مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

Watch.IT أول منصة رقمية مصرية

مؤمن خليفة

السبت، 14 ديسمبر 2019 - 07:43 م

فى أواخرسنوات الثمانينات.. ظهر منتج عربى مجهول المعلومات الا من جنسيته الأردنية.. جاء إلى مصر قادما من لندن وأسس شركة للإنتاج الفنى وبدأ فى شراء كنوز الفن المصرى التى لا يوجد مثلها فى أى محطات تليفزيون عربية على الإطلإق.
كالعادة قامت ضجة كبيرة سرعان ما خفتت.. وتم بيع الكثير من إنتاج التليفزيون المصرى مقابل حفنة من الأموال وأصبح من حقه بيعها لحسابه وكسب من ورائها الكثير بسبب تهاون بعض العاملين وقتها فى ماسبيرو وفقدت مصر أهم كنوزها بتواطؤ بعض من أبنائها للأسف الشديد.. واشترى بماله -او بمال غيره لا نعلم- اصول ونيجاتيفات الافلام المصرية واشترى كذلك 99% من دور العرض السينمائية فى مصر التى كانت تملكها الدولة وايضا التى تملكها شركات القطاع الخاص وشركات كاسيت وبعض دور النشر حيث اشترى من خلال شركته «هيرمس» حوالى 90% من اهم واندر الافلام التى انتجتها السينما المصرية على مدى تاريخها واشترى كذلك كل شركات انتاج الكاسيت بما تملكه من تراث غنائى قديم وانتاج موسيقى حديث ثم استدارت هذه الشركة الديناصورية لتستولى ايضا على معظم ما تملكه دور النشر من تراث ادبى واصدارات فى شتى انواع العلم والمعرفة التى ابدعتها العقول المصرية على مر العصور.
وقامت بدفع مبالغ كبيرة وخيالية فى مقابل شراء هذا التراث الحضارى الذهبى ولم يكن فى امكان اصحاب هذا التراث او ملاكه رفض هذه الاغراءات فباعوا ما يملكون وهم لا يعلمون انه اغلى بكثير مما قبضوا.
ولذلك عندما يصبح لدينا منصة مصرية عالمية مثل « «Watch iT « فهو حدث وطنى بكل المقاييس.. حدث يعكس إهتمامنا بثراثنا الفنى الذى لا يضاهيه أى تراث فنى أخر بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.. هو حدث مهم فى إطار استعادة قوتنا الناعمة التى ظلت على مدار التاريخ القريب والبعيد هى جسر التواصل بين مصر وجيرانها ومختلف دول العالم.
قيام منصة مصرية فنية رقمية هو حدث تاريخى لأنه يعنى خطوة هامة فى الحفاظ على تراث فنى وثقافى قل أن يجود الزمان بمثله وأنه لا تهاون بعد الأن أو تفريط فى هذا التراث الوطنى الذى يحكى تاريخ هذا البلد العريق. لا يملك أى تليفزيون عربى مكتبة تراثية وكنوزا مرئية ومسموعة كالتى يملكها ماسبيرو، وبسبب سوء الإدارة ضاعت حقوقنا فى هذا التراث لحساب قنوات فضلت سرقة المحتوى على أن تدفع ثمنه للمصريين، ورغم ذلك لم تجد رادعا. ورغم عمرها القصيراستطاعت المنصة الجديدة منافسة منصات عالمية تعمل لسنوات طويلة ومنها «نتفلكس» الشهيرة.
فقد أظهر استطلاع للرأى أجرته «كراود انليزر» إحتلالها المركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط من حيث المنصات التى يفضلها المشاهدون لمتابعة أفلامهم المفضلة.
وتعتبر هذه مرتبة متقدمة جدًا لمنصة لم يمر على إطلاقها سوى شهور قليلة، ونجاح للمنصة المصرية، التى أكدت صحة وجهة نظر الدولة حينما قررت أن يكون لمصر منصة رقمية قوية تنافس عالميًا. وعملت خلال الأشهر الماضية على إعادة صياغة كنوز ماسبيرو وترتيبها لتقديمها بطريقة عصرية وبجودة رقمية تضاهى المنصات العالمية ولا سيما مواقع الإنترنت كانت قد استباحت هذا المحتوى وحققت منه ملايين لحسابها الخاص.
ولذلك فإن إدارتها لحقوق المحتوى الرقمى لمكتبة التليفزيون يأتى ضمن دورها كإحدى الشركات الوطنية للحفاظ على تلك الثروة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة