شيماء سعيد.. أول صانعة أثاث من الحديد في مصر
شيماء سعيد.. أول صانعة أثاث من الحديد في مصر


المرأة الحديدية| شيماء سعيد.. أول صانعة أثاث من الحديد في مصر

محمد وحيد

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 - 03:30 ص

من باطن المعاناة يولد الأمل.. هذه حقيقة ما حدث بالفعل مع شيماء سعيد المُلقبة في الإسكندرية بالمرأة الحديدية، أكرمها الله بزوج وشقيق مخلصين، فنجت من موت محقق كان سيلحق بها نتيجة مرض خطير أدى إلى إلتهاب جهاز المناعة الكبدي بالكامل، كانت أيام صعبة بل أشهر تقضيها شيماء وحدها بالمنزل الذي تحول إلى غرفة معزولة تُشبه الحضانة، خشية من إصابتها بأي مرض.

شيماء سعيد.. من أصول نوبية وعاشت في المملكة العربية السعودية وتحديدًا في مكة المكرمة، إلى أن وصلت للجامعة، والتحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، حيث سكن والدها الدائم، ثم تزوجت وعاشت في عروس البحر المتوسط ولديها طفل.

شيماء تتحدى المرض بـ«الحديد»


لم تستسلم شيماء للمرض بل تمسكت بإيمانها بالله وبعزيمتنا وفكرت وهي مستلقية على فراش المرض في حياتها ومستقبلها، جاءت لها فكرة لتصنيع الأثاث المنزلي من الحديد مع الأخشاب المغطاة بأفخر أنواع الأقمشة، وبالفعل عندما استعادت صحتها وعافيتها بدأت فورًا في تنفيذ فكرتها وحلمها الذي ظل يراودها وهي على فراش المرض، وبدأت في تصنيع غرف النوم والأنتريهات وغيرهم من الأثاث المنزلي.

 

وقالت شيماء إن الفكرة أتت لها وهي على فراش المرض عندما تمت إصابتها بمرض التهاب جهاز المناعة الكبدي بالكامل، فكانت لديها فكرة دمج الحديد مع الخشب في تصنيع الأثاث المنزلي، خاصة السراير والكراسي وغرف النوم والأنتريهات، فهذه الطريقة ابتكرتها عن طريق تصنيع القوائم الرئيسية من علب الحديد المجلفن، ويتم دهانه في أفران خاصة لمنع الصدأ مع مرور الوقت.

هؤلاء شُركائي في النجاح
وكشفت عن تعاونها مع عدد من الصنايعية التي أكدت أنها تربطها بهم علاقة جيدة، قائلة: "كلنا بنكمل بعض، فهم يفهمونني جيدا، ويقومون بتنفيذ كل المهام المطلوبة منهم، ويعلمون جيدا أننا نقدم منتجات ليس لها منافس حتى الآن"، فيتعاون معي إيهاب الحداد والذي يقوم بتصنيع الدعائم الأساسية وتجميع ولحام السراير والبانكيت والكنب والبفات وكراسي السفرة والروكنة بجميع مقاساتها، أما محمد النجار يقوم بتقطيع الأخشاب وتركيبها بالطريقة التي أعرفها له، وهي تجليد الحديد بالخشب، بينما يقوم بعملية التنجيد بالقماش في المرحلة الأخيرة أيمن أبو علاء السوري.

ما يُميز مشغولاتها عن التقليدية
وعن الفرق بين ما تصنعه والأثاث التقليدي، قالت إن منتجاتها تعيش عمر أطول ويمكن إعادة تدويرها مرة أخرى، وتتميز بوزنها الخفيف وسعرها أقل وجودتها أعلى، لأن دعائمها الأساسية من الحديد وليس الأخشاب، موضحة بأن الأثاث التقليدي المصنوع من الخشب فقط دائما ما يكون عمره قصير، وأحيانا يتجمع "السوس" داخل الأخشاب ويعشش فيه مما يؤدي إلى إهلاكه، بعكس الحديد فلا يُعشش السوس فيه.

العواقب التي تعرضت لها
تحدثت "شمياء" عن العواقب التي واجهتها في البداية هي مواجهتها للرجال في المهنة من الحداد، والنجار، والمنجد، والاستورجي، وغيرهم من الصنايعية الذين تحتاجهم في عملية التصنيع، وكيفية التعامل معهم ندًا بند، قائلة: "الرجال في مجتمعاتنا الشرقية دائمًا ما يستهينون بالمرأة خاصة في الأعمال الشاقة، وبالفعل نزلت كل ورشة على حدى وتعلمت أساسيات التصنيع، ومع إصراري وعزيمتي تعلمت بسرعة، وبالفعل قمت بتطبيق ما تعلمته في منزلي أولًا ونجحت الفكرة وبدأت المشروع".

رسالتها لنساء مصر
ناشدت "شيماء" السيدات بأن تبحث عن مجال تحبه سواء في الطبخ أو تصميم الأزياء لأن المرأة المصرية لديها الكثير من الإرادة التي تجعلها في المقدمة.


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة