عم فوزي أمير العزوبية المصري
عم فوزي أمير العزوبية المصري


حكايات| يوم في منزل أمير «العزوبية» المصري

محمد وحيد- محمد فاروق

الأحد، 15 ديسمبر 2019 - 04:46 م

يطل على جيرانه من شرفة أرضية صغيرة، يتلقى تحيات المارة: «مساء الفل يا عم فوزي»، فكل التحيات والسلامات تأتيه من الخارج، أما الداخل فهو خاو منذ زمن بعيد، فعم فوزي  أكبر عازب في مصر يعيش دون رفيقة تؤنسه، ليس جبرا إنما هو اختيار حياة بملء إرادته.

 

«عم فوزي» كما يناديه أصدقاؤه وجيرانه أخذ قبل نصف قرن قرارا بعمر الـ 25 بعدم الزواج، حتى تجاوز من العمر الـ 75 عاما، كون خلالها صداقات كثيرة أثناء ترحاله بين دول الشرق الأوسط من جميع أنحاء العالم.


عاشت «بوابة أخبار اليوم» داخل منزل العازب الكبيرة لتنقل لكم حكايته، وسر مقاطعته الجنس الآخر.


فوزي عبد المنعم كان يعمل صانع أحذية من سكان منطقة العباسية، تدخل منزله تجد نفسك فيما يشبه المعرض الكبير للصور، فالجدران مليئة بمشاهد كثيرة من حياة أهله وأصدقائه والذين تتعدد جنسياتهم بين سعودي وعراقي وكويتي وألماني.


يرى «فوزي» أنه من الأفضل أن يعيش وسط جيرانه وأصدقائه المقربين الذين لقبوه بـ«اللوز الأبيض» لأنهم يروه «صاحب قلب كبير وأبيض».
سافر إلى العراق في عمر 22 عاما وقضى فيها سنوات الشباب وبناء مستقبله، هناك قرر عدم خوض فكرة الزواج، وتحدث عن سبب ذلك قائلا: «ذهبت للعمل في العراق كنت أسطى صنايعي، وكان لي 5 مصريين أصدقائي لا يعرفوا القراءة والكتابة، وكنت أقرأ الجوابات المرسلة من مصر لهم، وأقوم بالرد على زوجاتهم ، ومن هنا اطلعت على حياة الزوج في الغربة كيف تسير وكيف أنها حسابات مادية، والخطابات التي تأتي من مصر كلها طلبات، وأنا كنت يدوب بمشي نفسى بالعافية» .


توفي والده وبعدها بعام توفت أمهن وعندما عاد إلى مصر عام 1985، حسم قراره بعدم الارتباط والزواج .

 

يوميات عازب
سرد أمير العزوبية تفاصيل يومه البسيطة: «في المساء أذهب إلى منزل أختي يومياً للاطمئنان عليها، وممكن أنام عندها ولما أصحى في الصباح أصلي الظهر وأتوجه إلى منزلي أقوم بتنظيف المكان أمام المنزل ، وأجهز أكل القطة، وأتابع ما يحدث على التلفاز من أحداث».
وحد لنا طقس يومي لا يستغني عنه قائلا: «عند قدوم الساعة 5 مساءً أغلق التلفاز وأشغل الراديو على أنغام أم كلثوم وقنديل وفريد الأطرش واستقبل أصدقائي بدون ميعاد، فهم مؤنسي وحدتي في المساء».

 

حائط الذكريات
سألناه عن سبب نشر جميع الصور على جدران الشقة، فقال: «بعد وفاة أبي وأمي وزواج أختي عشت وحيداً داخل الشقة فترة طويلة، فقمت بتجميع صور أهلي وأصحابي وقمت بلصقها على حوائط الشقة، ومن ساعتها كل تحرك لي داخل الشقة بشعر بأنهم موجودين حواليا وجنبي مش لوحدي، زادت هذه الصور مع أصدقائي الذي يأتون إلي كل عام أثناء زيارتهم لمصر».

أصدقاء متعددو الجنسيات
قد يكون عدم الزواج له جانب إيجابي وحيد، وهو أن عم فوزي استطاع تكوين صداقات كثيرة مع عدة جنسيات أخرى، فيقول: «عملت في شبابي بدول عديدة منها السودان والعراق الأردن وتركيا ولبنان والسعودية، فلي صداقات من داخل هذه الدول، هناك صور لصديقي السعودي عطية الغامدي، وهو دعاني لأداء فريضة الحج والعمرة فصداقتنا عمرها 20 سنة، وهناك صور خاصة لمستر هانز صديقي الألماني الذي يأتي لزيارتي كل عام تقريباً، وهو شخص محترم محب لمصر والمصريين يأتي لقضاء العطلة السنوية كل عام» .

لا يعرف الندم !
«ابداً لم أشعر بالندم على عدم الزواج وكثيراً نصحوني أصدقائي بالزواج»، عم فوزي يرد على سؤال «هل ندم على قرار العزوبية؟»


ويضيف: «ممكن يكون مش صح قراري ولكني قدرت عيش من غير زواج، ولكن نصيحتي للشباب للزواج من عدمه فهذا امر يخص كل شخص، انما أقول للشباب إن الزواج من سنن الحياة ولابد على كل شخص تكوين أسرة تساعده عندما يكبر على متطلبات الحياة،  فأنا كنت شاهد عيان على مشاكل زوجية كبيرة بين زملائي في العمل أثرت علي بالسلب وحالت دون زواجي حتى الآن».

 

ويختتم عم فوزي يومه معنا بالحديث عن فتاة أحلامه التي وضعها في خياله قبل أن يقرر عدم الزواج، فقال: «لو كنت تزوجت كنت أريدها بنت بلد ومطيعة وتفهم في الأصول»، ثم سكت ثوان معدودة وقال في تحفز: «مش ندمان .. والله لو العروسة سوف تعطيني نقودا وذهبا لن اتزوج».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة