الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


لماذا لم يتسبب قرار «النواب الأمريكي» بشأن عزل «ترامب» في تذبذب أسواق المال

أ ش أ

الخميس، 19 ديسمبر 2019 - 03:50 م

 

 بدت الأسواق العالمية اليوم غير متأثرة بقرار مجلس النواب الأمريكي بمساءلة الرئيس "دونالد ترامب"، الأمر الذي من غير المرجح أن يتغير ما لم يكن هناك تحول في التوقعات السائدة بأن الرئيس باق في منصبه، حسب تقرير نشره موقع "ماركت ووتش" المعني بالشأن الاقتصادي.

ويستبعد "ويليام ويتس" المحلل الاقتصادي وكاتب التقرير، أن تتخذ المؤشرات العالمية أي رد فعل الأيام المقبلة، خاصة في ظل تداول معظمها بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وأوضح "ويتس" أن الإجابة عن سؤال "لماذا لا يخلق هذا الصدام التاريخي المزيد من القلق في الأسواق المالية"، تكمن في قرار مجلس الشيوخ، الذي سيجرى المحاكمة، فيما تشير كل الدلائل إلى أن المجلس لن يصوت لعزل "ترامب" من منصبه.

وفي التعاملات الإلكترونية التي تسبق الجلسة اليوم الخميس، استقر أداء العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك" المركب و"ستاندرد آند بورز 500" عند 8619 نقطة و3199 نقطة على الترتيب، فيما صعد "داو جونز" هامشيا بواق 0.07% إلى 28302 نقطة.

كما استقرت الأسهم الصينية في ختام التداولات مع انتظار الأسواق الإعلان عن تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي لتنهي النزاع التجاري الذي استمر على مدار ثمانية عشر شهرا.

وتباين أداء الأسهم الأوروبية مع ترقب تطورات الملف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وإعلان ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، اليوم /الخميس/، إن أولوية حكومتها في الوقت الحالي هي تحقيق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير المقبل.

وعلى أساس سنوي، أضاف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأمريكي مكاسب تزيد عن 27% حتى الآن، وحقق مؤشر "داو جونز"ارتفاع بما يزيد عن 21%، وسجل مؤشر "ناسداك" المركب زيادة سنوية بحوالي 33%، وذلك بالرغم من بداية إجراءات المساءلة واحتدام الصراع بين "ترامب" والديموقراطيين.

ونقل التقرير عن "جاسبر لاولر"، رئيس قطاع البحوث في مجموعة "لندن كابيتال": أن التصويت "ليس سوى خطوة واحدة من اثنين لاستكمال العزل- ومن الواضح بشكل كبير أن الخطوة الثانية (تصويت مجلس الشيوخ) ستفشل بالتأكيد".

وأظهر استطلاع رأي أجرته "أر بي سي كابيتال ماركتس" أن المستثمرين في السوق أصبحوا أكثر تفهما بمرور الوقت لسيناريو يتم فيه مساءلة الرئيس ولكن لا يتم إدانته.

ويوضح استطلاع الرأي أن نسبة المستثمرين الذين يرون أن مثل هذا السيناريو سيكون حدثا محايدا بالنسبة للأسواق ارتفعت إلى 74% من 57% في يونيو الماضي، و50% في سبتمبر 2018، فيما يرى 69% من المستثمرين أن خروج ترامب غير الطوعي أو الاستقالة سيكون سلبيا للأسواق، الأمر الذي يرجح أن يكون أكثر ما يهم المستثمرين هو ما إذا كانت المساءلة تلحق الضرر بفرص "ترامب" في السباق الرئاسي في 2020، في الوقت الذي يزعم بعض المحللين أن الإقالة من المرجح أن تعزز من فرص الرئيس الأمريكي.

وقال "مايكل إيفري" محلل اقتصادي في "رابوبنك": "إنه مع اتجاه مجلس الشيوخ لتبرئة "ترامب"، يبدو من شبه المؤكد أنه لا يوجد عائد سياسي للأسواق يدفعها للقلق من هذا الصراع التاريخي - باستثناء ربما تحفيز الناخبين الجمهوريين الأمريكيين وزيادة فرص "ترامب".

ولفت "جريج فاليير" كبير محللي السياسات الأمريكية في مجموعة "أيه جي إف " الاستثمارية إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت انخفاضا طفيفا في دعم العزل، خاصة بين غير الحزبيين، فيما لا يزال أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون بأن ترامب "فعل شيئا خاطئا في أوكرانيا"، مستكملا: "البلاد منقسمة تقريبا حول ما إذا كان هذا يتطلب إقالته، وهذا من غير المرجح أن يتغير إن لم نر أي تطور غير متوقع".

وفي جلسة تاريخية بمجلس النواب الأمريكي، وافق معظم المشرعين على مساءلة الرئيس "دونالد ترامب" بتهمة سوء استغلال منصبه بالضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق مع خصمه السياسي "جو بايدن"، وكذلك لرفضه التعاون مع الكونغرس وعرقلة عمله.

وبعد تحقيق استمر ثلاثة أشهر من قبل الديمقراطيين في مجلس النواب، أصبح "ترامب" ثالث رئيس للولايات المتحدة تتم إدانته من قبل مجلس النواب، ليقترب من المحاكمة بواسطة مجلس الشيوخ -يسيطر عليه الجمهوريون- والتي قد تفضي إلى عزله حال صوتت الغالبية العظمى بالإدانة.

ولم يصوت أي عضو جمهوري بمجلس النواب لصالح بندي المساءلة، حيث يرى البيت الأبيض إنه يعكس التحيز السياسي الذي يدفع حملة العزل التي يقودها الديمقراطيون ضد "ترامب"، فيما رفض عضوان ديمقراطيان البند الأول وانضم إليهما ثالث في رفض البند الثاني.

وجرى التصويت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس بعد 8 ساعات من النقاشات داخل قاعة مجلس النواب، تبادل مئات المشرعين على إثرها انتقادات لاذعة، في مشهد عكس الاستقطاب العميق الذي بات يسيطر على المناخ السياسي في أمريكا مؤخرا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة