صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مقالات القراء | حياة الإنسان نعمة من الله

نادية البنا

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 - 02:05 م

تنشر بوابة أخبار اليوم مقال للمواطن محمود عبد الحكيم، للنشر ضمن مقالات القراء في تبويب صحافة المواطن.

الحياه ماهى؟؟؟؟
إنها من المنح الربانيه ومن العطايا الإلهيه ومن الإختبارات القويه ومن المقدرات السماويه ومن النعم التى أكرمنا الله بها كى نحقق من خلالها الشكر له سبحانه وتعالى ونعبده حق عبادته كما وصفها الله فى كتابه الكريم بقوله :-
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).


قال أبن كثير رحمه الله: «ومعنى الآية أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ومن عصاه عذبه أشد العذاب وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم» كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
ويؤكد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-


« قال الله عز وجل: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك ».

 

مما سبق يتحقق لنا أن الحياه نعمه من الله تبارك وتعالى يجب أن نستغلها أفضل إستغلال فى عبادته والتقرب منه حتى نعود إليه محملين بالحسنات وبصفحات بيضاء خالية من الذنوب والسياءات حتى ننعم برضاه وبجنته التى عرضها الأرض والسموات.

 

ولكى نكون واقعيين فلابد أن نعترف بأن الحياه مليئه بالمصاعب و الشدائد والكثير من الابتلاءات التي تصيبنا والتي نتعرض لها في حياتنا ، سواء كانت في الأبدان أو الأموال أو الأولاد.


فهذا مريض مرضا مزمناً أو فقد عضواً من أعضاء جسده أو حاسة من حواسه وهذا خسر كل ما يمتلك وتلك خسرت فلذة كبدها أو زوجها وأخرى تأخرت فى الإنجاب وغير ذلك الكثير من الأمثلة على إختبارات المولى جل جلاله لنا فى حياتنا.

 

حتى الأنبياء والرسل لم يسلموا من الابتلاءات فقد ابتلاهم الله عز وجل لاختبار مدى صبرهم وثباتهم وقوة إيمانهم فهذا سيدنا نوح عليه السلام ابتلاه الله في عصيان إبنه وهذا ابتلاء من الله لسيدنا أيوب عليه السلام حيث صبر على الألم والعذاب الجسدي حتى صرنا نقول كل يوم (يا صبر أيوب) للدلالة على قوة صبره وتحمله وإيمانه بأن فرج الله قريب ونصر الله له عظيم.


وسيدنا يوسف عليه السلام الذي تميز بالابتلاء بالجمال الأخاذ الذي عَرضه لفتنة الشهوة من امراة العزيز ورسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ذاق كل أنواع الابتلاءات من تعذيب قومه له وسخريتهم له وفقدان زوجته السيده خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وفقدان أولاده وأحبابه وهجرته للأرض التى أحبها وخروجه من وطنه.

 

كلها ابتلاءات مؤلمة موجعة تنزف لها القلوب ولكنها تأتينا محملة برسائل ربانية عظيمة لا يدركها إلا المؤمن بقضاء الله وقدره الذي يدرك أن أمره كله بيد الله وحده و لولا الابتلاء والفشل ما كان هناك عظماء و ناجحين مشهورين أصبحوا نماذج مشرفة تبعث إلينا برسائل إيجابية فالأنبياء لولا ابتلاءاتهم ما كانت تصل رسالاتهم للناس ولا آمن بهم الناس.

 

وفى عصرنا الحديث نجد الدكتور طه حسين الكفيف الذي تغلب على ابتلائه في فقدان بصره أصبح عميد الأدب العربي ووزيرا للمعارف .


وهاهو إينشتاين لم يكن يستطيع التحدث حتى سن الرابعة و أحد مدرسيه قال أنه سيظل شخص عديم القيمة طوال حياته فقد أصبح عالم فيزياء و حاز على جائزة نوبل.


وهناك الكثير من الأمثلة ونماذج كثيرة مشرّفة لو درسناها حق الدراسة وتمعنا في حياتهم وأفكارهم ثم طبقنا منها ما يناسب حياتنا لأصبحت أسماؤنا موجودة بجانب أسمائهم فى قائمة أسماء الناجحين المتميزين.

ومع ذلك يجب الإنتباه بأن الابتلاء ما يقع إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة ، يقول الله تعالى { {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} }.
ومن نعمة الله على عباده أنه جعل تلك الابتلاءات كلها كمنبهات تأتي إلينا محملة برسائل معينة تختلف باختلاف صاحبها وأهمها أن يوقظ الإنسان من غفلته عن ربه ومن هنا يعرف الإنسان المؤمن من العاصى.

أخيراً :-


فالدعوة لنا جميعاً كى نعلم أن
من نعم الله على الإنسان أنه هيأ له جميع ظروف الحياة الجميلة وجعله حر في تصرفه بشرط أن يكون تصرفه ضمن ضوابط الشريعة ومن واجب الإنسان أن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه ولابد أن يتفكر في مخلوقات الله ليستطيع أن يُدرك كل هذه النعم فبعض النعم باطنة لا يُدركها عقل الإنسان إلا إذا تفكر بها واكتشفها وكلما كان تقدير الإنسان لهذه النعم أكبر كلما غمرت السعادة قلبه بشكل أكبر وكلما كان شعوره بالرضى أكبر خصوصًا أن النعم التي يراها الإنسان في الدنيا ما هي إلا جزء بسيط جدًا من النعم الكثيرة التي سيراها المؤمنون في الآخرة وكلما زاد الشكر زادت هذه النعم فالله تعالى يقول فى كتابه العزيز (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).


ولاكن يجهل الكثير من الناس أهمية النعم التي لديهم ولا يحسنون إستغلالها ولا يشكرون الله عليها لأنهم لا يعرفون قيمتها إلا إذا فقدوها ومن بين هذه النعم نعمة البصر والسمع والصحة التامة والجسد القوي، ولو مر الإنسان بمرض ما يسلبه هذه النعم فيعرف وقتها حجم الصعوبة التي يواجهها في حياته لذلك فإن الشكر على النعم يعنى دوامها ويجب أن يكون الشكر لله تعالى والثناء عليه في كل وقت لأن جزاء الإحسان بالإحسان.

 

فمن يقبل تلك الدعوة؟؟؟؟؟؟؟؟.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة