عاطف زيدان
عاطف زيدان


يوميات الأخبار

«مصر الجديدة» تلمع رقة وجمالاً

عاطف زيدان

السبت، 21 ديسمبر 2019 - 07:26 م

فوجئت ذات صباح، وانا فى طريقى إلى العمل، بزحام شديد و» لخبطة « لم اشهد لها مثيلا، ووقعت عينى على اوناش وحواجز والات ومعدات ضخمة، فى انحاء حى مصر الجديدة، ميدان المحكمة، ميدان هارون، ميدان سفير بشارع ابو بكر الصديق، السبع عمارات، ميدان روكسى، شارع الخليفة المأمون. سالت احد المهندسين المتواجدين : ايه الحكاية ؟ قال : خطة تطوير شاملة للحى يافندم. تذكرت خبرا جاءنا فى الديسك المركزى قبل ايام بشان قرار بتخصيص اكثر من 3 مليارات جنيه لتطوير منطقة مصر الجديدة، تتضمن الخطة انشاء خمسة كبارى فى شارع ابو بكر الصديق لتحرير الحركة المرورية حتى طريق السويس. والقضاء على الاختناقات خاصة فى منطقة سفير وميادين المحكمة وروكسى والميرغنى، وتوسعة شوارع الخليفة المامون وعثمان بن عفان والحجاز وغيرها.
لم اكن سعيدا فى البداية بمايجرى، خاصة بعد رفع قضبان مترو مصر الجديدة الشهير من الشوارع، وازالة معظم الجزيرة الوسطى الخضراء فى شارع الخليفة المامون بمدخل الحى من جهة جامعة عين شمس. وقلت فى نفسى، ياخسارة يامصر الجديدة. فقد كنت اتصور ان السمات الخاصة بالحى الراقى الذى انشاه البارون امبان قبل مائة عام، سوف تختفى، وان الاشجار الضخمة العتيقة سيتم قطعها، لتوسعة الشوارع. لكن بمرور الايام، بدات استرد انفاسى، وعادت السعادة تملأ نفسى و الاشراق يطغى على صفحة وجهى. معدلات انجاز الخطة فى كافة المحاور غير مسبوقة. وملامح التطوير تسر العين وتسعد النفس.الكبارى الخمس التى تم انجازها فى اسابيع قليلة، ليست كغيرها، النقوش التى تحملها تتوافق مع طبيعة الطراز المعمارى لمبانى الحى،جعلتها لمسة جمال اضافية، ناهيك عن دورها فى تخفيض زمن المسافة بين ميدان المحكمة وطريق السويس من نصف ساعة إلى بضع دقائق. اما الاشجار العتيقة التى تميز الحى، ويرتبط بها سكانه، لم يتم ذبحها كما كنا نخشى، وانما تم استيراد ماكينة ضخمة خاصة، لنقل الاشجار من مكانها، واعادة غرسها، فى اطار مخطط جمالى جديد متناسق.
الطرق التى كانت الحركة فيها بطيئة جدا، تضاعفت حاراتها، والاختناقات لن يكون لها مكان فى مصر الجديدة، بعد استكمال كافة الاعمال الجارية، واعادة رصف كافة الشوارع الرئيسية والداخلية
لقد تغيرت مصر الجديدة كثيرا إلى الافضل، واصبحت بعد تنفيذ معظم خطة التطوير ودهان مبانيها، خاصة فى الشوارع الرئيسية كالميرغنى والاهرام واللقانى والحجاز، اصبحت تلمع رقة وجمالا. لكن هذا لايمنع احساس الكثير من اهالى الحى، بالحنين إلى الماضى، الذى توارى مع تطور الزمان. المترو الجميل عندما كان يتهادى فى الشوارع، دون ان يحدث تلوثا او ضجيجا. والقصور والفيلات التى اختفت فى العقدين الاخيرين، وحلت محلها عمارات شاهقة. والملاهى والحدائق والمتنزهات ودور السينما التى اهملت فى العهود الرديئة الماضية، فكان نصيبها،اما الغلق او الاهمال او الازالة.
ماجرى ويجرى فى حى مصر الجديدة، فى عهد الرئيس السيسى، يزيد الامال فى انقاذ كافة المرافق الترفيهية، واحداث تطوير مماثل فى كل احياء القاهرة والمدن الكبرى المصرية وانقاذها من الاهمال والتردى الذى اصابها، واعادتها إلى سابق عهدها، واقامة « مصر الجديدة « التى حلمنا بها بعد ثورتى يناير ويونيه اكثر جمالا ورقة وازدهارا
احزان فيسبوك
الجمعة :
تحول فيسبوك فى الآونة الأخيرة، لمصدر نكد وهم وغم، حيث أصبح بمثابة صفحة وفيات ومرضى،حفظنا الله واياكم من كل شر.لذ ا أصبحت اتحسب كل صباح، بل اتردد فى الدخول على موقع التواصل الإجتماعى الأول، خشية أن اصدم ببوست وفاة قريب أو صديق أو زميل عزيز.او بوست تعرض أحد المعارف لحادث او مرض مفاجئ.وجربت عدم الدخول لمدة ثلاثة أيام فقط، فكانت النتيجة وفاة والد صديق عزيز جدا وبالتالى عدم قيامى بواجب العزاء، وعندما اتصلت بصديقى فى اليوم الرابع للاستئذان فى زيارته لتقديم العزاء، لمست فى نبرات صوته، برودا وزعلا شديدين. وعندما التقينا عاتبنى قائلا : لقد كان المرحوم ينظر إليك كأحد أبنائه، ويتباهى بك ويحبك بشدة.قاطعته بأن أقسمت له باغلظ الإيمان أننى لم اعلم بخبر الوفاة إلا أمس.نظر إلى غير مصدق، فما كان منى الا العودة إلى فيسبوك الوفيات والمرضى والكوارث.. وامرى لله.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة