إيمان همام
إيمان همام


مصرية

الجريمة

إيمان همام

الخميس، 19 ديسمبر 2019 - 06:31 م

من الصعب حصر جميع أنواع الجرائم بمجتمع ما، وهى ظاهرة تنتجها بيئة ونفسيات مشوهة، فقد تنامت جرائم السرقة والاعتداء بالاسلحة النارية والبيضاء فى المدن الكبرى والدول الغربية مثل الولايات المتحدة، وانجلترا، وفرنسا.
أما فى الوطن العربى فهى بسبب الاوضاع الاجتماعية نتيجة التحولات الاقتصادية التى تشهدها العديد من البلاد العربية، لقد اصبحت العديد من المجتمعات تشهد امراضا نفسية كإفراز طبيعى لحالات البؤس الناتجة عن الضغوط الحياتية، وهناك امراض انفصام الشخصية الناتجة عن حالة الارباك التى يعيشها الفرد بسبب اوضاعه المالية، وعليه فإن المجرم قد يكون غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب والخير والشر.. نجد الابن يقتل الأم أو الأب او الأخ والاخت، ما يجعل معظم الجرائم تأتى من متلازمات الحياة التى يعيشها فى ظل الفقر والبطالة وانفصام الشخصية وانعدام التوجيه الاخلاقى وغياب الوازع الديني، وهى الوقود الحقيقى لارتكاب الجريمة، فالجريمة باتت مدخلا الى عالم لا يعرف الهدوء والطمأنينة والامان.. ومعظم ارتكاب الجرائم يأتى نتيجة التفكك الاسري، والفراغ.
فالاسرة تتحمل المسئولية الاكبر فى تنشئة ابنائها من ناحية التسامح والتعامل السليم مع الاخرين فهى الاكثر تأثيرا على تصرفات ابنائها، ولابد ان نكون حذرين من الثقافات الغريبة والدخيلة علينا من عنف الافلام الاجنبية وبعض الالعاب الالكترونية العنيفة التى تؤدى الى الانتحار، هذا الجديد الذى دخل فى عالم الجريمة فى السنوات القليلة الماضية، فاللوم يقع ايضا على المدرسة.
كما توجد جرائم اقتصادية تهدد تماسك المجتمع، فأب يقتل زوجته وطفلتيه لمروره بضائقة مالية، وآخر يقتل زوجته بسبب ملابس العيد وزوج يقتل زوجته امام ابنائها الخمسة بسبب كعك العيد.
ومن هنا تكمن خطورة انتشار العنف والجرائم الاسرية الا ان الاجواء الاسرية المشحونة بالتوتر والصراع تكون مهيئة للاصابة بالامراض العقلية والنفسية والسلوكية للابناء، اى انها تخرج للمجتمع اجيالا متأهبة لارتكاب مزيد من العنف والجريمة والانحراف، اللهم أحفظ أبناءنا من شر الجريمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة