مأساة فرحة بعد اغتصابها : شرّدونا ومش هبيع شرفي بكنوز الدنيا
مأساة فرحة بعد اغتصابها : شرّدونا ومش هبيع شرفي بكنوز الدنيا


بالفيديو| 3 ذئاب قتلوا براءة «فرحة».. ووالدها «يبيع شرفها» مقابل المال

أبو المعارف الحفناوي

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 06:14 م

 

فتاة صعيدية، تحدت التقاليد، لم تستسلم لأي تهديدات، ذهبت لمركز الشرطة، لتبلغ عن المتهمين باغتصابها، لم تنظر إلا للحصول على حقها من مغتصبيها، في واقعة تعد الأولى في قنا، والتي أصبحت قضية رأي عام.

تركت "فرحة" وأسرتها، منزلهم بمركز فرشوط، خشية التهديدات من أهالي مرتكبي الواقعة، المخالفة للعادات والتقاليد الصعيدية، وذهبت لتقطن بالإيجار، في منزل بسيط مع خالتها وخالها، بمنطقة الساحل بنجع حمادي، للهروب من نظرة المواطنين لها.

لم تخش الفتاة الصعيدية كل التهديدات التي لحقت بها وبأسرتها، ووقفت شامخة أمام القضاء، معلنة رفضها التنازل عن حقها، حتى بعد تنازل والدها -التي لا تعرف عنه شيئا منذ فترة بعيدة- عن القضية، الأمر الذي جعل قاضي المحكمة يرفض التنازل وأنها وكيلة نفسها.

تروي فرحة، قصتها، قائلة: "أنا بنت زي أي بنت، مكملتش 17 سنة، كنت أتمنى أكمل تعليمي، وأساعد والدتي، وأتزوج، ولكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس، بعد تعرضي للاغتصاب، من 3 ذئاب بشرية، قضوا على كل أحلامي، بعد أن تناوبوا على اغتصابي داخل الزراعات، وشرعوا في قتلي، ثم توالت تهديداتهم طوال عام مضى، بضرورة تنازلي عن القضية".

وأضافت: "لم أرضخ لتهديداتهم بالرغم من نفوذهم وسلطتهم، وهذا زاد من تمسكي بحقي، خاصة بعد تواطؤ والدي الذي لم أراه منذ زمن بعيد، مع أهل المتهمين، مقابل حصوله على المال نظير تنازله عن القضية، نافية ما يتداوله البعض بأنها ستتنازل عن القضية بأي شكل من الأشكال".

بعيون تملؤها الدموع، تواصل فرحة حديثها، قائلة: "منذ تعرضي للاغتصاب في أكتوبر قبل الماضي، عشت حياة مأساوية بكل المقاييس، كأني فارقت الحياة، لم أستطع الخروج من المنزل، حتى بعد ما تركنا فرشوط، ولم أكمل تعليمي ولم أستطع مساعدة والدتي".

رفضت الفتاة الصعيدية، كل محاولات التصالح، وجميع الأموال التي عُرضت عليها، قائلة: "مش هبيع شرفي بكنوز الدنيا ومفيش أغلى من اللي خدوه مني"، لافتة إلى أن إعدام المتهمين هو الحل الوحيد لتعيش حياة غير الحياة التي تعيش فيها الآن.

"محدش حاسس بالنار اللي أنا فيها".. هكذا توضح والدة فرحة، لافتة إلى أنها تعرضت للتهديدات، ولم تستطع الذهاب إلى عملها، خشية قتلها أو خطفها، لإجبار ابنتها عن التنازل، أما خالة فرحة، فتشير إلى أنهن يعشن حياة مأساوية بكل المقاييس، ولن يستسلمن لأي ضغوط حتى الحصول على حق هذه الفتاة.

وكانت محكمة جنايات نجع حمادي، برئاسة المستشار عثمان سيد محمدين، وعضوية المستشارين أحمد إسماعيل عبد العزيز، ومحمود شوقي موافي، وأمانة سر كرم الطاهر، ويوسف الشيخ، وأسامة الأمير، أجلت محاكمة المتهمين باغتصاب طالبة، بمركز فرشوط شمالي قنا، إلى جلسة 22 يناير لمناقشة الطب الشرعي.

وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر 2018، عندما ضبطت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة فرشوط، برئاسة العقيد جمال سالمان، مأمور المركز، "علي. ك. أ"، 21 عامًا، وشقيقه "محمد"، 19 عامًا، و"مصطفى. ر. ع"، 22 عامًا، لاتهامهم بخطف واغتصاب "فرحة. ع. ر"، 17 عامًا، طالبة، في الزراعات وفي منزل المتهمين الأول والثاني. 

ووجهت النيابة العامة للمتهمين في القضية التي حملت رقم (7623) جنايات فرشوط، والمقيدة برقم (4232) كلي قنا، تهمة خطف الفتاة وهتك عرضها والشروع في قتلها.

وقال إسماعيل سلاوي وعادل مخلوف، محاميا المجني عليها، إن محامي الخصم، قدّم توكيلات لرئيس المحكمة، لوالد المتهمة بتنازله عن القضية، إلا أن المجني عليها رفضت التوكيلات، وأصرت على أقوالها، ورفض القاضي التوكيلات، مشيرًا إلى أنها وكيلة نفسها في هذه القضية، في الوقت الذي طالب فيه محامي المتهمين، بمناقشة الطب الشرعي في القضية.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة