محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الفساد.. بين الحرب والإرادة !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 09 ديسمبر 2019 - 07:39 م

أمس كان اليوم العالمى لمكافحة الفساد.. ومكافحة الفساد ظلت لعقود بمصر مصطلحاً سيئ السمعة.. لا يذكر الا وتجد خلفه مئات الحالات من الفساد الفج ومختلف أنواعه.. المستتر والأخلاقى والسياسى والاجتماعى الخ.. فساد لا تستطيع أعتى أجهزة المكافحة القضاء عليه أو حتى محاصرته.. وإذا كنا نتحدث عن فساد ترسخ فى عهد مبارك من استيلاء على أراضى الدولة وثرواتها.. والتزاوج الفج بين المال والسلطة منبتا فسادا ينخر فى جذور الدولة وثوابتها.
وخلال عام الإخوان ورغم أن مصر كانت فى مخاط ثورة هادرة.. وأعين ثاقبة وباحثة عن أى شبهة فساد بل واختلاق وقائع فساد.. ورغم كل هذا غرس الإخوان بذور فساد لا أراه مختلفا عن عصر مبارك بل ربما أشد لتستره بشرعنة الثورة.. بذور تزاوج للمال بالسلطتين السياسية والدينية..وهو امر لو تعلمون عظيم العواقب.. والتغلغل فى مفاصل الدولة وإبعاد كل من ليس إخوانيا.. وفساد كان يجهز بليل من تنازل عن أراض وتأجير لتاريخ وكنوز.. وفتح البلاد للقتلة باسم الدين.
الآن.. هل الوضع كما هو أم بدأت الحرب على الفساد.. الأمران خطأ فلا الوضع كما هو ولا بدأنا حربا على الفساد..ما تشهده مصر بداية لعملية إبادة تامة واقتلاع الفساد من جذوره.. فلنتحدث بصراحة.. هل هناك من يستطيع الاستيلاء على شبر من أراضى مصر «وليس ملايين الأفدنة كما كان» بغير وجه حق أو دون علم الدولة.. هل هناك مواطن مهما كان سلطته يأخذ ما ليس حقه.. وإذا كان هناك موظف كما يقال بالبلدى «قلبه قاعد» ويطلب رشوة.. هل يأخذها بنفس بجاحة أمثاله بالماضى؟
الأمر يحتاج صفحات لرصد أين كنا وأين أصبحنا بمكافحة الفساد.. كيف تذيلنا القائمة الدولية بمؤشر المكافحة لعقود.. وكيف أصبحنا نتقدم بالعشر والعشرين مركزاً سنوياً.. كل هذا وراءه كلمة واحدة فقط.. ألا وهى الإرادة.. ففى مصر الان إرادة حقيقية اطلقها وحماها رئيس الجمهورية لمكافحة الفساد.
ولعل أسئلة مهمة تلح علينا.. أولها أين كانت أجهزة مكافحة الفساد وكيف فشلت فى مواجهته؟ وقد وجهت السؤال لأحد كبار المسئولين بأحد تلك الأجهزة.. فأجاب :- صدقنى لم يتغير أداؤنا مطلقا.. لكن فى الماضى كنا نرصد وقائع ونبلغها لرأس الدولة ويقال اتركوا لنا الأمر.. وهناك ما كان يتم التصرف الصح فيه وأخرى تموت إكلينيكيا.. الان هناك ضوء أخضر من رأس الدولة بالتصرف فوريا فى أى واقعة فساد دون الرجوع لاحد.. لذلك شاهدنا محافظين ووزراء يسقطون وتعلن تهمهم عكس ما كان يحدث.
والسؤال الثانى يثيره البعض خاصة المستثمرين حول أن ترتعش أيدى المسئولين وتعقد الأمور.. والإجابة تكمن فى إدارة تم استحداثها بهيئة الرقابة الإدارية صاحبة اليد العليا فى إبادة الفساد بتعلميات من رئيس الجمهورية وهى إدارة الاستثمار مهمتها تشجيع الاستثمار وحل أية عقد أو عوائق أمامه وفورا ومعاقبة من يعرقل إجراء سليما.
مصر ياسادة وحقا تبيد الفساد.. فأهلا ومرحبا باليوم العالمى لمكافحته.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة