فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

صراع الأفيال والعشب

فرج أبو العز

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 - 09:34 م

 

السياسة هى فن الممكن وليس المستحيل هذا ما درسناه فى العلوم السياسية وأكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حديثه لشباب العالم من خلال النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم فى شرم الشيخ.


أكد الرئيس أن هناك فرقًا كبيرا بين القيم والمثل فى تناول الموضوعات وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية، «الكلام عن القيم الإنسانية كتير قوى، لكن عندما تُستعدى المصالح نغير كلامنا أو على الأقل ميبقاش إحنا بنتغير وبنتجاوز».


ببساطة لخص الرئيس ما يجرى فى عالم اليوم الذى لا يتعاطى إلا مع المصالح وهذا ما يبدو جليا فى معظم الصراعات التى تشهدها المنطقة فالقوى الكبرى تتصارع ليس على أرضها لكن فى ميادين أخرى بعيدة عنها فى استعراض واضح وصريح للقوة وجريا وراء مصالحها. واستدعى الرئيس خلال مداخلته حكمة تقول: «عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة» كدليل على أن صراعات الكبار غالبا ما يدفع ثمنها الصغار.


حديث الرئيس يدلل بواقعية على حالنا فى مصر وما نشهده اليوم من أمن واستقرار وسعى حثيث للتنمية والتقدم مقارنة بما تشهده الدول المجاورة من صراعات تضرم النيران ولا تبقى على الأخضر ولا اليابس.. حديث القيادة المصرية أمام العالم يبرز بكل وضوح وشفافية أننا ندرك قضايانا جيدا وندرك تماما أن معركتنا مع التنمية لا بد وأن تقابل باستراتيجيات وبرامج فى مقدمتها الوقوف بقوة ضد الإرهاب البغيض الذى يستهدف أن يضرب فى مقتل الدولة الوطنية وهذا فى اعتقادى أمر مفصلى لأنه لا تنمية مع إرهاب فالتنمية إنما تكون فى مناخ الأمن والاستقرار فرأس المال جبان والاستثمار دائما وأبدا يبحث عن مواقع بلا مخاطر.. ومن هنا كان تفكير القيادة بأن تسير معركتا التنمية والإرهاب فى خط متوازن.. ولعل أبرز وأدق رسائل الرئيس من خلال منتدى شباب العالم التأكيد على وجود متطلبات للدول والأفراد، حاجات الدولة استقرار وحاجات الفرد أن يعيش ويعمل ويكون أسرة.. وهذا النهج تتبعه الدولة على كافة المستويات فى شكل مشروعات قومية كبرى تيسير سبل الحياة للمواطن وتوجد بيئة مناسبة وجاذبة للاستثمار وتخلق فرص عمل لشبابنا الذين يدخلون سوق العمل سنويا ونحن الآن لا يكاد يمر يوم إلا ويفتتح الرئيس مشروعات جديدة تفتح شرايين جديدة لتنمية الاقتصاد والإنسان حيث سيظل دائما وأبدا رضا المواطن ورفاهيته هى غاية أى تنمية مهما اختلفت الأساليب والنظم السياسية الحاكمة.


ولأن الإنسان عنصر أساسى فى صناعة التنمية تسير الدولة بخطى حثيثة وعلمية للنهوض بالصحة والتعليم فالعقل السليم فى الجسم السليم لذا كانت منظومة التعليم الجديدة التى تستهدف إيجاد موطن مؤهل لمواجهة تحديات الحياة بمفهومها الشامل وليس خريجا يعتمد على الحفظ والتلقين ويتخرج «ميعرفش الألف من كوز الذرة» ويتمرغ فى تراب الميرى.. وكذلك نظام التأمين الشامل الذى يستهدف مواطنا سليما معافى خال من الأمراض ليزرع ويصنع ويبتكر وها نحن رأينا الثمار فى النجاح الساحق لحملة 100 مليون صحة والبقية تأتى مع حملات كثيرة تستهدف جميعها مواطن قوى قاد على خدمة نفسه وأسرته ووطنه.
للزجل كلمة:


«2 كفاية» العقل بيقولك أكتر من كده لأه
البرعم عايز يتروى عشان يكبر ويترقى
العقل السليم فى الجسم السليم يزرع ويصنع
وعمره ما يتمارض ولا يناور وفى الجد ما يقولك لأه
التعليم والصحة وخدمة الوطن أولوية وغير كده لأه

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة