د. محمد السعدنى
د. محمد السعدنى


فى الفكر والسياسة

زهراء المعادى: هل من نهاية للفوضى والمخالفات؟

محمد السعدني

الخميس، 05 ديسمبر 2019 - 07:25 م

 

أن تكتب فى قضايا الفكر والعلم والسياسة لاينبغى أن يكون عائقاً لتبنى قضية من الشأن العام، ربما تبدو أبسط مما تعالجه فى مقالاتك، لكنها حتماً تؤرق كثيرين من قرائك، خصوصاً إذا قادتك المقادير لتكون واحداً من جيرانهم ولو إلى حين. هكذا استمرت علىّ الضغوط لأكتب عن الفوضى والعشوائية اللتين تضربان واحداً من أحياء المعادى التى كانت راقية. عن انتشار القمامة أنّا توجهت، وفوضى المرور وأماكن انتظار السيارات، والحفر والتكسير فى الشوارع، وسحابات الغبار والتراب التى تلف المكان وتغلفه وتكاد تقتله، مع التقليم الجائر للأشجار والذى وصل فى بعض الأحيان إلى مجزرة نالت أشجاراً كانت باسقة جميلة، فوق كونها رئة تتنفس منها المدينة فهى كانت مصيدة للتراب المسيطر على الجو الخانق للسكان والعابرين.أما فوضى الكافيهات والمقاهى التى تحتل الشارع والأرصفة وسيارات روادها فى صف ثالث ورابع تسد الطريق فحدث ولا حرج. ومن فوضى مواقف السيارات العامة لنقل الركاب والسرفيس، إلى الكلاب الضالة التى تعقر الغادى والرائح، إلى فوضى أتوبيسات المدارس الخاصة وسيارات أولياء الأمور دون وجود رجل مرور واحد ينظم الأمر، اللهم إلا مرة واحدة حين زار مدير الأمن زهراء المعادى لافتتاح تجديدات نقطة الشرطة هناك، يومها كان ونش المرور والضباط والعساكر حاضرين والمشهد فى قمة النظام والترتيب.
الأمر الذى يدعو إلى الدهشة والاستغراب هو وجود مكتبى نائب محافظ القاهرة ورئيس الحى فى المنطقة، وعلى بعد عشرات الأمتار منهما، تنسد شرايين الشوارع بالبنايات الجديدة التى تعيق الشارع تماماً وتضطر قائدى السيارات السير فى الممنوع للوصول إلى مقارهم وبيوتهم، لأن السادة الواصلين أصحاب هذه المبانى الشاهقة العملاقة التى تتجاوز كود ارتفاع المبانى فى الزهراء، والتى تقف أمامها أوناش ضخمة تضعضع الأسفلت وتمزقه لترفع خلطات الأسمنت والزلط للبناية الشاهقة، ولتشوين الحديد ومبانى البناء فى الطريق العام حتى تسده تماماً، وبالطبع لايقترب منهم أحد من أشغال الطريق بالحى، ولا المرور، ولا أجهزة البيئة، ولا الإدارة الهندسية، لكأنها جزيرة منعزلة خاصة تحت حماية الفساد والتواطؤ لا تقربها أجهزة الرقابة والتنظيم.
زاد الأمر صعوبة ومشقة على السكان وجود نادى وادى دجلة فى هذه المنطقة المنكوبة، حيث يستقبل يومياً ما لايقل عن خمسمائة سيارة خاصة تركن صفا ثانيا وثالثا فى جادة الطريق المقابلة للبنايات الضخمة، وتسدان معاً أمام السكان إمكانية الوصول إلى منازلهم. ليس هذا فحسب إذ تقوم هذه السيارات التابعة للنادى بالركن فى الشوارع الجانبية أمام بيوت السكان الذين لايجدون مكاناً للوقوف إلا على بعد عدة كيلومترات، ولا مبالغة. والسؤال هنا كيف سمحت إدارة التنظيم فى الحى بإعطاء الموافقة على بناء نادى وادى دجلة دون إلزامه بإنشاء جراج داخله للسيارات؟ الغريب فى الأمر أن النادى يضع متاريس أمام مداخله تمنع وقوف سيارات أعضائه أمامها، لتلقى بعبء وضع سياراتهم أمام منازل سكان الحى الذين تحدث معهم يومياً عشرات المشاكل بسبب زحام السيارات. هذا وضع مختل ينبغى لعلاجه إلزام النادى بإنشاء جراج داخله لسيارات الأعضاء، هذه مسئولية النادى ومسئولية الحى ونائب المحافظ اللذين نتوقع منهما اتخاذ إجراءات عاجلة حيال هذه الفوضى التى أزعجت السكان وسببت توتراً يومياً يستحيل التعايش معه دون حل عاجل وجذرى. ولعل هذا هو التحدى الأكبر الذى يواجه السيدة المهندسة نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية والتى تم تعيينها منذ أيام. وسيكون هذا هو الاختبار الحقيقى والعملى لصحة رؤية الاستعانة بالشباب فى إدارة شئون المحافظات، والتى ينبغى أن تعطى للناس أملاً فى حل مشكلاتهم الناتجة عن تجاوز القانون وتسلط المتنفذين والواصلين على سكان الحى المنكوب، وينبغى إلزام كل من أفسد شارعا وقطع شجرة وسد طريقا وأزعج الناس وتجاوز القانون، بإصلاح ما خربه ومحاسبته بالقانون.
فلتكن البداية من إيقاف نادى وادى دجلة عند حده وإلزامه بعمل جراج داخلى، وإلزام أصحاب البنايات الشاهقة بإصلاح الشارع وإعادة سفلتته، وأن تقوم إدارة البيئة بمحاسبة كل من قطع الأشجار وتبنى مبادرة للتشجير خصوصاً أن المنطقة تقع فى أسفل حضن شق التعبان وكل غبار الرخام الكثيف.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة