كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أيادى مصر لم تتلوث بنقطة دماء

كرم جبر

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 07:37 م

دولة عظيمة ورئيس بحجمها، لم ينصرف اهتمامه بما تتحمله بلاده من أعباء وتحديات، وإنما امتدت رؤيته الوطنية الخالصة، إلى ما يحدث فى منطقتنا العربية، بخطاب يعيد إلى الأذهان أمجاد العرب التى نبكى على أطلالها.
بعض الدول ترى أن علو شأنها لا يأتى إلا بتقزيم الآخرين.. إلا مصر.. وبعضها يرى أن مصالحه تتحقق باستمرار اشتعال الحروب وتشريد الشعوب.. إلا مصر.
وخلال جلسات منتدى الشباب الدولى، اتسمت رسائل الرئيس بالوضوح التام والرؤية المخلصة، التى تنبع من الحرص على هوية هذه المنطقة التى تشتتت وتمزقت بسبب التدخلات الخارجية، فجعلتها أطلالاً.
الرئيس يقول بدلاً من أن تدفع بعض الدول مليارات الدولارات لاستيعاب المهاجرين فى الدول الأجنبية، الحل هو أن تتركوهم يعودون إلى بلادهم الأولى بهم، وأن ترفعوا أيديكم عن بلادهم.
اتركوا البلاد تعيش وشعوبها تستقر، بدلاً من تفاقم الأوضاع بسبب استمرار التدخلات الخارجية وتضييع الوقت.. سوريا -  مثلاً - تستعيد استقرارها ليعود إليها شعبها ويتركوا الدول التى هاجروا إليها.
تجربة مصر فى التعامل مع الهجرة وضحها الرئيس بموضوعية شديدة، فمنذ عام 2016 لم يخرج مركب واحدة من الأراضى المصرية.. لأن الدولة استعادت قوتها وقدرتها على ضبط منافذها.
قضت مصر على الهجرة غير الشرعية بعد أربع أو خمس سنوات، ولم تكن تستطيع قبل استعادة الدولة الوطنية، وليس من الإنسانية أو العدل أن تترك المهاجرين من أى دولة جاءوا منها يموتون فى البحر.
لا يكاد يخلو لقاء إلا ويتحدث الرئيس عن الدولة الوطنية، وهى البلسم الشافى لكل أمراض المنطقة والذى أدى انهيارها إلى الخلل الاستراتيجى الذى تدفع ثمنه الدول والشعوب.
مصر لا تصف المهاجرين الذين وصل عددهم إلى ستة ملايين بأنهم لاجئون، بل ضيوف على أراضيها، وبعضهم يدير شركات ومشروعات استثمارات، وتتعامل معهم الدولة المصرية بمنتهى الاحترام، وتراعى وسائل الإعلام محاذير كثيرة حتى لا تحدث ردود أفعال سلبية.
الرئيس يتحدث عن مصر الدولة الكبيرة، التى لم تتلوث أيديها بنقطة دماء عربية واحدة، ويرتبط أمنها القومى بما يحدث فى ليبيا، إلا أنها ترفض التدخل المباشر، رغم قدرتها على ذلك، مراعاة للشعب الليبى الذى لن ينسى التدخل فى شئونه الأمنية.
فلسفة الرئيس أن بلاده لن تكون قوية إلا إذا كان شعبه متماسكا ومصطفاً، ويقف على أرض صلبة، يبنى ويعمر ويحارب الإرهاب، وتسير كل الخطوط فى اتجاهات متوازية، دون تفضيل بديل على آخر.
الرئيس دائماً يحرص على عبارة «أنا معملتش ده لوحدى احنا عملناه كلنا»، اعتزازاً بشعبه الذى وقف فى ظهره سانداً وداعماً ومؤيداً ومتحملاً ظروفاً صعبة حتى تجتاز بلاده التحديات، ويفخر دائماً بأن ما تم إنجازه فى أربع سنوات، لم يحدث مثله فى عشرات السنين.
دولة عظيمة ورئيس بحجمها وشعب يثق أن بلده ستصبح فى غضون سنوات قليلة فى مكان آخر، قوية متعافية وصلبة، إنه المصرى «كريم العنصرين».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة