محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

براندات البالة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 08 ديسمبر 2019 - 07:23 م

محمد عبد الواحد

هناك أشياء رغم ألمها تذكرك بالماضى الجميل، تتذكر من خلالها أعذب الألحان وأرق الكلمات وهى تشدو بها أم كلثوم وتقول (وقف الخلق جميعا ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى)، تشعر بعدها أنك تعانق السماء ومن يريد أن يلحق بك فعليه أن يلامس كبدها، فترى الزهو فى كل أركان المعمورة، ففى أرضها الطيبة تجد شموخ أبنائها وسط زهور خضرتها، وفى مصانعها تجد عمالها يغزلون غزلهم وكلما صنعت أيديهم قطعة من قماش شعروا بفرحة كفرحة الأب بقدوم أبنائه، وتزداد فرحتهم وهم يرون أن بصمات أيديهم تلامس أجساد أبنائهم، وما هى إلا ثوانٍ وتعود من الماضى الجميل إلى الحاضر المؤلم الذى حول مصر إلى شوادر تتكدس بتجار البالة الذين اتخذوا من صفحات التواصل الاجتماعى منصات إعلامية لرواج تجارتهم، لدرجة أنهم تفننوا فى الإعلان عنها فتجد أحدهم يتخذ شعار نحن نحطم الأسعار بأرقى منتجات التوكيلات العالمية، وآخر تجده يقول ببلاش خلى الفقير يلبس الكيلو عندنا وبس بعشرين جنيه، ويبالغ آخرون فيما يعرضون وعندما يجد أنك تتعجب يفاجئك برده يا أستاذ بضاعتنا براندات. هنا أدركت أن انتشار هذه التجارة وإغراق مصر بها جعلنا جميعًا نشعر بالعجز أمام القليل المنتج الذى لا يستطيع الكثير منا شراؤه لغلو ثمنه، ورغم ذاك كلما سمعت خبرا بأن العجلة ستدور من جديد أشعر بالأمل بأن صناعتنا ستعود للصدارة وقت أن كنا نغزل والعالم يلبس، وقت أن كان المستورد يباع بأرخص الأسعار بجانب منتجاتنا، وقبل أن أختم أتمنى أن تعود مصر كسوق مفتوح تتنافس فيه منتجاتنا ومنتجاتهم لا بقاياهم مع منتجاتنا
مصر أكبر من أن تتحول إلى شادر كبير لتجارة البالة أوقفوا هذا الإغراق الذى يشعرنا بالمهانة ويسلب منا فخرنا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة