طاهر قابيل
طاهر قابيل


اول سطر

واحدة فقط لا تكفى

طاهر قابيل

الخميس، 19 ديسمبر 2019 - 07:17 م

منذ عدة سنوات عند مشاركتى فى منتدى «الحزام والطريق» الاعلامى بالعاصمة الصينية «بكين» سألتنى احدى الصحفيات هل انتهى زمن اعلام الصحف الورقية والتليفزيون والاذاعة؟ لم أتأخر كثيرا فى الاجابة وكان ردى بان الاعلام باق حتى نهاية الزمان وان الوسائل الجديدة لا تقتل القديمة وتعلن وفاتها ولكنها تحتل مكانها رويدا رويدا على مر السنين.. وان ما يحدث الآن هو «تطور طبيعى» فقديما كنا ننتقل من مكان لآخر بالكارو والجمال ونحارب بالحصان والسيف والآن نتحرك بالسيارة المتطورة والقطار فائق السرعة ونحارب بالدبابة والصاروخ والطائرة.. فالاعلام باق والحرب باقية ولكن تتغير الوسائل وتتطور.
صحيفة «الشعب» اليومية الصينية «جريدة» رسمية تتبع اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى تأسست عام 1948 وتوزع 3 ملايين و480 ألف نسخة ورقية واختارتها منظمة «اليونسكو» فى تسعينيات القرن الماضى ضمن افضل عشر صحف بالعالم.. لم تتوقف صحيفة «الشعب» الورقية امام غول التكنولوجيا والتطور المتسارع فى وسائل الاعلام بدعوى انها الاكبر حجما والاكثر تأثيرا بل طورت نفسها إلى مجموعة من الوسائل المتعددة الحديثة ووزعت انتاجها الخبرى على المنصات المختلفة الورقية والرقمية والشاشات الالكترونية التليفزيونية والاذاعية ومواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات على التليفونات المحمولة واصبحت مؤسسة ضخمة تدير 72 صحيفة ومجلة وموقعا الكترونيا و270 حسابا على موقعى التواصل الصينيين «ويبو» و«ويتشات» وعلى 27 تطبيقا للهواتف و39 حسابا على «الفيس بوك وتويتر».. وافتتحت 70 فرعا ومكتبا بالصين وخارجها ومنها «مصر».. ووصل عدد قرائها إلى مليار متابع.
مؤسسة «الشعب» الاعلامية تعمل حاليا على تكوين قاعدة بيانات مزودة بأفضل التقنيات الحديثة وانشاء القنوات التليفزيونية على الانترنت.. وتقوم بتعزيز الاندماج بين الوسائل الاعلامية التقليدية والجديدة واعادة تصميم وتطوير خط انتاج «الأخبار» تحت مفهوم «المطبخ المركزى» وبناء منصة شاملة.. وبذل نشاط مكثف لتعزيز التبادل والتواصل مع وسائل الاعلام العالمية من خلال استضافة المؤتمرات الدولية وتكوين الروابط وكان آخرها تشكيل رابطة «الحزام والطريق» للتعاون الاخبارى والاعلامى «BRNN» بمشاركة مؤسسة «أخبار اليوم» وجريدتى «الأخبار» التى تملك أحدث صالة تحرير مدمجة.
صحيفة الشعب الصينية لم تجلس صامتة تتفاخر بمجدها وتأثيرها القوى بل واكبت واجتهدت لتقديم رسالتها الاعلامية للقارئ والمشاهد والمستمع بمختلف الوسائل.. فيجب ان تكون العلاقة بين الوسائل الاعلامية القديمة والحديثة تكاملية وعلى كل وسيلة ان تختار اسلوبا مختلفا وتبرع فيه حتى تنتشر وتسود وتصبح فى يد جميع الفئات.. فوسيلة واحدة فقط لا تكفى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة