يــاســر رزق
يــاســر رزق


ورقة وقلم

فى مطلع الألفية الثالثة لأيام رئاسة السيسى

ياسر رزق

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 - 07:15 م

 

أحيانا يبدو الزمن مهما طال كلمحة برق.
وأحيانا يبدو مهما قصر كسجن سرمدى.
أحيانا يتحول الزمن إلى مسافة هائلة بين مكانين. وأحيانا يصير المكان رحلة انتقال بين زمنين.
ليس فى الأمر أحاجى ولا ألغاز.
بعض منه يعبر عما جرى بين يومى ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣ يوليو ٢٠١٣.
وبعض منه يعكس المقارنة بين واقع ماكان يوم ٨ يونيو ٢٠١٤، وحقيقة ما صار بعده بألفى يوم.
< < <
لا أكاد أصدق أن سبع سنوات مضت على تلك الأيام العصيبة التى عشناها فى العشر الأوائل من ديسمبر ٢٠١٢.
مشاهدها تترى فى مخيلتي. كأنى أراها الآن رأى العين.
حشود ضخمة من المتظاهرين من الغاضبين تنطلق من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية فى مليونية «الكارت الأحمر»، تهتف لأول مرة بسقوط حكم المرشد، وتنزع الشرعية عن الرئيس الاخوانى محمد مرسى بعد خمسة شهور وبضعة أيام لا غير فى سدة الحكم.
كان الشارع المصرى يفور سخطاً على جماعة الإخوان ورجلها فى مقر الرئاسة، فى أعقاب الاعلان الدستورى الذى أصدره، والمذبحة التى ارتكبتها ميليشيات الجماعة على أبواب القصر على مرأى ومسمع من الرئيس وبتحريض من قيادات الإخوان.
كانت السياسة فاسدة عطنة، والاقتصاد منهاراً ركاماً فوق حطام.
كان الهواء عفناً يفوح بروائح الاقصاء الإخوانى الحقود، والاستحواذ  المريض الأعمى، والتسلط الجهول على أمور البلاد والعباد.
كان المجتمع متناحراً، وكان الصف عشوائياً معوجاً، والبنيان مشروخاً منقسماً.
كان وجه مصر غابراِ، مغبراً بأتربة تعصب وكراهية وفتن، أثارها الأخوان فرادى وجماعة وحلفاء، لتغير ملامح بلد كانت تنضح محبة وسماحة.
كان الوطن أسيراً، لكن الناس أخذت تستفيق من حالة الغفلة والخدر..!
< < <
لم أفقد إيمانى يومئذ، بأننا - كما كتبت فى الأسبوع الخامس لحكم المرشد - نعيش جملة اعتراضية فى تاريخ الوطن، لن نلبث أن نتجاوزها فى عام أو بعض عام.
ولم أفقد إيمانى بأن جوهر الكتلة الوطنية سليم لم يخدش، يصونه جيش لا يتحزب ولا يعرف الطائفية، وأن جماعة الإخوان التى جاءت الى فضاء الحكم فى مصر من ثقب أسود فى الزمان، سوف يبتلعها الثقب فى لا زمن لتصبح  نسياً منسياً.!
مثلما لم أفقد يقينى، بل ظل يزداد رسوخاً، بأننا - وكما كتبت مرات عديدة منذ الثالث من يوليو ٢٠١٣ - نعيش حالة لقاء نادر بين المكان والزمان - بين هذا البلد ورجل الأقدار، الذى سيق لنا ليجدد شباب هذه الأمة ويبنى لمصر مجداً جديداً،
ذلك الالتقاء، لم يعرفه هذا البلد منذ عهد الفراعنة إلا مرتين. الأولى فى عهد محمد على، والثانية فى عهد جمال عبدالناصر.
فى المرتين وبكل أسف سرعان ما حدث الفراق بين المكان والزمان، وبقيت الذكرى..!
الذى يجمع محمد على بعبدالناصر بعبدالفتاح السيسى هو الدراية بحقائق الجغرافيا المصرية والوعى بالعلاقة الفريدة بين الأرض والبشر، أو بين المكان والناس.
 يجمع بينهم أيضاً إدراك بأن وقائع التاريخ ليست قصص ماض، بقدر ما هى معالم اتجاه على طريق مستقبل.
لعل السيسى يعرف من تجربتى سابقيه أن التاريخ ينهزم والمستقبل يتوارى، إذا تمددت الجغرافيا، واستطالت الخطوط على خرائطها، فى غير استعداد لتبعات ودونما تحسب لمؤامرات.
ولعله يعلم أيضا أن الجغرافيا تتقوقع والأرض تتقلص، إذا بقيت وقائع التاريخ مثار تشكيك لا مصدر تدبر والهام، وإذا تخبطت خطى المستقبل، وزالت الحدود بين ما يجب القيام به، وما يتعين الإحجام عنه.
غير أن أبرز ما يميز السيسى أنه حذر حين يقارب الاقدام تخوم المقامرة، وأنه مقدام حين يلامس الحذر خطوط الجمود والارتعاش.
هكذا عرفته،منذ تعرفت عليه قبل تسع سنوات مضت إلا قليلا، وهكذا عرفناه منذ الثالث من يوليو ٢٠١٣ بطلا شعبيا، ثم منذ الثامن من يونيو ٢٠١٤ رئيساً وقائداً وزعيماً.
< < <
لا أكاد أصدق أن ألفى يوم وازدادوا عشرةً، تفصل بيننا وبين يوم أن تولى السيسى المسئولية رئيسا للجمهورية.
تبدو الأيام التى مضت منذ شاهدته يوقع وثيقة تسلم السلطة فى قصر القبة، وكأنها طرفة عين.
لكن إذا نظرت أنت وأنا من حولنا، واستعرضنا الأحداث التى مرت على البلاد، وطالعنا خريطة مصر وما استجد عليها فى الألفى يوم التى مضت على رئاسته، تبدو تلك الفترة وكأنها عقود طويلة ممتدة.
يقول السيسى إن ما تحقق على أرض مصر فى خمس سنوات، لم يكن ممكنا أن يتم فى أقل من 10 سنوات أو ربما 15 سنة فى  عهود أخرى أو دول غيرنا.
الحق أن تواضع السيسى يغلب دقة تقييمه. فالإنجازات التى نراها شمالا وجنوبا وشرقاً وغرباً، كانت تحتاج ما بين 40 الى 50 عاماً مع آخرين، ليست لهم رؤية وفكر وعزم رجل الأقدار، ومع جيل لم يفجر ثورتين ويمسك أمر بلاده ومستقبله بيديه.
نقارن السيسى ومشروعه الوطني، بمحمد على وعبدالناصر، برغم أن السيسى لم تمض عليه سوى 5 سنوات وبضعة شهور، بينما أمضى محمد على 43 عاما فى الحكم، وأمضى عبدالناصر 16 عاما، وبرغم أن محمد على بكل استبداده وسلطويته لم يقبض على زمام الأمور فى مصر، إلا بعد أن تخلص من المماليك فى المذبحة الشهيرة التى جرت بعد مرور 6 سنوات على توسده السلطة.!
< < <
مضى ألفان من الأيام على رئاسة السيسي، ودخلنا الألفية الثالثة.
فى الألفية الأولي،كان الهدف الرئيسى للسيسى هو تثبيت دعائم الدولة.
كانت المهمة باختصار هى استكمال تحديث وتطوير القوات المسلحة، وبناء المؤسسة التشريعية عن طريق إجراء انتخابات برلمانية حرة، وبناء مؤسسة الرئاسة بعد أن أصابها عطب فى أعقاب ثورة يناير، ثم تخريب شبه كامل أثناء عهد الاخوان.
وفى القلب من كل ذلك، خاضت مصر معركة شرسة مع الإرهاب فى الوادى وفى شمال سيناء تكللت باحتواء الخطر الارهابى والقضاء على الجهاز العصبى للميليشيات الارهابية وتدمير خطوط امدادها، وفى ذات الوقت خاضت معركة أخرى لإعادة الأمن والاستقرار الى الشارع المصرى الذى ضربت الفوضى فى جنباته، واستطاعت قوات الجيش والشرطة تحقيق نتائج مبهرة فى المعركتين.
كان تقدير السيسى أن مرحلة تثبيت دعائم الدولة سوف تستغرق ٤ سنوات، لكنه وكما تعود استطاع انجاز المهمة فى ثلاث سنوات فقط.
تمكن السيسى من تثبيت ركائز الدولة المصرية فى الداخل، ومعها استطاع أن يعيد محاور السياسة الخارجية المصرية الى مداراتها الصحيحة ودوائرها المعروفة.
كانت مصر فى عزلة حقيقية عن عالمها، فى أثناء حكم الاخوان، ثم زادت فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو نتيجة عدم فهم حقيقة ما جرى فى مصر بإرادة الشعب، وأيضا بسبب تمكين قوى فى بعض الدول الكبرى للإخوان من الانفراد بالحديث للمنابر الاعلامية وتصوير أنفسهم فى صورة ضحايا انقلاب عسكرى على غير إرادة الشعب..!
عادت مصر الى أمتها العربية، واستعادت دورها، ساعية للبحث عن حلول لأزمات الدول القاعدية كسوريا والعراق وليبيا واليمن، فى إطار استنقاذ الدولة الوطنية وبناء الجيوش الوطنية، وتقلدت رئاسة القمة العربية، وترأست اجتماعات شرم الشيخ.
استعادت مصر مقعدها فى الاتحاد الأفريقى، بعد أن كانت عضويتها مجمدة فى المنظمة الأفريقية الأم، واختيرت لرئاسة الاتحاد فى دورته الحالية تعبيرا عن تقدير دول القارة لمصر الجديدة.
أرست مصر قواعد دروها الجديد/ القديم، فى عالمها، كداعية للسلام والاعتدال وراعية للاستقرار والأمن ومبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وكصوت مسموع دفاعا عن الحلول السياسية للقضايا والأزمات، وتكللت جهود الدبلوماسية المصرية التى رسم السيسى مساراتها، ببناء علاقات استراتيجية متوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد  الأوروبى فى آن واحد، واختيرت مصر عضوا بمجلس الأمن لمدة عامين.
< < <
وبرغم ما كانت تتطلب تلك المهام الصعبة داخليا وخارجيا خلال الألفية الأولى من تركيز فى الجهود والموارد، إلا أن ذلك لم يصرف انتباه السيسى بعيدا عن حلمه وحلم المصريين فى بناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة، فكانت الانطلاقة الهائلة للمشروعات الوطنية وعلى رأسها ازدواج قناة السويس الذى أطلقه السيسى بعد مضى أقل من شهرين على توليه الرئاسة.
< < <
حين وصفت السيسى بأنه رجل الأقدار، كان ذلك لأنه الرجل الذى حدث بظهوره لقاء آمال الشعب بإرادة القائد، والتقاء عبقرية الموقع بتاريخ جديد للمكان.
وكنت محقاً.
ملفات «الحلم المصرى» التى أخرجها السيسى من حقيبته الشخصية، لأطالعها فى سرعة حين التقيته وهو مرشح لانتخابات الرئاسة الأولى، لم تكن مجرد أفكار بنت لحظة الترشح، ولا مجرد أحلام وردية اقتطفت من كل بستان فى الخيال، بل كانت حصاداً منقحاً لدراسات اجتهدت فيها العقول المصرية على مدى عقود، واصطدمت بعجز الهمة قبل أن يقعدها نقص الموارد. وكانت أيضا خلاصة رؤى شخصية للرجل، مدعمة بأبحاث علمية تحيل الرؤى إلى مشروعات واضحة الجدوي.
نعم.. لم يكن السيسى وهو وزير للدفاع يريد أن يحكم مصر.
لو كان يريد، ما جاء الدستور ببعض البنود التى جاء بها وعلى رأسها سبيل اختيار موقع وزير الدفاع. وما كنا فى حاجة إلى اجراء تعديل على دستور ٢٠١٤، بالذات فيما يتعلق بمدة الرئاسة.
وكنت شاهداً بالدليل على عدم رغبة السيسى مبكراً فى خوض انتخابات الرئاسة وكان ذلك يوم ٢١ يوليو ٢٠١٣.
لكن أستطيع أن أقول إن السيسى منذ شبابه المبكر تمنى لو كان الأمر بيده، ليغير وجه مصر المكدود المتعب، ويعيد إليها شبابها المضيء، ورونقها المتألق، ويبنى لها مجدا يليق.
لذا.. بدا السيسى منذ اللحظة الأولى لترشحه، مستعدا لحكم مصر، بالرؤى والأفكار والمشروع الوطنى الجاهز، وقبل ذلك بالإرادة الغلابة.
ظهر السيسي، وكأنه أخرج خريطة مصر من جيبه، ورسم عليها من سيناء إلى السلوم ومن بورسعيد إلى حلايب ومن دمياط إلى أبوسمبل ومن رأس الحكمة إلى العوينات، مدنا ومطارات وموانيء ومحطات كهرباء وطاقة ومزارع ومصانع، وخطط عليها شرايين الاتصال من طرق وجسور وأنفاق، وحدد لكل مشروع زمنه وخصص له موارده فى إطار خطة شاملة مدروسة ذات أولويات.
< < <
الألفية الثانية من أيام رئاسة السيسى تركزت على إجراء الإصلاح الاقتصادى والانطلاق فى المشروعات الكبرى والعملاقة.
كل شىء كان مخططا بدقة.
وكل شىء كان له وقته وأوانه.
ماكان ممكنا للإصلاح الاقتصادي، وأهم عناصره هو تحرير سعر الصرف أن يتم قبل تثبيت دعائم الدولة وتحقيق الاستقرار الداخلى واستعادة الأمن فى البلاد.
وما كان ممكنا أن يتم مشروع ازدواج قناة السويس وشراء محطات الكهرباء الألمانية العملاقة، بعد تحرير سعر الصرف، وإلا ما استطعنا تدبير التكلفة.
فى نوفمبر ٢٠١٦.. انطلق الاصلاح الاقتصادى بخطى كبيرة مدروسة، وتحمل الشعب مرارة الإصلاح ثقة منه فى رؤية القائد وتوخى قراراته صالح الوطن ومستقبل أبنائه.
ثم جرت أكبر عملية بناء وتشييد فى تاريخ الوطن من أقصاه الى أقصاه.
أربعة تريليونات جنيه هى تكلفة المشروعات التى أنجزت على أرض مصر فى خمس سنوات، بمعدل ٩٠٠ ألف مليون جنيه فى العام.
نحو ١٥ ألف مشروع تكلفت التريليونات الأربعة من الجنيهات، بدءًا من مشروع قناة السويس الجديدة وحتى أنفاق ٣ يوليو جنوب بورسعيد.
أربعة تريليونات تعادل أربعين ألف جنيه زيادة لكل مواطن فى نصيبه من  ثروة بلاده من المشروعات فى خمس سنوات.
 طالع خريطة مصر وضع عليها المشروعات التى أنجزت.
نحو ٨ آلاف كيلومتر من الطرق تختصر زمن الرحلة بين مدن الدلتا بعضها البعض وبين العاصمة ومدن القناة والصعيد وبين الساحل الشمالى والوادى وساحل البحر الأحمر.
وخمسة أنفاق أسفل قناة السويس، افتتحنا أربعة منها ويجرى العمل فى الخامس شمال مدينة السويس تنهى عزلة سيناء وتربطها دون انقطاع بالعاصمة والوادى وتيسر حركة الصناعة والزراعة على أرض سيناء والتجارة بينها وبين الدلتا والوادى.
١٤ مدينة جديدة من الساحل الشمالى الى الضفة الشرقية للقناة وصعيد مصر، وأهمها العاصمة الادارية الجديدة التى تنتقل إليها الحكومة فى منتصف العام الجديد ومدينة العلمين المليونية التى تعد جوهرة ساحل الريفيرا المصرى على ساحل جنوب البحر المتوسط.
تدشين مشروع المليون ونصف المليون فدان، بجانب مشروع صوبات المليون فدان، والبدء فى مشروع المليون رأس ماشية للحوم والألبان، ومشروعات الاستزراع السمكى بشرق القناة وشمال الدلتا فى بركة غليون.
تطهير البحيرات الشمالية المصرية وأهمها بحيرة المنزلة بتكلفة مائة مليار جنيه، وليس الغرض فقط استعادة قدرتها على إنتاج الأسماك، وإنما حماية سكان مدن شرق وشمال الدلتا وبورسعيد من تناول مياه الشرب الملوثة، وزراعة المحاصيل والخضر والفاكهة بمياه الرى الملوثة بالصرف الصحى والصناعى واستزراع الأسماك على مياه سامة تتربى عليها أسماك مسممة ناقلة للأمراض الخطرة.
إنشاء حزمة من الموانئ فى شرق بورسعيد والعريش والطور وغيرها وحزمة من المطارات فى العاصمة الإدارية وغرب مدينة أكتوبر والمليز بسيناء وغيرها.
< < <
لست أحصر مشروعات التريليونات الأربعة من الجنيهات حصرا، ولا أعدد إنجازات الألفى يوم فى رئاسة السيسى!
قطعا لست أرد على ترهات وأكاذيب جماعة الإخوان، فهؤلاء لن يؤمنوا ولو رأوا الله جهرا..!
إنما أرغب فى أن أنشط ذاكرتى معكم لنثق فى سلامة خطواتنا على درب الألفية الثالثة من الأيام، ونحن نشيد صروح الدولة المصرية الحديثة وننجز مشروعنا الوطنى ونحميه بالجيش الباسل وبإصلاح سياسى يعمق مشاركة المواطن فى حكم بلاده.
< < <
منذ أيام.. بدأنا خطواتنا الأولى فى الألفية الثالثة من أيام رئاسة السيسى، وكانت أول خطوة أطلقها الرئيس هى توصية بتخصيص مائة مليار جنيه لدعم الصناعة المصرية مع اسقاط المديونيات والفوائد على أكثر من خمسة آلاف مصنع مصرى متعثر، وأتصور أن العام الجديد سيكون عاما للصناعة المصرية بإعلان من جانب الرئيس.
ولعل الصحوة واضحة الآن، بأنه ما كان يمكن الانطلاق فى التصنيع ولا جذب رؤوس الأموال والمستثمرين إلى الصناعة، لولا إنجاز البنية الأساسية من طرق بين خطوط الإنتاج وأسواق وموانئ الاستيراد والتصدير.. ومن تحديث المدن والمطارات وتوفير الكهرباء والغاز للمصانع، وتحقيق الإصلاح المالى والنقدى والاقتصادى.  وتوفير البيئة التشريعية المحفزة على الاستثمار.
بدأنا اذن مشروع البناء الاقتصادى، بعد إنجاز عملية الإصلاح.
ولعلنا فى يونيو المقبل، سنشهد افتتاح مشروعات جديدة تكمل صورة مصر الجديدة غير المسبوقة التى وعدنا بها السيسى.
< < <
أولويات الألفية الثالثة التى نخطو على طريقها بدأت بجد ونشاط، تتمحور حول إكمال الإصلاح والبناء الاقتصادى، واستكمال الإصلاح الإدارى برقمنة أجهزة وهيئات الدولة والخدمات الجماهيرية وانتقال الوزارات وأجهزة الحكم إلى العاصمة الإدارية بمفهوم جديد حديث، وليس كعملية نقل أثاث من شقة قديمة إلى أخرى جديدة.
الركيزة الثالثة هى الإصلاح والبناء الاجتماعي، بدءا من اكمال مشروع المليون وحدة للإسكان الاجتماعى والاستعداد لإضافة الجديد حسب الطلب الجماهيرى، والانتهاء من مشروع اسكان قاطنى العشوائيات الخطرة وعددهم مليون إنسان فى وحدات آدمية كريمة وسط مجتمعات عمرانية لائقة مجهزة بالخدمات، وتوسيع مظلة معاش تكافل وكرامة للمستفيدين، والانطلاق فى خطة السنوات العشر للتأمين الصحى على المصريين والتى بدأت بمدينة بورسعيد لتوفير غطاء صحى تكافلى للأسر المصرية كانت الدولة تتحمل فيه مبلغ ١٨٠ جنيها ويقدم من خلالها تأمين صحى فقير، ليصبح ما تتحمله الدولة نحو ٢١٠٠ جنيه توفر العلاج والدواء المناسب للمرضى فى أى منشأة صحية يرغب فيها المريض.
ومع الصحة، يسير مشروع تطوير التعليم ما قبل الجامعى والجامعى فى خطة طموح، تتطلب تعاون الأسر وتفهمها وتتطلب أيضا الصبر على بذور لابد أن تأخذ وقتها فى الرى والعناية حتى تنمو وتزهر.
ولا يكتمل البناء الاجتماعى دون ركيزته الثقافية فى الآداب والفنون وهما عماد وجوهر القوة المصرية الحقيقية، وربما تكون دار الأوبرا فى العاصمة الإدارية مع خطة تحديث قصور الثقافة فى مختلف المحافظات ودعم الإنتاج السينمائى والدرامى والغنائى ومسابقات اكتشاف المواهب، الأساس فى استعادة القاهرة الناعمة المصرية وتعزيزها.
< < <
أما الإصلاح السياسى، فقد بدأنا خطواته الأولى فى عام ٢٠١٩ بإجراء التعديلات الدستورية ولعلنا نستهل عام ٢٠٢٠ بخطوات جديدة تفسح المجال العام لكل الآراء والأفكار، وتعزز حرية الصحافة والإعلام، وتدفع بالحياة الحزبية والممارسة الديمقراطية خطوات واسعة للأمام.
أى منجزات مهما كانت قيمتها عرضة لأن يهدرها جهل أو إهمال أو نزعات شخص أو جماعة تقفز إلى حكم البلاد فى غيبة وجود بيئة سياسية سليمة تفرز القادرين على حكم البلاد وتستبعد الفاشلين والمغامرين وشذاذ الآفاق.
وليس ثمة شك فى أن حرية الرأى والتعبير والتنوع الفكرى والسياسى فى إطار الجماعة الوطنية وتوفير مناخ تداول السلطة، مع الوعى الجماهيرى بالمكتسبات الوطنية، هى السياج الحقيقى الخاص لكل إنجاز على أرض مصر.
الإصلاح السياسى والبناء الدستورى، هما أهم المنجزات التى ننتظرها فى مطلع الألفية الثالثة لأيام رئاسة السيسى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة