إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة :

السؤال الغائب بعد مهرجان القاهرة السينمائى

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 07 ديسمبر 2019 - 07:14 م

كتبت هنا الأسبوع الماضى عن روعة وجمال مهرجان القاهرة السينمائى تنظيما وأفلاما وغير ذلك مما تجدونه فى المقال السابق. مالم أقله وانتظرت إلى هذا الأسبوع حتى أقوله هو كم المواجع التى شعرت بها اثناء المهرجان على حالنا السينمائى. لا أقصد الدارج من الحديث عن قيمة وأهمية الأفلام التى يتم انتاجها ولا نوعيتها ولا أى شيئ من ذلك فالانتاج السينمائى على مر التاريخ متنوع القيمة فى دول كانت ولا زالت فيها السينما من أكبر حقول الدخل القومى وأعنى بها أميركا وفرنسا وإيطاليا وانجلترا والهند ومصر يوما ما. أكررها. مصر يوما ما. الوجع هو من سؤالى لنفسى اين تبخر الانتاج السينمائى وكيف يكون لدينا هذا المهرجان العظيم وليست لدينا سينما. الوجع هو أن تاريخ السينما هو تاريخ النضال الوطنى تحت الاستعمار البريطانى وكيف كان النضال من أجل صناعة الأفلام لا يقل عن النضال من أجل أن يكون لنا صناعة مستقلة وصحافة ومجلات وغير ذلك مما كانت مصر تتميز به فى منطقة الشرق الأوسط ويأتى إليها الفنانون والكتاب لاجئين أو مهاجرين من كل الدنيا ليحققوا أحلامهم فى مصر. وبقدر نضال طلعت حرب لتاسيس صناعة مصرية كان نضاله لتأسيس سينما مصرية كانت يوما هى والقطن المصرى أكبر مصدرين للدخل القومى وتطورت عاما بعد عام ووصل عدد الأفلام التى يتم انتاجها إلى أكثر من ستين فيلما وأقيمت الاستوديوهات فى أكثر من مكان وصارت السينما مظهرا عظيما للوطن. أعرف كل ما جرى على هذه الصناعة من تدهور وتاريخ هذا التدهور لكن لماذا لا يبحث أحد فى هذا التاريخ ويعرف الأسباب وتعود السينما إلى صدارة الحياة المصرية ثقافة أو فنا أو اقتصاد. كان من أكبر الانتقادات التى وجهت للسينما بعد أن تم تأميمها هو ازدياد الرقابة على الأفلام وتراجع المنتجين عن المغامرة والآن ومنذ سنوات انتهت شكلا قبضة الدولة على السينما ولم تعد السينما فكيف ؟. نسمع كل يوم أن القبضة تزداد وأن هناك شركة واحدة هى التى تقرر الأفلام. سمعنا عن أجور انخفضت للممثلين الكبار ورأينا تقلص فى عدد المسلسلات ايضا بعد ان صارت مجالا رابحا اكثر من السينما غير مضمونة العائد بعد أن تواجدت رقابة كبيرة فى الدول العربية المستهلكة وفى بلادنا أيضا وبعد شعارات جوفاء من نوع السينما النظيفة كأن الفن وسخ وبعد شيوع حرمة الفن وهدم أكثر من خمسمائة دار عرض بطول البلاد وعرضها وغير ذلك مما سيعيدنى إلى ماجرى للسينما وبعد شيوع سرقة الأفلام وعرضها فى اليوم التالى لعرضها الرسمى فى قنوات تليفزيونية دون مقابل وعلى اليوتيوب. أنا بعيد عما يحدث واقرأ وأتابع فقط مايكتبه العقلاء والغاضبون ويظل سؤالى هو لماذا حقا صارت السينما بعيدة عن أهداف الدولة. ولا أقصد أن تسيطر عليها الدولة ولا حتى تشجعها بالمال لكن أقصد أن ترفع يدها عنها وتترك للمنتجين حرية العمل مادامت هناك أصلا رقابة على الأفلام لم تنتهى ولن تنتهى. الرقابة كانت موجودة طول عمرها لكن فى ظلها رأينا أفلاما لا تتكرر يطول الحديث عنها فى سنوات الخمسينات والستينات وحتى الثمانينات. من يستطيع الآن أن يطلق السينما من عقالها ببحث أسباب تأخرها عن الانتاج ؟. لن أتحدث عن نوع الأفلام فطول عمرالسينما بها التجارى والفنى ولا مشكلة أبدا فى أى نوع. المهم أن يكون التنوع بسبب كثرة الأفلام المُنتجة وليس بسبب التعليمات بحصر التفكير فى مجرى واحد. وبالمناسبة هذا ليس السبب الوحيد فالأسباب كثيرة تعود إلى سنين مضت ذكرت بعضها فى السطورالسابقة لكن هذا ما أقرأ هو السبب الأخير. كيف تعود السينما انتاجا غزيرا هو سؤالى وهو متروك لمن فى يدهم الأمر ويمكن دراسة ماجرى عبر السنين بصراحة والعودة إلى الأصل حين كانت السينما وجه مصر العظيم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة