ملوك القطن والإبرة.. منجد الشارع يصارع الزمن و«الصناعي»
ملوك القطن والإبرة.. منجد الشارع يصارع الزمن و«الصناعي»


حكايات| ملوك القطن والإبرة.. منجد الشارع يصارع الزمن و«الصناعي»

إيمان طعيمه- محمود عبدالعزيز

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 - 05:47 م

 

حين ترى أحد الشوارع يبتسم، يشع اللون الأبيض من أحد بيوته، فلا خلاف على أن أحد «المنجدين» البلدي ينثر بعصاه بهجة القطن في كل شبر ويغلق بـ«إبرته» على تفاصيل ستتحول إلى ذكريات في المستقبل.

 


في أحد شوارع الجيزة، يجلس الأسطى «باسم» أمام كومة من القطن، مستندًا إلى سنوات احترف فيها التنجيد بين أسرة تعشق كل تفاصيل «الصنعة البلدي»، حتى مر عليه ربع قرن وهو يجهز «الذهب الأبيض» قبل «تكييسه» وصونه في مراتب ومخدات ولحف ستعيش لسنوات.

 


«المنجد» واحدة من أقدم المهن في مصر؛ حيث كانت ولا تزال رمزًا للفرح والأعراس قديمًا، فكان المنجد يفترش جزءًا  من الشارع ليمارس عمله وسط أغاني مخصصة لهذا اليوم، حتى وإن تراجعت قليلا إلا أنها لا تزال محتفظة لنفسها بموقع مميز في الريف والمدن معًا.

 


حتى مع دخول «الجاهز» لا يزال البعض يحرص على هذه العادات المفرحة فيقومون بتنجيد الوسائد مثلا أو اللحاف مع شراء بقية المفروشات جاهزة.

 


بأدوات كالقوس والعصا ظل باسم محافظًا على تجديد القطن، لكنه مع ظهور «الماكينة» لجأ بدوره إلى الآلة الصناعية لتهوية القطن وتنظيفه وزيادة كثافته، مع الإبقاء على الخيوط والإبر كأداة رئيسية في عمله. 

 


يدرك المنجدون وباسم واحد منهم أن المراتب البلدي أفضل من الجاهزة لكون «القطن طبيعي» وليس به ألياف أو سوست، وتتراوح أسعارها حسب أنواع القطن، فقد تصل المراتب فائقة الجودة إلى 1500 جنيه، والأقل جودة تصل إلى 700 – 1000 جنيه فقط، وتستغرق صنعتها من ساعتين إلى ثلاثة حتى تصبح جاهزة للاستخدام.

 


سر القطن

 


كانت الأسر قديما تعمل على تنجيد المرتبة القطن لمتانتها وقلة تكلفتها وعمرها الممتد لسنوات، فيما كانت التهوية ووضعها بالشمس أمر ضروري لضمان بقائها فترة أطول.

 


وما يميز القطن أنه طبيعي لا يحتوي على أي مواد كيميائية أو ألياف تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض، وأهمها الحساسية التي أصبحت تصيب الكثير في العصر الحالي.

 


يقول أخصائي العلاج الطبيعي الدكتور على حسن توفيق إن المراتب القطن صحية جدا بنسبة كبيرة لكن في حالة تنجيدها مرة كل 6 أشهر، لأن القطن في بداية «التنجيد يكون هش ومريح للجسم لكن بعد فترة من الوقت ينكمش ويحدث تكتلات في بعض الأجزاء مما يصيب فقرات الجسم بالانحناء والأمراض بعد مرور الوقت».

 


وعلى عكس الشائع فإنه لابد من تنجيد المراتب بصفة مستمرة حتى لا يحدث إصابة في فقرات الرقبة، بحسب الدكتور علي الذي أكد أن المراتب القاسية أو الجاهزة هي الحل الأمثل حتى يظل الجسم كما هو طوال فترة النوم ولا يكون عرضة للانحناء.

 

 

 

«الشعب المصري ليس لديه ثقافة التنجيد الدورية للمراتب القطن، فضلا عن اختفاء المنجد بنسبة كبيرة وأصبح من الصعب إيجاده كلما تم الاحتياج له».. بهذه الكلمات اختتم الدكتور علي حديثه عن المراتب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة