خالد رزق
خالد رزق


مشوار

من أمر ربى

خالد رزق

السبت، 21 ديسمبر 2019 - 07:46 م

على العكس من علوم الفيزياء والكيمياء والحساب وغيرها من العلوم التطبيقية والإنسانية التى يمكن الاستدلال بنظرياتها لتحديد طبيعة مادة ما وكيف تتصرف فى ظروف مختلفة والاعتماد عليها فى قياس ولتحليل ظاهرة ما والوقوف على حقيقتها، تبقى كثيرة هى أمور النفس البشرية المستغلقة على البشر ومهما بلغوا من العلم فهمها، وصحيح أن علم النفس وبحد ذاته يستخدم مناهج تحليل محددة ومنضبطة علمياً للتعامل مع المشاكل والأمراض النفسية وكثير منها ثبت نجاعتها، إلا أن علم النفس يقف عاجزاً عن تفسيير تجارب إنسانية لا مرضية رغم شيوعها بين البشر على اختلاف بيئاتهم الثقافية وانتماءاتهم الاجتماعية.
من بين الظواهر المحيرة التى اجتهد كثير من العلماء فى محاولة تفسيرها، وبقيت اجتهاداتهم مجرد احتمالات لا تقوم على أدلة مادية ترتقى بها إلى صيغ النظريات العلمية، هو ما يعرف بظاهرة التكرار المتطابق للحدث بتفاصيله الزمانية والمكانية وبحضوره من الشخوص، وهى تجربة نفسية ربما مر ويمر بها الأكثر من البشر، حيث يكون الإنسان فى موقف ما وفجأة يلح عليه الشعور بأنه سبق ومر بالموقف نفسه وأن الحادث الذى هو فيه الآن هو أقرب إلى شريط معاد وتبلغ التجربة من الدقة فى حالات أن تقول أو يقول صاحبها لنفسه الآن يدخل فلان ثم يقول فلان كذا ويصاب بالاضطراب عندما يتحقق نصاً ما كان يدور بعقله وهو بالكاد يصدقه..ومن التجارب الإنسانية العمومية المتكررة فى حالات رؤى النيام هى ما يذكره البعض عن تفاصيل لأحداث وأماكن مروا بها وعاشوا فيها، والتقوا فيها آخرين بشراً وغير ذلك وتتكرر معهم الرؤى تجمعها وحدة الأماكن مع تباينات واختلافات على مستوى الأحداث والمواقف.. وهم يصفون تجاربهم تلك بأنها أقرب لعيش حيوات أخرى بكامل تفاصيلها يحيونها على فترات متباعدة وإن كانوا يزورونها نياماً، فهى عندهم أوضح وأكثر دقة وتأثيراً من أن تكون مجرد أضغاث أحلام.
التفسيرات هنا لا يمكن أن تكون علمية تخضع لنظريات ولكن أكثرها شيوعاً يتصل بطبيعة الروح البشرية وقدراتها التى لا يعرف ولن يعرف أحد عنها أى شيء.. ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ( قرآن كريم ).

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة