د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

القاهرة إسكندرية .. وبالعكس

د.محمود عطية

الخميس، 05 ديسمبر 2019 - 07:23 م

 

عادت التصريحات المزمنة.. وأكاد أكون قد حفظتها وحفظها غيرى وهى تتردد مع كل حركة للمحافظين الجدد وهى من عينة ((مكتبى مفتوح للجميع.. سأكون بالشارع وأتابع ما يجرى دائما.. فرص عمل للشباب.. أولوياتى حل مشكلة القمامة بالشوارع.. الأرصفة تعود للمشاة والمقاهى تلتزم بعدم الخروج عليها.. حصر أملاك المحافظة لتعظيم الاستفادة منها.. مخالفات البناء لا تهاون معها..)) وغيرها من التصريحات المعلبة التى تشعر معها كأن المحافظات ع المحارة ولا بيبان ولا حلوق.. وتفعل خيرا أجهزة الإعلام المختلفة لو جلبت تصريحات السادة المحافظين السابقين وعمل ما يمكن أن نطلق عليه كشف حساب للمحافظ المقال من خلال تصريحاته وما أوكل إليه من عمل..
ونظرة سريعة لدرة محافظات مصر.. القاهرة الإسكندرية.. ترى ما حل بهما فى عهود السادة المحافظين.. ففى القاهرة تقهقر وتردٍ فى الخدمات خاصة الشوارع وأرصفتها التى تحتاج لاعب سيرك للمشى فوقها من كم المقاهى والإشغالات المتراكمة علاوة على المبانى المخالفة التى تخرج لسانها لنا وللقانون وتجعل مشهد المدينة كئيبا.. وصارت ميادين القاهرة الكبرى سوقا لبيع كل شىء على أرصفتها ولفظت المشاة وفرضت بروزات المحلات كلمتها على المحليات.
وفى الإسكندرية ترى مخالفات لا مثيل لها فى أى مدينة تحترم آدمية أبنائها.. فتصدمك شوارع ضيقة متفرعة من الكورنيش يكاد يكون المرور فيها مستحيلا وترتفع فيها أبراج ضخمة عملاقة دليلا على فساد المحليات.. ولو حاولت أن تعبر الكورنيش فكأنك تعبر المستحيل ولذلك تم عمل أنفاق للمرور للجهة الأخرى تشعرك بالخنقة وأنت تمر بداخلها وكأنك وقعت فى فخ وتتمنى الخروج منه سريعا وتصدم فيها بأكوام الزبالة وزجاجات المياه الفارغة.. وتخرج من الأنفاق لتجد أرصفة الكورنيش مدينة للمقاهى المتراصة بلا استحياء لتلتهم حق المشاة فى المرور والكازينوهات والمقاهى القديمة باتت قبيحة المنظر بلا رونق وفارقتها البهجة القديمة.
وقد نزعت لافتات المحطات ولا وجود للترام النظيف الذى كان سلوى لنا نستقله فى رحلتنا داخل أحياء المدينة.. وإعلانات الأطباء ترتفع فوق الأرصفة تعلن عن نابغة الطب وتقديمه الخدمة الطبية كسلعة لمن يدفع أكثر وتؤكد ابتعاد المهنة عن الرحمة والإنسانية..! وبكل غلظة واقتدار على مرمى من محطة سيدى جابر تم بناء أسوار إسمنتية عالية فى عدة مناطق بعد مصطفى كامل وكأنها محاولة لحرمان أبناء المدينة وزوارها من المشاهد الجمالية للبحر وتعويدهم على القبح.. وتحتل النقابات والنوادى مساحات كبيرة من الكورنيش للمشاركة فى تكدير الناس.. ولا تفهم كيف تم منذ يومين تشويه كورنيش الرمل حتى الأزاريطة بالزيوت والشحوم الملوثة للمرة الثانية!.
وتوغلت بعض الكازينوهات داخل البحر وتم البناء داخله أيضا وحرمان الناس من الجلوس على الشاطئ.. ولا يتبقى من الإسكندرية غير بعض مساحات نادرة على الكورنيش لم تطلها أيادى المسئولين..! وبالتأكيد لن يتركوها حتى تكتمل كآبة المدينة التى كانت يوما عروس البحر المتوسط لتصبح عبوس البحر المتوسط.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة