عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

مصر والتهديد الليبى

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 07:49 م

ما يحدث فى ليبيا يمثل تهديدا للأمن القومى المصرى يسوغ لها التدخل عسكريا فى المسألة الليبية.. وإذا كانت لم تفعل ذلك فليس معناه أنها سوف تقف مكتوفة الأيدى، وإنما سوف تدافع عن أمنها وتحميه القومى بكل الوسائل والسبل.


هذا ما يمكن أن نستنتجه ونفهمه من حديث الرئيس السيسى فى إحدى جلسات منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة الذى يعقد فى مدينة السلام الجميلة شرم الشيخ.


أما ما يحدث فى ليبيا يمثل تهديدا للأمن القومى المصرى فهو امر لا يحتاج لتفسير أو تعليل.. فهى خلال السنوات التى خلت تمثل حضانة للإرهابيين توفر لهم ملاذا آمنا والرعاية والدعم بالمال والسلاح وتصدر العديد منهم لنا، فى وقت نخوض فيه حربا ضارية ضد الإرهاب كان لنا فيها شهداء ومصابون.. وبالطبع من حق مصر أن تواجه هذا الخطر القادم لها من الأراضى الليبية أن تتدخل عسكريا لصد هذا الخطر كما قالها الرئيس السيسى بوضوح لا لبس فيه.


أما إنها لا تفعل ذلك احتراما للشعب الليبيى،كما قال الرئيس السيسى أيضا، فهذا لا يعنى أن تسكت على هذا الخطر وتتجاهله وتتركه يستفحل ويزداد تهديده لأمنها القومى.. فهناك الكثير مما يمكن ان تقوم به مصر لحماية أمنها القومى وصيانته.


ومن المفروغ منه بالطبع أن تقوم مصر بحزم بحماية حدودها عسكريا مع ليبيا، مثلما هو مفروغ منه أيضا أن تقوم بحماية ثروتها من الغاز فى شرق المتوسط.. غير أنها بجانب ذلك يمكنها أن تقوم بالكثير لحماية أمنها القومى من الخطر القادم لها من الأراضى الليبية والناجم عن وجود ميليشيات إرهابية فى الأراضى الليبية التى لم يبسط الجيش الليبى سيطرته عليها بعد، ووجود قوى إقليمية تقدم لها الدعم والمساندة بما فى ذلك إمدادات السلاح والتدريب على استخدامه، بل أيضاً التلويح بإرسال قوات للقتال معها كما فعلت تركيا.


فإن مصر فى ظل التطورات الأخيرة المتمثّلة فى وقوع حكومة السراج فى أسر تلك المليشيات وتحالفه مع تركيا صاحبة الأطماع العميقة فى منطقتنا العربية، يمكنها أن تبسط يدها أكثر فى تقديم الدعم السياسى الكامل للجيش الوطنى الليبيى وأيضاً البرلمان الليبى.. وفى المقابل يمكن لمصر أن تعلن رفضها الصارم لما ينتهجه السراج من سياسات ويتخذه من مواقف وقرارات، خاصة تحالفه داخل ليبيا مع التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة لجماعات الإسلام السياسى،وتنازلاته خارج ليبيا لتركيا فى غاز شرق المتوسط.. بل إن مصر تقدر أن تقود عملية عربية ودولية لمساندة طلب مجلس النواب الليبيى بسحب الشرعية عربيا ودوليا من حكومة السراج التى حصلت عليها باتفاق الصخيرات، وذلك بعد أن انفرط عقد مجلسه الرئاسى وقيامه هو بخرق هذا الاتفاق علنا وتنصله من العديد من الاتفاقات لدفع عملية الحل السياسى واستسلامه الكامل للتنظيمات الإرهابية.


كما أن مصر تستطيع أن تستثمر علاقاتها الإقليمية والدولية فى التصدى لأطماع تركيا فى غاز المتوسط، فى ظل رفض أوروبى وتحفظ أمريكى على ما تفعله وتقوم به تركيا، بل وتعارض الأطماع التركية فى ليبيا مع رغبة روسيا فى أن يكون لها تواجد قوى فى البحر المتوسط، يستند الآن لتواجد قواتها فى سوريا، ورغبة فى تواجد روسى قوى فى ليبيا.


باختصار تستطيع مصر حصار الخطر القادم لها من الأراضى الليبية، وهى تفعل ذلك فعلا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة