د. أحمد السبكى خلال حواره مع «الأخبار»
د. أحمد السبكى خلال حواره مع «الأخبار»


حوار| مدير مشروع التأمين الصحي الشامل: الرئيس دعا كل المصريين للمشاركة بالتأمين الجديد

أحمد سعد

الإثنين، 09 ديسمبر 2019 - 12:04 ص

 

متابعة يومية لكل ما يخص منظومة التأمين الصحى الجديدة، ومحاولات جادة لابتكار أفكار تشجع المواطن للمشاركة فى المنظومة، بل لا يقتصر الأمر على علاج المواطنين فقط، بل إجراءات وقائية لتعزيز صحة المواطن والحد من معدلات الإصابة بالأمراض بما ينعكس بالإيجاب على المواطن ويمنع الوصول لمرحلة المرض ومن ثم العلاج الذى يعد مكلفًا.. لرصد هذه الجهود وما يتعلق بالتأمين الصحى الشامل على أرض الواقع أجرينا حواراً مع د.أحمد السبكى مدير مشروع التأمين الصحى الشامل ومساعد وزير الصحة لشئون الرقابة والمتابعة، الذى قلما ما يوجد بداخل مكتبه لقيامه بجولات ميدانية شبه يومية فى محافظات المرحلة الأولى لتطبيق نظام التأمين الجديد.. وأكد «السبكى» أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشاركة فى النظام الجديد تستهدف كل المواطنين خاصة القطاع غير الرسمى فى الدولة، وليس الموظفين فقط، ويعد التأمين الجديد الحل الوحيد لمشكلة الشمول المالى حيث يكون قادرًا على دمج الاقتصاد غير الرسمى.. وأوضح أن المنظومة الجديدة تقدم جميع الخدمات الطبية مقابل اشتراكات لا تذكر، تدفعها الدولة عن غير القادرين المقدرين بحوالى 35 مليون شخص، وتتبنى برامج لتعزيز صحة المواطن للحد من إصابته بالأمراض، وبدأت بالفعل فى تطوير 276 وحدة ومركزا صحيا بالمحافظات الخمس التالية لبورسعيد، وسط توقعات من دول العالم بأن يصبح النظام الصحى المصرى الجديد من أقوى أنظمة الرعاية الصحية الشاملة فى العالم.


> أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى نظام التأمين الصحى الشامل كعهد جديد للرعاية الصحية المتكاملة فى مصر.. كيف ترى ذلك؟
يعد دعم القيادة السياسية وتذليلها لكل العقبات السبب الأول فى نجاح منظومة التأمين الصحى الشامل والاستجابة الشعبية لها، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للاشتراك فى النظام الجديد لم يقصد بها الموظفين فقط بل دعوة للقطاع غير الرسمى فى الدولة والذى لا توجد له بيانات للمشاركة والتسجيل فى النظام الجديد، وهذا يأتى ضمن الشمول المالى، لمعرفة بيانات كل المواطنين، والتأمين الصحى يمكنه التغلب على ذلك ويعد الحل الوحيد لمشكلة الشمول المالى.
والتأمين الصحى يعد حلا لمشكلة وجود أسر غير محصورة فى مصر ولا تسجل أبناءها أو تستخرج لهم شهادات ميلاد، وذلك يعد حلا لمشكلة اقتصادية واجتماعية، ويعد مستقبل الرعاية الصحية فى مصر، وهو مشروع قومى عملاق نتائجه الشمول المالى لأن القطاع الرسمى سينضم للمنظومة، ويمكن معرفة بياناته، وهناك أسر احتكينا بها أثناء التوعية، بدأت تشعر بدور الدولة واهتمام الدولة بها خاصة فى الصعيد والبدو مثل جنوب سيناء.
تغطية شاملة
> وهل تشمل المنظومة الجديدة تقديم كل الخدمات الصحية؟
تقدم المنظومة الخدمات الصحية كاملة سواء فى وحدات الرعاية الصحية أو المستشفيات، أى حوالى 95% من الخدمات، والخدمات التجميلية مثل جراحات التجميل وشفط الدهون هى فقط خارج تغطية المنظومة، بل هناك عمليات تجميلية يشملها التأمين الجديد مثل الشفة الأرنبية والخدمات التجميلية للعيوب الخلقية.
> وما رأيك فى تكلفة الخدمة العلاجية التى يحصل عليها المواطن مقابل الاشتراكات التى يدفعها؟
الاشتراك بالنسبة للتكلفة الفعلية للخدمة التى يحصل عليها المريض لا يذكر، فالفحوصات الطبية التى يقوم بها المريض عندما يشتكى من مرض بسيط قد تصل إلى 3 آلاف أو 4 آلاف جنيه وهو اشتراك أسرة حوالى 5 أشهر.
وعند بدء النظام القديم عام 1964، كان يستهدف فئة واحدة وهى العاملون فى الحكومة، أما ما يحدث اليوم أمر مختلف أول مرة تحدث تغطية صحية شاملة للجميع من خلال نظام تأمين صحى شامل غير موجود فى غالبية دول العالم، فالدول التى نجحت فى التغطية الصحية الشاملة لمواطنيها عدد محدود جدًا.
> هناك تحد كبير يواجه المنظومة وهو نقص الأطباء، كيف يتم التغلب على ذلك؟
لا نعتمد على العائد المادى ليس فقط لاستبقاء الأطباء، لكن خلق بيئة العمل المناسبة يساعد فى ذلك، من خلال مراعاتها فى كل المعايير الإنشائية فى الوحدات والمستشفيات، وحددنا 3 أبعاد لاستبقاء الأطباء للعمل فى المنظومة وهى بيئة العمل المناسبة والتدريب المهنى الطبى المستمر، وتنمية المواهب الأخرى لمقدمى الخدمة الصحية كالكتابة والرسم والشعر والغناء، فنعمل على إصدار مجلة نطلقها فى بورسعيد يشارك فيها كل من لديه موهبة من الأطباء.
> ما المعايير التى استندتم إليها لتحديد غير القادرين؟
غير القادرين ليسوا معفيين من الاشتراكات إنما تدفع عنهم الدولة اشتراكتهم، ومساهمتهم كاملة فى المشروع الجديد، ويتم اختيارهم بناء على معايير وضعتها وزارة التضامن الاجتماعى مثل أن يكون الشخص مشتركا فى مشروع تكافل وكرامة، وذوى الإعاقة، ورب الأسرة المتعطل عن العمل، ورب الأسرة الذى لا يكفى متوسط دخله لاحتياجاته.
القطاع الخاص 
> وماذا عن مشاركة القطاع الخاص فى المنظومة؟
القطاع الخاص دوره أساسى فى المنظومة الصحية والدولة دورها تحدث التوازن بين القطاع العام والخاص، والفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص متنامية والدولة حريصة على اشراك القطاع الخاص فى التأمين الصحى الجديد.
> وما التكلفة الإجمالية المتوقعة للمشروع؟
التكلفة للفرد تبلغ 2100 جنيه، أى حوالى وتقريبا 210 مليارات جنيه تعد تكلفة المشروع لحين إطلاقه كاملا فى كل المحافظات.
الناحية الاستثمارية كيف ينعكس التأمين الصحى الجديد على الاقتصاد؟
التأمين الصحى مفيد للصناعات المغذية له مثل شركات المقاولات التى تعمل فى تطوير المستشفيات وشركات التجهيزات الطبية، ومصانع ملابس الأطقم الطبية، وقطاع الدعاية والإعلان حيث إن المستشفيات والوحدات مطالبة بالتسويق لنفسها بعد ذلك لوجود جو تنافسى بين القطاعين العام والخاص.
>  وما عدد المشتركين فى المنظومة الجديدة إلى الآن فى المرحلة الأولى من التطبيق والتى بدأت ببورسعيد؟
نجحت منظومة التأمين الصحى الشامل فى تسجيل أكثر من مليون و500 ألف مواطن وفتح 395 ألف ملف عائلى فى محافظات المرحلة الأولى لتطبيق التأمين الصحى الشامل وهى بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، الأقصر وأسوان.. وعدد المُسجلين بالمنظومة فى محافظة بورسعيد بلغ 540 ألف مواطن إلى الآن، من خلال 28 وحدة ومركز صحة أسرة وتم فتح 165 ألف ملف عائلى إليكترونى بإجمالى ترددات بلغ 235 ألف تردد من المواطنين منذ بدء التشغيل التجريبى بالمحافظة يوليو الماضى والتى أجرت قرابة 12 ألف عملية جراحية منها 4 آلاف عملية كبرى.
> بعد الإطلاق الرسمى للمنظومة ما الوضع على الأرض فى بورسعيد؟
يقوم المواطنون بفتح الملف الطبى لهم ولأسرتهم، ويقوم بالفحص الطبى الشامل له ولأسرته، ويتواصل مع طبيب الأسرة المسئول عن متابعة ملفه الطبى، وفى حال شعوره بأى مشكلة صحية يتم التوجه إلى وحدة الرعاية الأساسية لتلقى العلاج، أو إحالته للمستشفى إذا كان يحتاج لحزمة علاج غير متوافرة فى الوحدة ويحصل على جميع الخدمات العلاجية التى يحتاجها، والمريض يختار أى جهة سواء خاصا أو عاما أو أهليا للعلاج فيها شرط أن تكون حاصلة على تسجيل واعتماد الهيئة العامة الاعتماد والرقابة الصحية ومتعاقدة مع هيئة التأمين الصحى الشامل.
جراحات نادرة
> هل يعنى ذلك أن المواطن فى بورسعيد غير مضطر للسفر للقاهرة للحصول على بعض الخدمات الصحية؟
كل الجراحات متوافرة عدا زراعة النخاع وأورام العيون وهما نادرتان جدا ولا يوجد مواطن مسجل فى المنظومة إلا ويحصل على الخدمة الطبية كاملة بل بالعكس نحن نستقبل فى بورسعيد حاليًا حالات مرضية من محافظات أخرى خاصة فى مستشفى الرمد والنصر.
وبعد تطبيق المنظومة فى بورسعيد تم إلغاء قرارات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى القديم من المحافظة، ويتم العمل بالمنظومة الجديدة التى تحل محل نفقة الدولة والتأمين القديم.
> وما مدى تقبل المواطنين للمشاركة فى المنظومة الجديدة؟
الناس سعيدة جدا بمستوى الخدمات الطبية، والبنية الإنشائية للوحدات والمستشفيات فى بورسعيد، لكنهم غير متعودين على نظام الحجز والإحالة وتدريجيًا الناس تستجيب لذلك، وبدأ المواطن يتيقن أن الخدمة التى يحتاجها موجودة فى الوحدة الصحية وغير مضطر للذهاب للمستشفى، حيث تم تشغيل 28 وحدة صحية فى بورسعيد من أصل 35 وحدة وبالتالى الوحدات أقرب لمحل سكنه، ولا يتكبد الانتقال إلى المستشفيات التى يبلغ عددها 8 مستشفيات منها 7 دخلت المنظومة.
> لكن هناك شكاوى من تأخر تحديد موعد لكشف المواطنين فى وحدات الرعاية؟
منذ تفعيل الميكنة والربط بين الوحدات بدأ تحديد ميعاد الكشف للمواطنين بسرعة، وفعليًا المواطنون كانوا يشتكون من 3 أشياء هى التكدس فى الوحدات وتم حل الموضوع بتزويد عدد القوى البشرية التى تسجل بيانات المواطنين، والثانية نظام الحجز حيث أن المواطن غير متعود على الحجز ثم العودة للكشف فى وقت آخر، وسيتم حل هذا الأمر بأن يكون الحجز عن طريق الهاتف من المنزل، من خلال الخط الساخن للمنظومة 15344، والثالثة الربط بين الوحدات والمستشفيات وتم ربطها ببعضها البعض منذ 26 سبتمبر الماضى.
ونحن متفهمون كمقدمين للخدمة أن المواطن لم يتعود على الشكل الجديد من الخدمة، ودليل ذلك أننا استطعنا حل 99% من المشكلات والشكاوى التى تلقاها الكول سنتر الخاص بالتأمين الصحى، ومعظم المشكلات كانت أن المواطن لم يتعود على الشكل الجديد من الخدمة، ومع الجودة وتواجد الأطباء سيجعله يتقبل الوضع الجديد.
أسعار عادلة
> هناك العديد فى بورسعيد لم يسجل فى المنظومة وبالتالى لم يدفع الاشتراكات هل سيحصل على الخدمة الطبية؟
المواطنون الذين لم يسجلوا مع كل محافظة تطلق فيها المنظومة إلى الآن سيعاملون بلائحة أسعار التأمين الصحى الشامل التى لا يستطيعون تحملها، وسيعالجون على نفقتهم الخاصة، فمثلا إجراء عملية ثمنها 5 آلاف جنيه يدفع المريض المشارك فى المنظومة 500 جنيه كمساهمة وغير القادر لا يدفع شيئا، أما غير المشترك فى التأمين فسيدفع ثمن العملية بالكامل.
> وما الحلول لجذب المواطنين للمشاركة فى المنظومة الجديدة؟
نحن لا نفكر فى علاج المواطنين فقط بل عمل مجموعة من برامج تعزيز الصحة للمواطن، فبدأنا فى بورسعيد إطلاق حملة للتوعية بمرض السكرى وإعطاء الأفراد أجهزة لقياس نسبة السكر مجانًا، حال المتابعة والاستجابة للزيارات لوحدات الرعاية الأساسية لإجراء الفحوصات الدورية.
كما نعمل على التثقيف الصحى مثل التوعية بالسمنة والمتابعة مع المريض لخفض وزنه، وتحديد نظامه الغذائى، وذلك من خلال طبيب الأسرة، وتم وضع برامج تحفيزية للأسر فى المحافظات التى يطبق فيها النظام الجديد لتقليل تعرضهم للأمراض، لأن علاج المرض عبء مالى على الدولة.
وبدأنا بالفعل بفحص السكر والضغط والتوعية بتقليل الملح فى الطعام، لتعزيز صحة المواطن، بهدف تقليل تعرضه للأمراض، وينتج عنه تقليل العبء المالى على الدولة فى الإنفاق الصحى.
> وما متوسط الاشتراك الشهرى لأهالى بورسعيد؟
فى المتوسط لو أسرة مكونة من 5 أفراد والزوجة تعمل وراتب الأب 3 آلاف جنيه، فيدفع 1% عن نفسه أى 30 جنيها، و1% عن كل طفل من أطفاله الثلاثة أى 90 جنيها، وبالتالى يكون الاشتراك الشهرى للأسرة 120 جنيها فقط، ولو زوجته لا تعمل يدفع عنها 3% أى تدفع الأسرة 210 جنيهات.
> وماذا عن الـ 5 محافظات الجديدة التى سيطبق فيها التأمين عقب بورسعيد؟
قمنا بإسناد تطوير الوحدات الصحية والمراكز فى الـ 5 محافظات الجديدة بنسبة 100%، بواقع 276 وحدة صحية ومركزا للتأكيد لأى مشكك، أى الدولة لم تقف عند بورسعيد فقط بل تعمل فى المحافظات الأخرى لتطبيق المنظومة وتضخ استثمارات فى ذلك، وسينتهى التطوير أولًا فى جنوب سيناء والأقصر كمرحلة أولى، ثم الإسماعيلية والسويس وأسوان، ونحن تخطينا المدى الزمنى فى القانون للتطبيق، وهذه رسالة أن الدولة لن تمكث 15 عاما لتطبيق النظام فى مصر كلها بل أقل من ذلك.
> اقترحت وزارة الصحة الاستعانة بوحدات ومستشفيات متنقلة لعلاج المواطنين ضمن المنظومة.. هل سيتم تنفيذ ذلك؟
نعمل على هذا الأمر وسيكون تقديم الخدمة الطبية فى باقى المحافظات مختلفا عن بورسعيد طبقًا لطبيعة كل محافظة، فمثلا الطبيعة الجبلية فى جنوب سيناء تتطلب نوعا معينا من الخدمة فاستعنا بسيارات دفع رباعى للإسعاف، وعيادات متنقلة ووحدات تسجيل متنقلة، حتى التوعية ستكون بشكل مختلف.
تحديات
> وما التحديات التى تواجه المنظومة؟
لدينا نفس التخوف الذى عبر عنه الرئيس وهو الاستدامة المالية للمشروع ولكن لدينا ثقة كبيرة جدا فى استجابة القطاع غير الرسمى لدعوة الرئيس، وأن الدراسات التى أجريناها للاستدامة المالية للمشروع راعينا فيها كل السيناريوهات وهذا المشروع سيكتب له النجاح لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، فقدمنا دراسة وافية لكل جوانب المنظومة الصحية سواء كانت من ناحية التمويل أو تقديم الخدمة.
> وما رؤية العالم للتأمين الصحى الجديد؟
باعتبارى زرت أكثر من دولة فى العالم هم متوقعون أن النظام الصحى فى مصر لو استمر بهذا الشكل يصبح من أقوى الأنظمة العالمية فى التغطية الصحية الشاملة، وهذا ظهر بشكل كبير فى حديث رئيس منظمة الصحة العالمية الذى قال إن مصر مثلما نجحت فى القضاء على فيروس سى ستنجح فى تطبيق التأمين الصحى الشامل، وبعثة البنك الدولى أكدت نفس الحديث، ومجلس وزراء الصحة العرب أيضا فى المغرب أثناء عرضنا المشروع أمامهم أثنوا عليه جدا وكلها مؤشرات جيدة للنجاح.
> أخيرًا.. ما رسالتك للمواطنين؟
الاستجابة لدعوة الرئيس السيسى، والمشاركة فى المنظومة، خاصة القطاع غير الرسمى، حيث إن فرص المواطن فى الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية أصبحت متاحة لكل المواطنين سواء، حيث إن بناء الإنسان من المبادئ التى أرساها الرئيس خلال فترة حكمه لمصر وتحقق فعليا فى شكل هذه البرامج مثل التأمين الصحى الشامل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة