آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

الفيسبوك وصناعة الكراهية

آمال المغربي

السبت، 14 ديسمبر 2019 - 07:23 م

 

مجموعة من أكبر تنظيمات اليمين المتطرف فى الغرب تسيطر على موقع «فيسبوك» وتبث الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وشخصيات اخرى.. والموقع لا يعاقبهم مقابل تحقيق الأرباح. هذا ما كشف عنه احدث تحقيق استقصائى قامت به صحيفة الجارديان البريطانية حول الكيفية التى تجنى بها شبكة التواصل الاجتماعى «فيسبوك» الملايين من أرباحها من خلال «صناعة الكراهية» ضد الإسلام والمسلمين وشخصيات اخرى لا تحظى برضا اليمين المتطرف.
ورصد التحقيق الاستقصائي، الذى قامت به الجارديان بالتعاون مع باحثين فى مركز أبحاث الوسائط الرقمية فى جامعة «كوينزلاند» للتكنولوجيا، قيام مجموعة من الحسابات الغامضة التى تتخذ من إسرائيل وأمريكا وأستراليا وبريطانيا وكندا والنمسا وإسرائيل ونيجيريا مقرا لها بإدارة المئات من الصفحات ذات الافكار اليمينية المتطرفة التى يتابعها الملايين، من أجل بث رسائل تنشر الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين وذوى الأصول المسلمة فى الدول الأوروبية والغربية.. ومن يديرون تلك الحسابات عبر فيسبوك يخاطبون عددا كبيرا من مديرى الصفحات الأخرى التى تحمل الفكر اليمينى فى محاولة لاستمالتهم من أجل بث الخطاب المعادى لتلك المجموعات، وتعرض عليهم مقابلا ماديا لنشر ذلك الخطاب، ووصل الأمر إلى تهديد آخرين بالقتل إذا لم يمتثلوا لهم.
وتنشر تلك المجموعات أكثر من ألف نشرة مزيفة أسبوعيا تصل لأكثر من مليون متابع، ويتم توجيه حملات دعائية كبيرة تجاهها، ويتم من خلالها إعادة توجيه الجمهور إلى 10 مواقع أخرى كثيفة الإعلانات لجنى المزيد من الأرباح عن طريق حشد المزيد من حركة المرور «ترافيك» على تلك المواقع.. وقامت هذه الشبكة مؤخرا بتشويه صورة عدد من السياسيين ذوى الأصول الإسلامية، مثل عمدة لندن، صادق خان، وعضوة الكونجرس الأمريكي، إلهان عمر، كما ساهمت فى صعود شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أستراليا وكندا وبريطانيا وأمريكا. كما استهدفت أيضا عددا من السياسيين اليساريين المعادين لخطابات الكراهية تلك، مثل زعيم حزب العمال البريطاني، جيرمى كوربين، بتوزيع منشور مزيف يقول فيه «اليهود كانوا مصدر الإرهاب العالمي»، ومنشور مزيف آخر لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يقول فيه «يمكن لداعش أن يغزو كندا».
​المصيبة الكبرى وهو فشل إدارة فيسبوك أو رفضه منع هذه الشبكات من استخدام منصته لإدارة حملات التضليل والكراهية المنظمة تلك... السبب أن تلك المنظمات تدفع حملات إعلانية ودعائية ضخمة جدا.. ورغم ان المتحدث الرسمى لـفيسبوك قال «اننا لن نسمح لأية جهة أن تشوه صورة آخرين، أو تبث خطابا معاديا لهم، وسنعمل على تحسين قدراتنا لمواجهة أى تكتيكات خداع جديدة»
الا ان هذا التعليق لم يوقف تلك الشبكات مؤخرا عن تهديد مهرين فاروقي، أول سيناتور أسترالية من أصول باكسانية مسلمة، من التعرض لحملة تشويه عنيفة من 10 صفحات هددت نحو 500 ألف من المتابعين لها على «فيسبوك» بعدد من الرسائل العنصرية والتهديدات الخطيرة، بسبب تصريحات لها ضد العنصرية فى البرلمان.
​ففى أكتوبر الماضى فقط نشر أكثر من 6795 منشورا مزيفا عن الإسلام، الأخطر، هو أن تلك المنشورات حظيت بـ165 ألف مشاركة، وجذبت 14.3 مليون إعجاب!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة