محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

تحديات لبنانية

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 08 ديسمبر 2019 - 07:27 م

 

محمد السيد عيد

الانتفاضة اللبنانية تواجه تحديات قوية، قد تتسبب فى فشلها، وربما تتسبب فيما هو أخطر من الفشل، ومن أهم هذه التحديات:
1- أنها ترفع شعارات ضد الطائفية فى ظل نظام طائفى لن يغير نفسه بيده، خصوصاً أن السياسيين الحاليين يكتسبون شرعيتهم من استمرار هذا النظام، وتغييره ليس فى صالحهم. وأظن أن مطالب المحتجين لا يمكن أن تتحقق إلا بحل البرلمان، ووضع دستور جديد لاطائفى. وهذا أمر شبه مستحيل.
2- يطالب المتظاهرون بوزارة تكنوقراط، غير طائفية، وهذا أمر بالغ الصعوبة، لأن البرلمان لابد أن يوافق على التشكيل الوزارى، ولن يوافق البرلمان على الوزارة التى تكسر القواعد الحالية، والتى تضمن حصصاً محددة فى التشكيل الوزارى. وقد أعلن رئيس الجمهورية أنه لا يريد أن يقدم تشكيلاً وزارياً يرفضه البرلمان.
3- التحدى الأهم هو رفض حزب الله لما يحدث فى الشارع اللبنانى من احتجاجات، وعدم موافقته على هذا الحراك الشعبى، وتهديده بإنزال رجاله للشوارع والميادين لمواجهة هذا الحراك، وأخيراً تنفيذ تهديده وإنزال أتباعه للشوارع للاعتداء على المتظاهرين، بمشاركه حركة أمل، مما اضطر الشرطة للفصل بين أتباع الحزب والحركة من ناحية وبين المتظاهرين من ناحية أخرى. إن حزب الله يرى أن الحديث عن نظام لاطائفى هو حديث مغرض، الهدف منه هو تهميشه، وتحجيم مشاركته فى الحياة السياسية، ولذا سيدافع عن وجوده.
4- التحدى الأخطر هو الوضع الاقتصادى اللبنانى، ويتوقع بعض المراقبين أن تفلس لبنان فى القريب العاجل، لأن الحكومة لم تعد تجد المرتبات التى تدفعها للموظفين، وقد حذر البنك المركزى منذ فترة من خطورة استمرار الوضع الحالى، ووضعت البنوك قواعد شديدة للصرف، خصوصاً صرف العملات الأجنبية. بل أغلقت أبوابها لفترة من الزمن. وأظن أنها لن تصمد طويلاً.
5- ومن التحديات التى يُخشى منها: تحول الانتفاضة إلى حرب أهلية، فى محاولة من الحرس القديم للدفاع عن بقائهم. وقد بدأت فى الأيام الأخيرة ظهور هتافات وشعارات طائفية، يجب ألا نتجاهلها.
وأخيراً، ففى ظل التجربة المصرية نؤكد أن الشارع اللبنانى الآن يمتلئ بالمخابرات الأجنبية، خصوصاً الإسرائيلية، لأن إسرائيل هى الرابح الأول من عدم استقرار لبنان. وكل هذه المخابرات تسعى بكل طاقتها لاستمرار الوضع الحالى، وعناد المحتجين والسلطة يصب فى مصلحة أعداء لبنان بالدرجة الأولى.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة