قصص وعبر
قصص وعبر


قصص وعبر| الشريفة.. والذئاب الثلاث

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 - 09:21 م

فتاة شابة في ريعان شبابها، تتألق حيوية، تعيش وسط أسرة بسيطة، ابتسامتها كانت تملأ وجهها، وأحبت الحياة، وتمنت أن تكمل دراستها، وتحلم بفتى أحلامها، لكنها لم تكن تعلم بأن النهاية لأحلامها تزحف وشيكة لتخطف زهرة عمرها، وبدأ عنان الحياة المشدود على عنقها يتراخى، ولم يعد هناك ما ينغص عليها حياتها إلا شيئ واحد، وهو موقف أبيها من الذئاب الثلاثة الذين قاموا باختطافها واغتصابها وسط الزراعات، حيث فوجئت به يتقدم بالتنازل عن قضية اغتصابها.

وأمام المستشار عثمان سيد محمدين رئيس محكمة جنايات نجع حمادي، وعضوية المستشارين، أحمد إسماعيل عبدالعزيز، ومحمود شوقي موافي، امتدت أصابعها تمسح دموعها، والأحزان تعتصرها قائلة: "مش هبيع شرفي ولو بكنوز الدنيا، ولا يوجد أغلى مما أخذوه مني"، فمنذ تعرضي للاغتصاب لم أذق طعم النوم، ولم استطع الخروج من المنزل خشية نظرات الناس لي، غير إنني لم أتمكن من أن أكمل تعليمي، غير تهديداتهم لي طوال عام، بأن أتنازل عن القضية، ورفضت جميع الأموال التي عرضت علي، مما جعلني أتمسك بحقي، لكن مايحزنني هو موقف وتصرف أبي الذي لم أراه منذ زمن بعيد وتواطؤه مع أهل المتهمين مقابل حصوله على المال نظير تنازله عن القضية، بعدما تقدم محامي المتهمين الذئاب بتوكيل منه يفيد التنازل عن القضية.

وبصوت يجأر بالشكوى والمرارة قالت: محدش حاسس بالنار اللي أنا فيها"، ولن استسلم لأي ضغوط لحين النطق بالحكم على هؤلاء الذئاب، وإنني على يقين بأن حكمكم العادل سيفا يضرب بالحق، وفاروقا يفرق بين الظلم والنور، لكي يعلم الذين ظلموا إلي أي منقلب ينقلبون.

وجاء قرار هيئة المحكمة برفض التوكيلات المقدمة من والد الفتاة لمحامي المتهمين بتنازله عن القضية، مشيرا رئيس المحكمة المستشار عثمان سيد محمدين بأن الفتاة وكيلة نفسها في هذه القضية، وتقرر تأجيل القضية إلى ٢٢ يناير القادم لمناقشة الطب الشرعي.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة