أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

انهيار خط الزمن

أحمد شلبي

السبت، 21 ديسمبر 2019 - 07:44 م

لم يعد جلدى يقشعر كما كان كلما رأت عينى أو سمعت اذنى حدثا مؤلما.
لماذا فقدناالاحساس المر الذى كان بالأمس يحيط بجنبات جسدنا فتصيبنا رعشة واقشعرار فى جميع أعضاء البدن وحزن يكسو الوجه والعين تغمض من شدة الألم من الأحداث.
رغم أنه بالأمس البعيد كانت الجرائم الكبيرة مؤلمة للغاية إلا انها أقل فى حدتها من جرائم اليوم اصبحنا نقرأ يوميا العديد من الجرائم الأسرية التى تهدد كيانها وتضع علامات استفهام على جبهة المجتمع اذ كيف نحقق التنمية المستدامة وسط هذا الجرم الفظيع الذى أفقد الأسرة المصرية وحدتها ومودتها وبرها وعطفها وتراحمها.
لم أعد استوعب كيف يقتل أب أولاده أو ابن يقتل والديه واجداده من أجل حفنة نقود.. اى احساس هذا الذى يكون عليه أفراد الأسرة الذين يرتكبون جرائم يشيب لها الطفل فى مهده.
ورغم ذلك اصبنا جميعا بحالة تبلد فقد أصبحت هذه النوعية من الجرائم مع تكرارها لا تحرك سوى الحسرة والألم المؤقت لحين قراءة حادثة أخري.
كنا بالأمس نشعر بالخزى والعار ان جادلنا أهلنا بالعنف أو الرفض بالايدى كنا نخجل ان نحمل اهلنا ما لا يطيقون من مصاريف ولا نشعرهم بالتقصير.
اين ذهبت هذه الروح والمودة والبر تجاه الوالدين والأجداد؟
اين ذهبت الرحمة والعطف تجاه الاولاد فحوادث اليوم فيها كثير من قتل الاولاد بأيدى آبائهم وأمهاتهم أو تركهم فى الشارع لمصيرهم؟
اشعر بانهيار خط الزمن الذى ولدت فيه والذى آراه اليوم أمام عينى حيث يتم اقتحام المعانى العاطفية والآداب والرحمة والرعاية والانتماء للأسرة وحفظ كيانها والصبر. وما زاد الطين بلة حالات الانتحار بين شبابنا وفيهم خريجو جامعة أى أنهم حصلوا على درجة علمية ولديهم وعى ثقافى وخبرة مجتمعية وتعامل مع الآخر ولكن ماذا يدور فى خلجات النفس التى تلقى بكل هذا رغم العلم بأن قتل النفس جريمة ايمانية تنذر صاحبها بعذاب؟ اننى فى حيرة مما يحدث وأرى أن العلاقات الأسرية اصيبت بحالة انهيار لأن المادة سيطرت على العلاقة وليس الحب والعطف والرحمة. كما يحدث أيضا فى علاقة الاستاذ المربى بتلاميذه.. صارت العلاقة مادية.. ادفع كى تنجح .. ولكن تعليم وتربية فهذا بعيد المنال عن العملية التعليمية.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة