الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 07:32 م

فهم أيضا ساذج ومغلوط للسلوك الدينى.. ما يكاد أن يتقرب أحدهم أكثر إلى الله، حتى يصيبه العبوس، ويفارق الضحك!!.... يشير الإعلامى د.خالد منتصر إلى صورة الفنان حسن يوسف.. كيف كان نموذجا للحضور خفيف الظل، والبهجة والحيوية... وكيف أصبح شخصا آخر، يخاصم الضحك، وربما الابتسام.. وكثير من المحجبات، ما أن يرتدين الحجاب، حتى يهجرن الضحك، كما لو أنه رذيلة، أو كما لو أن الدين نموذج للجهامة..!!
والخوف من الضحك، يتجاوز أيضا السلوك الدينى.. عندما أبديت يوما دهشتى من مفارقة أن الشاعر والمسرحى السورى الراحل ممدوح عدوان.. وهو شخص لا يكف عن الضحك والسخرية أبدا.. كتاباته شديدة الجدية، ولم يفكر أبدا فى كتابة الكوميديا!!.... يومها علق الشاعر اللبنانى عباس بيضون، بأن ممدوح عدوان تربية أحزاب سياسية صارمة، تخشى الضحك!!
الجميع يخشى الضحك.. تلك الحالة من التمرد والخروج.. الجميع يخشى كسر المسافة، والتحرر من كل قيد أو سلطة أو طاعة.. فى رواية (اسم الوردة) لأمبرتو إيكو، كان رهبان القرون الوسطى، يؤمنون بأن (المسيح لا يضحك) ويعادون الضحك.. دس أمين مكتبة أحد الأديرة السم فى الكتاب الثانى من (فن الشعر) لأرسطو، والمخصص للكوميديا، أو (الملهاة).. ليموت كل من يحاول تصفحه، ذلك لخطورة الضحك على العامة، وكمحاولة لمجابهته... لأن الضحك يحرر الإنسان من الخوف، ولهذا يخشاه رجال الدين، الحريصون على سلطتهم وتجهمهم، والحريصون على إشاعة الخوف، خصوصا الخوف المرتبط بالدين...