د.هشام حسن خلال الحوار
د.هشام حسن خلال الحوار


حوار| خبير الكبد العالمي د.هشام حسن: تعلمت 5 لغات في سن 15 عامًا.. و«حصة» واحدة.. غيرت حياتي

غادة زين العابدين

الأحد، 15 ديسمبر 2019 - 03:12 م

هو واحد من كبار خبراء أمراض كبد الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية. وصاحب العديد من الأبحاث العالمية والاكتشافات الطبية في مجال الكبد الدهني الذي يعد أكبر خطر يهدد الكبد خلال السنوات الأخيرة.

هو أيضا طبيب إنسان، حكيم وفنان ومفكر، عاشق للأدب والفن ، يحب الكتابة ، ويعزف العود والبيانو، وهوايات أخرى كثيرة.

هو د.هشام عبد القادر حسن أستاذ ورئيس قسم أمراض كبد الأطفال بجامعة أريزونا الأمريكية .

  

 

..................


كان والدي محاسب قانوني، وكان يشجعني على السفر والتعلم، ويركز بشده علي اللغات،وكان يتقن الانجليزية والفرنسية،ويساعدني في تعلم اللغة، ويقول إن اللغات تفتح نوافذ الفرص، فكان يشترى لي مجلات الأطفال بالفرنسية والانجليزية، وشجعني على دراسة الألمانية في معهد herder institute الذي كان يقع في شارع ويصا واصف بجوار كوبري الجامعة، مقابل 150 قرش كل 3 شهور والكتب مجانية، كما تعلمت الإيطالية خلال عامين في معهد دانتي لايجيري بمنطقه الإسعاف، وفي سن 15 كنت اتحدث 5 لغات هى الانجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية بخلاف العربية، كما كنت حريصا على التفوق الدراسي، وكان قدوتي ابن عمتي الذي كان يكبرني بـ٧ سنوات، وكان الثاني على الثانوية العامة 1964، وحصل على الدكتوره في الهندسة وكان مهندسا عبقريا.

...................؟

كان والدي أيضا يحرص على سفري في الصيف سنويا إلى أوربا وأنا طالب، وكنت أسافر واعمل في الصيف وهى تجربه ثرية لتنمية الفكر والمدارك.

ولم يكن أبى يفرق في أسلوب التربية والتعليم بيني وبين شقيقتاي، فتخرجت الكبرى من كلية الآداب، وحصلت الصغرى علي بكالوريوس تجاره ثم ليسانس آداب وترجمه فوريه.

........................؟

حصة دراسية واحدة غيرت مجرى حياتي، كنت في الصف الأول الثانوي حينما دخل الفصل مدرس اسمه "أستاذ جابر"،كان عائدا من بعثة دراسية لأمريكا، فظل يحدثنا عن أمريكا وتقدمها وجمالها،فأصابني الذهول،وحلمت من هذه اللحظة بالسفر إلي بلاد العام سام، كانت حصة واحدة ، تركنا بعدها أستاذ جابر وانتقل للتدريس في الجامعة،لكنها غيرت مجرى حياتي.

............................؟

ظل حلم السفر يراودني منذ صغري، وكان جيلي كله يحلم أن يكون مثل سير مجدي يعقوب، لكن والدي في ذلك الوقت كان قد تقدم في السن وشعرت أنه يتمنى بقائي بجواره، فتخليت عن فكرة السفر،وبعد حصولي على الماجستير توفي أبي فقررت السفر لاستكمال دراستي وسافرت وعمري ٣٤ عاما.

........................؟

زواجي كان له قصة غريبة، فقد كانت هدى زوجتي صديقة شقيقتي الصغرى،ولم أكن أتحدث معها، لكن الظروف جمعت بيننا في إحدى المناسبات، وشعرنا بتفاهم كبير، وتحدثت معها ذات مرة عن حلم سفري لأمريكا، فقالت لي أنها قضت ٣ سنوات من طفولتها في أمريكا، ومع استمرار الحديث اكتشفت أنها ابنة "أستاذ جابر" صاحب الحصة الوحيدة التي غيرت مجرى تفكيري وجعلتني أتشبث بفكرة السفر.

وكانت زوجتي مثالا للجمال والأخلاق والتدين المعتدل، والإخلاص والتشجيع المستمر، وكل ما يحلم به أي شاب، والحمد لله كان زواجنا ناجحا.

...........................؟

رزقنا الله بكريم وياسمين، ياسمين الآن مذيعة تليفزيونية، أما كريم فهو طبيب، وقد كان من صغره شديد الارتباط بى، ويعتبرني قدوته وكان يتمنى أن يدرس الطب مثلي وأن يكون مثلي في كل شيء، وأصر أن يتبرع لي بكليته حينما أصبت بفشل كلوي، وقد تخرج كريم من نفس الجامعة التي أعمل بها، وكانت أسعد لحظات حياتي حينما منحته بنفسي وشاح التخرج.

......................؟
لدى هوايات عديدة بعيدة عن العلم، فأنا أحب الكتابة، وأعد حاليا كتابا يحكي العديد من الذكريات الفنية التي جمعتها على مدار السنين، أيضا أحب الموسيقى وأعزف البيانو والعود،كما أن لدىّ هواية قد ترينها غريبة، هى تركيب نماذج للقطارات المصغرة، وقد حولت مساحة كبيرة من جراج منزلي إلى ساحة كبيرة لتركيب القطارات وتوصيلها بخدمات عديدة كالمطاعم والكافيهات والإسعاف والمطافئ والمغسلة وغيرها،حتى أصبحت الساحة كأنها مدينة مصغرة متكاملة، أتولى إداراتها وإضاءتها وتسييرها، وكثيرا ما أجلس بها ليلا وأضئ أنوارها الجذابة فيأتي أطفال المنطقة للعب والمتعة، وحبي لهذه الهواية سببه حبي للأطفال وبراءتهم وهو الذي جعلني أتخصص في طب الأطفال.

......................؟

كثير من الأطباء الناجحين يجمعون بين الطب وبين الفكر والفن والثقافة، فالطبيب يتعرض لمواقف صعبة كثيرة مع مرضاه تجعله أعمق فكرا وأكثر حكمة وإنسانية، والثقافة والفن تضفي مزيدا من الإنسانية على الطبيب، وفي عهد الملك فاروق، تلقى أحمد حسنين باشا -بالديوان الملكي- شكوى ضد أحد القضاة لأنه يحضر حفلات أم كلثوم، لكن أحمد حسنين باشا استدعى القاضي وقال له إن من يحب أم كلثوم يكون إنسان ونحن بحاجه إلي القاضي الإنسان.

.....................؟

حكمة تعلمتها من أستاذي الأمريكي د.أوهايو، كان يقول لي حينما يراني غاضبا ومنفعلا من أى شخص أنني  أضيع وقتي في الغضب والكراهية، رغم أن هذه المشاعر لن تضر من أكرهه،بل تضرني أنا.

.......................؟

"لو الزمن رجع مكنتش قعدت برة "، كنت أسافر للدراسة والاستفادة من التقدم العلمي في الخارج ، ثم أعود لأستكمل حياتي في بلدي وسط أهلي وأصدقائي. فالغربة لها ثمن غالي، ويكفي ابتعادنا عن الأهل وعدم مساندتهم في الكبر والمرض، أو فقدانهم ونحن بعيدون،ومن مشاكل الغربة أيضا، عدم الارتباط الكافي بين الأبناء والوطن ، فأنا أعشق جو الأسرة ، وكنت أتمنى لأولادي أن ينفتحوا على الحضارات الأخرى ،لكن يعيشوا في النهاية في بلدهم ووسط أهلهم ، ليجمعوا أفضل ما في الحضارتين.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة