.. ويتزوج وينجب ويبنى ويعمر وهو يطيع ربه.. يصبر عند النقص.. يشكر عند العطاء.. وفى النهاية سيفنى كل شىء ويصبح ترابا بلا قيمة ولكن سيبقى ما اكتسبته أنت من ايمان بالله وما حصدته من اتباع لرسوله فى شئون حياتك كلها.. هو الذى سينزل معك فى قبرك وتفرح به حين تلقى الله للجزاء.. فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل..
شجرة الدين
كثيرون اختزلوا الدين فى الصلاة فإذا سألت احدهم كيف حالك مع ربك قال الحمدلله أنا بصلي!!
والصلاة عماد الدين فعلا وهى اول ما يحاسب عليه الانسان عندما يلقى الله ولكنها خمس الخمس من الدين.. وقد أعجبنى تمثيل الدين الكامل بالشجرة.. فهى امامك ولكن لا ترى منها جذورها المخفية فى باطن الارض.. وكذلك «الايمان» اولى درجات الدين.. وهو كامن فى النفس لا يراه او يطلع عليه احد الا الله.. اما الدرجة الثانية فهى ساق الشجرة اول ما يظهر منها بعد الجذور وهى تماثل «العبادات» اول ما يبدو من الانسان المسلم والعبادات تعنى الصلاة والصوم والزكاة والحج والذكر والشهادة.. ثم تأتى فروع الشجرة لتماثل «معاملات الانسان» من بيع وشراء وأخذ وعطاء وهى خمس الدين.. ثم الاوراق التى تماثل «معاشراتك» اى علاقاتك بوالديك وزوجتك واولادك واصدقائك وجيرانك وكل هذه العلاقات دين مسطور فى القرآن الكريم والسنن النبوية.. اما الدرجة الخامسة بعد الاوراق فهى الثمار.. وثمرة الدين «حسن الخلق» مع البشر ومع الكائنات جميعا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة