إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

«آه يا دنيا»

إيمان راشد

السبت، 21 ديسمبر 2019 - 07:43 م

 

بعد مرور سنوات عمرى وما مر بها من أحداث أدركت وتيقنت أن الإنسان ينتهى عمره على مراحل.. نتقابل ونحيا ونتباعد ونفقد أو نفتقد جزءاً من حياتنا بالفراق الأبدى أو التباعد.. وما أصعب فراق الأحباب فى كلتا الحالتين فالحياة ميناء للقاء والوداع لتجد نفسك فى النهاية وحيداً غريباً وقد ضاع منك جزء من عمرك وحياتك ورويداً رويداً يفرغ المكان من حولك بعد فراق حبيب أو موت صديق أو خيانة خليل.. كل ذلك أجزاء من عمرك تنتهى ليبقى أقل القليل والذى مآله إلى زوال.
انتابنى هذا الشعور عندما أبلغنى زميلى وأخى وصديقى «محمود طعيمة» برغبته فى التقاعد لظروفه الصحية وعبثاً حاولت أن أثنيه عن قراره دون جدوى رغم اقتناعى بوجهة نظره.
ولمن لا يعرف طعيمة أقول له هو القرص المهدئ لنا كصحفيين على مر العصور وخاصة أثناء تولى الأستاذ جلال دويدار رئاسة تحرير الأخبار فهو لم يكن مديراً لمكتبه فقط بل كان حلقة الوصل التى تربطنا به والطريق الممهد لتوصيل رغباتنا له.. فكان بمثابة الترمومتر الذى يخبرنا بمتى نعرض مشاكلنا على رئيس التحرير رغم أنه للحق أقول إن مكتب الاستاذ جلال دويدار لم يكن مغلقاً أمامنا أبداً ولكن كان محمود هو الذى يختار لنا الوقت المناسب ليضمن لنا حسن الاستقبال بعيداً عن توتر رئيس التحرير بمشاكل الجريدة.
ولم يكن طعيمة يكتفى بذلك بل كان يهىء لنا اللقاء ويقوم بعرض مشاكلنا بأمانة مما يسهل علينا مأمورياتنا.
طعيمة بأسلوبه وأخلاقه وتصرفاته كان مثالاً ونموذجاً وواجهة مشرفة لمدير مكتب رئيس التحرير ومثلاً يحتذى به لكل مديرى أى مسئول.. حقيقى تعجز كلماتى عن شكرك يا زميلى الصديق وأخى الوفى ورغم خسارتى الكبيرة فى عدم وجودك لكل الأسباب التى يعرفها الجميع وهم مثلى إلا أننى أتمنى لك حياة سعيدة عامرة بالصحة والستر والخير.. وآه يا دنيا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة