صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| روفيدا.. ضحية «كوسة»

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 09:17 م

اشتهر بقلبه الرخامي، وقسوته التي لا يضاهيه فيها أحد، مغلق الفهم والضمير، حيث لم يرحم الرضيعة ابنة زوجته "روفيدا" التي لم تلحق أن ترتوي من الدنيا حتى تشبع، ولم تكمل شهرها السابع بعد ولادتها، وانقض عليها كالوحش الكاسر يسدد لها اللكمات، وينهي حياتها بعدما رطم رأسها الصغير بالحائط بسبب بكاءها.

وقفت الأم المكلومة أمام العميد صمويل عطاالله مأمور قسم شرطة أول شبرا الخيمة، تروي بدموع منهمرة يشوبها ألم وحسرة على رضيعتها "روفيدا" التي راحت ضحية زوجها الذي يدعى "كوسة"، تضرب صدرها ذاهلة من هول المشهد حيث قالت: لقد احتدمت الخلافات بيني وبين زوجي الأول ووصلت إلى طريق مسدود، اتخذت على إثرها القرار بالانفصال عنه، ولم يمضي كثيرا وأنجبت طفلتي الرضيعة "روفيدا".

اعتقدت بأن الدنيا فتحت ذراعيها لي بعدما تزوجت من زوجي الثاني "كوسة"،  غمرتني سعادة عندما وافق على أن تكون ابنتي برفقتي، ومرت الأيام، ومع أول خلاف بيني وبينه فوجئت به وكأنه وحش كاسر يعتدي علي بالضرب المبرح، وتدخل الجيران أكثر من مرة لإنقاذي من بين براثنه، وفي آخر خلاف حدث بيني  بينه انهال علي بالضرب كعادته،  أصابني بكدمات في عيني، وخشيت أن أطلب منه الطلاق حفاظا على كرامتي التي يهدرها دائما، وخوفا على رضيعتي ومن الضياع.

وأجهشت في البكاء قائلة: ليتني طلبت منه الطلاق، وأخذت ابنتي، حيث أثناء اعتداؤه علي بالضرب كنت أصرخ من شدة الألم والضربات التي يسددها لي بجميع أنحاء جسدي، مما أصاب رضيعتي بالذعر والهلع وانفجرت في البكاء، دون توقف، ودون رحمة أو شفقة فوجئت به يهرول مسرعا وأمسك بالطفلة، بكل وحشية يسدد لها اللكمات في وجهها مما ازداد صراخها ولم يرحم براءتها، و أمسك رأسها الصغير ورطمها في الحائط.

ازدادت دقات قلبي هلعا وخوفا على ابنتي التي توقف بكاءها،  واحتبس صوتها، ولم تعد قادرة على النطق تنتفض بين يدي وكأنها عصفور مذبوح، بينما وقف هو غير مصدق ومشدوه يبكي، لكن ما عاد ينفع البكاء ولو أمطرت دموعه قبر ابنتي ولن أسامحه.

هرولت مسرعة إلى المستشفى في محاولة لإنقاذها لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وتوفيت متأثرة بجراحها.

على الفور انطلق رجال المباحث، وتمكنوا من القبض على "كوسة"، وتم تحرير محضر، وتوالت النيابة التحقيقات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة