عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

مأساة لغتنا «العالمية»

عمرو الديب

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 - 06:54 م

 ...تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التى تبين الصلات الكثيرة والوثيقة التى تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى اوروبا فى عصر النهضة، وأتاحت اللغة العربية إقامة الحواربين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقى، هذه السطور السالفة التى تمجد لغتنا الجميلة، وتتغزل فى عطائها، وخصوبتها، وتفوقها، ليست من إنشائى، وهى -كذلك- لم يكتبها أحد المتحمسين للعربية من أبنائها المنحازين لها، ولكنها العبارات التى تتصدر الصفحة الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» على شبكة المعلومات الدولية، وقد استقبلت بتلك الكلمات المادحة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية الذى يحل سنويا فى الثامن عشر من ديسمبر، فى ذكرى قرار الأمم المتحدة باتخاذ العربية إحدى اللغات الرسمية للمنظمة الدولية إلى جانب الانجليزية والفرنسية، والروسية والصينية والإسبانية، وقد زف الموقع الرسمى للمنظمة الدولية أخبارا مهمة عن عقد مجموعة من الموائد المستديرة بمقرها فى باريس تدور حول موضوع الذكاء الاصطناعى وأثره فى صون اللغة العربية وتعزيز مكانتها، ومع اعتزازى بتكريم لغتنا التى هى واحدة من أهم ملامحنا، وسعادتى باهتمام العالم باللسان الفصيح العريق إلا انها سعادة يشوبها الألم، من جحود كثير من الأبناء الذين لا يعرفون قيمة لسانهم، فى حياة الأفراد والأمم، وهؤلاء الجاحدون - للأسف - يتنكرون لأحد التيجان التى تشرف هامات أوطانهم، ويمعنون فى طريق نبذ الملامح، على الرغم من ان الدنيا، تنبهر بأصالة لساننا وثرائه، وتقر بعطائه وخصوبته، وقد مضى الاحتفال العالمى بلغتنا الجريحة، منذ ساعات، ولا تزال للأسف أسيرة محنتها، غارقة فى نزيف جراحها، ولا تجد من يوقف تدهورها، ويعيد إليها كرامتها ورونقها، لنسأل أنفسنا ما التدابير الفعالة التى اتخذها مجمع اللغة بالقاهرة وسائر المجامع العربية لنجدة اللسان العربى، وماذا فعلت المؤسسات الثقافية القومية من أجل إنقاذ أبرز ملامحنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة